الدواجن السوداء.. حكاية أغرب اللحوم التي لا يفضلها المصريون

سيف مصطفى19 فبراير، 2025

الدواجن السوداء من أغرب أنواع الطيور على الإطلاق، ولا توجد في مصر إلا في مزرعة واحدة فقط، وربما يكون ارتفاع سعرها أحد أهم أسباب عدم الانتشار.

ورغم ضخامة صناعة الدواجن في مصر والتي يصل حجم استثماراتها إلى أكثر من 100 مليار جنيه، ويعمل بها أكثر من 3 ملايين فرد، إلا أن الدواجن السوداء لا تزال بعيدة بشكل نسبي عن اهتمامات رجال الأعمال العاملين في القطاع.

ما هي الدواجن السوداء؟

الدواجن السوداء كما يوحي لونها تتميز بلونها الأسود الداكن في كل مكوناتها سواء الريش، الجلد، والعظام، والسبب في ذلك اللون هو اضطراب وراثي يُعرف باسم “فرط التصبغ”، وتعتبرها العديد من الدول أحد أنواع اللحوم الفاخرة بسبب سعرها المرتفع لذلك لا يتناولها إلا الأغنياء.

ويعود أصل هذه الدواجن السوداء إلى جزيرة جاوة الإندونيسية، ولكنها تنتشر الآن بشدة في عدد من دول أوروبا مثل هولندا، ألمانيا، سلوفاكيا، والتشيك، ويصل وزن الديوك ما بين 2-2.5 كجم، أما الأنثى فتزن ما بين 1.5-2 كجم.

وتبيض الدجاجة بيض ذو لون كريمي مع مسحة خفيفة من اللون الوردي وتزن البيضة الواحدة حوالي 45 جرام، كما تضع الدجاجة الواحدة 80 بيضة كل عام تقريبًا، بمعدل بيضة واحدة كل أسبوع.

الدواجن السوداء في مصر

لا تتواجد تلك الدواجن إلا في مزرعة وحيدة في مصر تابعة للقطاع الخاص تقع في منطقة المرج، ويصل سعر الواحدة منها إلى أكثر من 20 ألف جنيه، حيث أكد صاحب المزرعة أنه يتم تصدير لحوم تلك الدواجن إلى الخارج بسبب سعرها المرتفع، كما أن المصريين لا يزالوا يرفضون استهلاكها بسبب السعر واللون الذي لا يفضله كثير من المصريين.

وأضاف: في إندونيسيا موطن هذه الدواجن يتم تقديمها بكثرة للنساء الحوامل لاحتواء لحومه على نسبة عالية من الحديد، كما أنه يعد رمزًا للقوة والثراء، كما يعد لحمه في الصين طعامًا مفضلاً للنساء الثريات بعد الولادة، لأنه يعيد طاقتهن بعد أن يفقدن الكثير من المكونات الغذائية خلال فترة الحمل، وأشار إلى أن سعر الكتكوت للدجاجة السوداء يصل إلى 500 جنيهًا.

أسباب عدم الانتشار في مصر

ومن أسباب عدم انتشار تلك الدواجن السوداء في مصر أنها أغلى بكثير من باقي أنواع الطيور التي اعتاد المواطنون على تناولها، بالإضافة إلى أن الدواجن السوداء تحتاج إلى 4-6 أشهر للوصول إلى حجم مناسب للاستهلاك على عكس باقي أنواع الطيور في مصر أيضًا.

كما أن كثير من المواطنين لا يعرفونها بشكل كافي مما يقلل من الطلب عليها. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد دراسات كافية أو اهتمام واسع بهذه السلالة محليًا، كما أن تربيتها تحتاج ظروف تربية خاصة، وقد لا تتكيف بسهولة مع المناخ المصري.

صعوبة التربية في المزارع

من جانبه أوضح عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أنه من الصعب للغاية تربية وانتشار ذلك النوع من الدواجن في مصر بسبب ارتفاع سعرها، وصعوبة تربيتها سواء في المنازل أو المزارع الصغيرة وهي الأكثر انتشارًا في مصر.

كما أن المصريين بشكل عام لا يفضلون استهلاك الأنواع الغريبة من المأكولات خاصة فيما يتعلق باللحوم سواء الحمراء أو البيضاء أو الأسماك، وبالتالي يصعب التوسع في انتشارها في مصر حاليًا أو في المستقبل.

الوسوم