الدفاع الجوي بدأ في العمل.. إيران تُسقط مقاتلة F-35 ثالثة وتأسر طيارًا إسرائيليًا

في تطور لافت ضمن المواجهة الجوية بين إسرائيل وإيران، أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية إسقاط مقاتلة إسرائيلية ثالثة من طراز F-35، مع تأكيد أسر طيارها حيًّا، ليرتفع عدد الطيارين المأسورين إلى اثنين.

تأتي هذه الضربة بعد إسقاط طائرتين مماثلتين في الأيام الماضية، ما يثير تساؤلات جدية حول فعالية المقاتلة الأكثر تقدمًا في سلاح الجو الإسرائيلي ومدى تكشف قدراتها أمام أنظمة الدفاع الإيرانية.

الدفاعات الإيرانية تدخل خط المواجهة بقوة وتُسقط F-35 ثالثة

بعد أيام من الغارات الإسرائيلية الجوية المكثفة، تؤكد المعطيات الميدانية أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية بدأت تدخل مرحلة الفعل المباشر والمنظم في التصدي للهجمات، واستطاعت إيران أن تُسقط المقاتلة الثالثة طراز F-35.

فبينما كانت الطائرات المسيّرة تنفذ الهجمات الأولى وتعمل على التشويش والإرباك، بدأت بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية – من بينها منظومات باور 373 وS-200 وS-300 الروسية – بالعمل بشكل متزامن ومنسق، ما ساهم في رصد الطائرات الشبحية واعتراض مسارها.

ويشير مراقبون إلى أن هذا التحول في أداء الدفاعات الإيرانية، سواء عبر التحديثات البرمجية أو اعتماد تكتيكات جديدة للمسح الجوي، شكّل عاملاً رئيسيًا في إسقاط الطائرات الثلاث، وهو ما قد يُنذر بتغير قواعد الاشتباك الجوية في حال استمر التصعيد.

إسرائيل تزعم تدمير كافة منظومات الدفاع الجوي الإيرانية "إس-300"
منظومة الدفاع الجوي الإيرانية من طراز S-300PMU2

المقاتلة F-35 .. رأس الحربة في الهجمات الإسرائيلية

رغم امتلاك إسرائيل أسطولًا كبيرًا من مقاتلات F-15 وF-16، فإن طبيعة المهام الهجومية التي تتطلب اختراقًا عميقًا لأجواء إيران جعلت من F-35 الخيار الوحيد المتاح.

فبفضل قدراتها الشبحية والبصمة الحرارية المنخفضة، تُعتبر F-35I النسخة الإسرائيلية من المقاتلة الأمريكية عنصرًا أساسيًا في استهداف المنشآت النووية والمواقع شديدة التحصين مثل منشأة نطنز.

وعلى عكس الطائرات الأقدم، تستطيع F-35 التحليق على ارتفاعات منخفضة وقصف أهداف تحت الأرض باستخدام قنابل جاذبية عالية الاختراق – وهي ميزة لا توفرها الصواريخ جو-أرض التقليدية التي تُطلق من مسافات بعيدة.

هل فاجأت الدفاعات الإيرانية الطائرة الشبح؟

لطالما وُصفت منظومة الدفاع الجوي الإيرانية بأنها مزيج من التحديث المحلي والتكنولوجيا الروسية والصينية، وقد أثبتت مرارًا قدرتها على مقاومة اختراقات معقدة.

ومع ذلك، يُعتبر إسقاط ثلاث طائرات من الجيل الخامس في مهام اختراق شديدة الخطورة عددًا محدودًا نسبيًا، خاصة لو قورن بما قد تتكبده طائرات أخرى مثل F-15 أو F-16 في ظروف مماثلة.

جدير بالذكر أن إيران نجحت في تعزيز فعالية دفاعاتها عبر شبكات رصد مبكرة وهجمات إلكترونية مضادة، فضلًا عن استخدام طائرات مسيّرة انتحارية لضرب مراكز القيادة الإسرائيلية داخل إيران، وهو ما قد يكون أربك دفاعات الطائرات الشبح.

أسر الطيارين وتسريب أسرار استراتيجية؟

الأثر الأكبر لهذا التطور قد لا يكون فقط في الخسائر المادية، بل في إمكانية حصول إيران على بيانات عالية الحساسية من حطام الطائرات.

وتشمل هذه البيانات بصمة الرادار، خصائص التخفي، أنظمة الحرب الإلكترونية، والطلاء الشبح المتقدم.

وتكتسب هذه المعلومات أهمية قصوى بالنسبة لحلفاء إيران، مثل الصين وكوريا الشمالية، اللتين تواجهان تهديدًا مباشرًا من أساطيل F-35 الأمريكية المنتشرة في شرق آسيا.

أي تسريب لهذه التقنيات قد يُحدث تغيرًا في موازين التكنولوجيا الجوية العالمية.

رسالة إلى الغرب: الجيل الخامس ليس منيعًا

تُعد F-35 محور الاستراتيجية الجوية الغربية، وقد صُممت خصيصًا لمهام اختراق الدفاعات الجوية في بيئات مُعادية.

إلا أن نجاح إيران في إسقاط ثلاث طائرات منها يطرح تساؤلات جدية حول حدود قدراتها الفعلية. خاصة أن النسخة الإسرائيلية منها هي الوحيدة عالميًا التي تشمل أنظمة حرب إلكترونية معدّلة محليًا بإذن أمريكي.

ورغم هذه الخسائر، فإن فعالية F-35 في تقليل حجم الضربات والنجاة من أقسى بيئات الدفاع لا تزال تثبت تفوقها مقارنة بغيرها. لكن مع اكتساب إيران خبرة ميدانية متزايدة في تتبعها واعتراضها، فإن فعالية هذه الطائرات قد تتآكل بمرور الوقت ما لم تُحدث تحديثات جوهرية.

معادلة الردع تتغير؟

يبدو أن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية دخلت مرحلة أكثر خطورة، حيث لم تعد الطائرات الشبح بمنأى عن الخطر، كما لم تعد إيران تكتفي بالرد الصاروخي.

خسارة إسرائيل لثلاث مقاتلات من الجيل الخامس وأسر اثنين من طياريها، يمثل ضربة معقدة على المستويين التقني والاستخباراتي.

الأسئلة القادمة ستدور حول ما إذا كانت إيران ستتمكن من فك شفرة F-35، وماذا يعني ذلك لحلفاء الولايات المتحدة، ولمستقبل القوة الجوية الغربية في ظل تصاعد التحديات التقنية من خصومها.

اقرأ أيضاً.. استخدمتها تل أبيب لردع إيران| مواصفات قنبلة إسرائيل MPR-500 الخارقة للمواقع الحصينة

زر الذهاب إلى الأعلى