الدولار يهبط لأدنى مستوى منذ ثلاث سنوات.. ترامب يشير لاختيار رئيس للاحتياطي الفيدرالي
الدولار يهبط لأدنى مستوى منذ ثلاث سنوات يوم الخميس، عقب تقارير تفيد بأن الرئيس دونالد ترامب قد يعلن عن اختياره لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل أشهر من الموعد المتوقع.
وفقا لتقرير الجارديان، أدى احتمال اختيار رئيس جديد للبنك المركزي، إلى جانب التوتر المستمر بين ترامب وباول، إلى تفاقم حالة عدم اليقين في الأسواق المالية، وأثار مخاوف جديدة بشأن استقلالية أعلى سلطة نقدية في الولايات المتحدة.
خلاف ترامب وباول يُعكّر صفو الأسواق
يُقال إن الرئيس ترامب، الذي انتقد باول مرارًا وتكرارًا لعدم خفضه أسعار الفائدة بشكل أكثر صرامة، يخطط للكشف عن اختياره في وقت مبكر من هذا الصيف، قبل الموعد التقليدي بكثير. وتستمر ولاية باول حتى مايو 2026، وعادةً ما يتم اختيار خلفائه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر من انتقال السلطة.
مع ذلك، ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، يدرس ترامب الإعلان في سبتمبر أو أكتوبر، أو ربما قبل ذلك. أدى هذا الخبر إلى انخفاض قيمة الدولار بنسبة 0.5% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مسجلاً أضعف أداء له منذ مارس 2022.
يعكس انخفاض العملة تنامي قلق السوق من التحولات المحتملة في السياسة النقدية الأمريكية، في ظل سعي ترامب لرئاسة أكثر اعتدالاً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تكهنات حول خليفة ترامب واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي
عندما سُئل ترامب في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي عما إذا كان قد اتخذ قراراً، أجاب: “أعرف في غضون ثلاثة أو أربعة أشخاص من سأختارهم”، مما أثار المزيد من التكهنات.
من بين المرشحين الذين يُشاع أنهم قيد الدراسة، المحافظ السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، ووزير الخزانة سكوت بيسنت.
أثار استياء الرئيس الصريح من باول، الذي وصفه مراراً بأنه “غبي للغاية” و”ليس ذكياً”، انتقادات من الاقتصاديين، وأثار مخاوف من تدخل سياسي محتمل في البنك المركزي.
جاءت أحدث انتقادات ترامب قبل أيام قليلة من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته في يونيو، حين قرر إبقاء أسعار الفائدة ثابتة وسط حالة من عدم اليقين بشأن خطط الإدارة المثيرة للجدل بشأن التعريفات الجمركية وتوقعات التضخم المتزايدة.
اقرأ أيضا.. حرب الشرق الأوسط تطيل أمد الرحلات الجوية بمضاعفة أوقات رحلاتها تفاديًا لأي مفاجآت
التداعيات على الأسواق والسياسات
يحذر المحللون من أن الإعلان المبكر قد يسمح لخليفة ترامب المختار بتشكيل توقعات اتجاه أسعار الفائدة، مما قد يقوض سلطة باول خلال الأشهر المتبقية من ولايته.
أصرّ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أنه يستند في قراراته إلى البيانات الاقتصادية، وليس إلى الضغوط السياسية. ومع ذلك، فإن دعوات ترامب لخفض أسعار الفائدة وهجماته على الرئيس الحالي أثارت تساؤلات حول إمكانية الحفاظ على هذه الاستقلالية.
التوقعات لا تزال غامضة
مع استمرار ولاية باول لمدة 11 شهرًا إضافيًا، ستراقب الأسواق المالية عن كثب خطوة ترامب التالية، وتستعد لمزيد من التقلبات. ويؤكد الصدام المستمر بين البيت الأبيض ومجلس الاحتياطي الفيدرالي على التوتر المتزايد بين السياسة الاقتصادية والطموح السياسي مع توجه الولايات المتحدة إلى عام انتخابي حاسم.