الرئيس الإيراني يصل سلطنة عمان.. ما علاقة المفاوضات مع أمريكا؟

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة العُمانية مسقط في زيارة رسمية تهدف رسميًا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والعلاقات الثنائية بين طهران ومسقط.
وتشير تقارير وتحليلات إلى أن الملف النووي سيكون في صلب النقاشات. خاصة في ظل تعقيدات متزايدة تعصف بالمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
زيارة الرئيس الإيراني وأزمة المفاوضات النووية
وفق تقارير تأتي هذه الزيارة في وقت يزداد فيه توتر ملف البرنامج النووي الإيراني، وتحديداً حول مسألة تخصيب اليورانيوم التي لا تزال تمثل نقطة الخلاف الأساسية بين إيران والولايات المتحدة. فالجانب الإيراني يعتبر تخصيب اليورانيوم حقاً سيادياً لا يمكن التنازل عنه، بينما ترفض الإدارة الأمريكية السماح لطهران بمواصلة التخصيب داخل أراضيها.
سلطت صحيفة “هم ميهن” الإيرانية الضوء على أهمية هذه الزيارة، مشيرة إلى أن الدور العُماني كوسيط غير مباشر بين طهران وواشنطن قد يحمل مفتاحاً لتجاوز الأزمة، لا سيما بعد أن طرحت سلطنة عمان مبادرات خلال الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة التي جرت في روما.
الجولة الخامسة للمفاوضات بين أمريكا وإيران
شهدت الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة في روما، التي عُقدت يوم الجمعة 23 مايو 2025، تعقيدات واضحة بسبب ملف تخصيب اليورانيوم.
الوزير العماني بدر البوسعيدي قدم مقترحات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين، منها اتفاق مؤقت لتعليق التخصيب مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، وكذلك فكرة تأسيس “كونسورتيوم دولي” يشارك فيه عدد من الدول الإقليمية لتولي مسؤولية تخصيب اليورانيوم.
ورغم هذه المقترحات، فشلت الجولة في تحقيق تقدم ملموس بسبب تعنت الطرفين، حيث لا تزال إيران تتمسك بحقها في التخصيب داخل حدودها، وترفض واشنطن أي امتيازات تتعلق بهذا الملف.
تؤكد المصادر أن الجمود نابع من صعوبة التوافق على الجانب القانوني والمكاني للمراكز التي ستتولى التخصيب في حال الموافقة على “الكونسورتيوم”، إضافة إلى الحساسية السياسية الداخلية لكل من إيران والولايات المتحدة.
دور الوساطة العُمانية بين إيران وأمريكا
تُعد سلطنة عمان لاعباً أساسياً في جهود الوساطة بين إيران والولايات المتحدة منذ انطلاق جولات التفاوض غير المباشر في أبريل 2025.
والزيارة الحالية للرئيس بزشكيان تؤكد حرص طهران على الحفاظ على قنوات الحوار المفتوحة عبر مسقط، في ظل غياب أي اتصال مباشر رسمي بين الجانبين الإيراني والأمريكي.
تسعى مسقط إلى تسهيل التفاهمات، ولكن يبقى السؤال عما إذا كانت الوساطة العُمانية قادرة على كسر الجمود القائم حول قضية تخصيب اليورانيوم، التي تمثل جوهر النزاع.
التوترات الإقليمية وتأثيرها على المفاوضات
في ظل استمرار المفاوضات، لا يمكن إغفال التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، حيث تستمر المخاوف من تصاعد المواجهات العسكرية المباشرة أو غير المباشرة، ما يزيد من تعقيد الملف النووي.
حتى الآن، لم تسجل جولات التفاوض حضوراً مباشراً لأي لقاء بين إيران وإسرائيل، لكن التطورات الميدانية والتصريحات المتبادلة بين الطرفين تلقي بظلالها على أجواء التفاوض مع الولايات المتحدة. وتخشى الولايات المتحدة من استغلال إيران للمفاوضات للضغط على إسرائيل، وهو ما يجعل الموقف الأمريكي أكثر تشدداً.
هل تخترق زيارة الرئيس الإيراني أزمة ملف المفاوضات مع أمريكا
زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى مسقط تعكس بوضوح حساسية المرحلة التي تمر بها المفاوضات النووية، حيث تعاني الجولة الخامسة من الجمود بسبب تعقيدات ملف تخصيب اليورانيوم. رغم جهود الوساطة العُمانية، لا تزال الخلافات القانونية والسياسية قائمة، مما يضع مستقبل الاتفاق النووي على المحك.
يبقى الدور العُماني حاسماً في المحاولات المستقبلية لكسر المأزق، وسط ترقب دولي لما ستسفر عنه هذه الزيارة من مواقف قد تفتح الباب أمام اختراق حقيقي أو تعميق حالة الجمود التي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
اقرأ أيضًا: رغم اتفاق حماس وأمريكا.. إسرائيل تستدعي مئات الآلاف من جنود الاحتياط| ماذا يحدث؟