الزركونيا والميلامين والصودا آش.. مصر تحصر وارداتها لتقوم بتصنيعها محليًا
تسارع الحكومة المصرية عقارب الساعة من أجل حصر واردات البلاد لتشجيع القطاع الخاص بتوطين صناعتها أو تتدخل بإحدى شركاتها إذ لزم الأمر بهدف خفض الفاتورة الاستيرادية وتحقيق فائض يمكنها من تصديرها إلى الأسواق المحيطة.
تأتي هذه المشروعات ضمن خطة استغلال موارد مصر الطبيعية الخام بدلاً من تصديرها بثمن بخس واستيرادها على هيئة منتجات بأسعار خيالية وعملات صعبة.
من أبرز هذه الصناعات الزركونيا والميلامين والصودا آش، حيث تقوم مصر بحصر وارداتها لتقوم بتصنيعها محلياً:
1- الزركونيا
في يونيو الماضي، كشف رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد للدواء والإمداد والتموين الطبي، اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، عن الإنتهاء من إنشاء أول مصنع في مصر لإنتاج مادة الزركونيا محلياً والتي تدخل في صناعات مختلفة.
وتستخدم مادة الزركونيا في تركيبات الأسنان وجراحات العظام، كما انها تستخدم في تطبيقات اخري مثل صناعات الطائرات والمحركات والإلكترونيات.
وحسب تقرير نشرته “خاص عن مصر” حينها، فأنه سيتم الاستعانة بمصنع الرمال السوداء الجديد التابع لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالجيش المصري في توفير المادة الخام اللازمة لإنتاج مادة الزركونيا محلياً.
وكانت مصر قد نجحت مؤخرا في البدء بالإستفادة من ثرواتها من الرمال السوداء من خلال إنشاء مجمع متكامل لإستخراج وانتاج الرمال السوداء في مدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، يضم 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء.
وبدأت المرحلة الأولى للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترًا بإجمالي 3500 فدان، وذلك باستخدام الكراكة “تحيا مصر” هولندية الصنع.
اقرأ أيضا.. تفاصيل جديدة بشأن بيع المصرف المتحد
الجدير بالذكر أن الرمال السوداء في مصر تحتوي على حوالي ثمانية أنواع من المعادن الثقيلة تتراوح نسبتها في تكوين هذه الرمال ما بين 1- 8%، وتصل إلى أكثر من 80% في منطقة البرلس في محافظة كفر الشيخ وهو أعلى تركيز لهذه المعادن في الرمال.
وتضم مصر 11 موقعًا تنتشر بها الرمال السوداء، بحسب تقديرات هيئة المواد النووية المصرية، حيث تستخدم في 41 صناعة مختلفة تستخلص منها عشرات المعادن باستخدام أجهزة خاصة.
2-الميلامين
في فبراير 2023، كشف المهندس حسن عبد العليم رئيس شركة حلوان للأسمدة، عن اعتزام الشركة تدشين مشروعًا لإنتاج الميلامين بتكلفة استثمارية تصل لنحو 200 مليون يورو.
وأوضح عبد العليم حينها أنه سيتم البدء في تنفيذ المشروع والذي يستغرق عامين ونصف للتنفيذ قريباً.
في أغسطس2024، أسندت شركة حلوان للأسمدة إلى شركة إنبي أعمال الاستشاري الخاص بمشروع إنشاء مصنع لإنتاج الميلامين بطاقة إنتاجية 60 ألف طن سنوياً، بحيث تتولى شركة إنبي مراجعة وتجهيز كراسة الشروط بما فيها مستندات مانح الرخصة، والطرح على المقاولين المتخصصين والإشراف على تنفيذ المشروع بنظام تسليم المفتاح.
وكشف عبدالعليم عن أن الشركة تلقت طلبات من أجل توقيع اتفاقيات لتصدير كامل الإنتاج خاصة لأوروبا وتركيا، خاصة في ظل زيادة نسبة استخدام الميلامين في مختلف الصناعات 5% سنويا.
وقالل المهندس حسن عبد العليم، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة حلوان للأسمدة أن مشروع إنتاج مادة الميلامين، هو الأول من نوعه في مصر وإفريقيا والثاني في منطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن المصنع الجديد يهدف لتغطية احتياجات السوق المحلي من مادة الميلامين وتصدير الباقي لزيادة حجم الصادرات.
وأكد عبدالعليم أن إقامة مصنع لإنتاج مادة الميلامين سيشجع إقامة صناعات أخرى مكملة له مما سيدعم بقوة الاقتصاد الوطني المصري.ومن جانبه أعرب المهندس وائل لطفي عن سعادته بالتعاون المشترك بين الجانبين وحرص شركة إنــبى على تدعيم وزيادة أواصر هذا التعاون وتعظيم الاستفادة من الخبرات المتميزة التى تمتلكها الشركتين فى صناعة البتروكيماويات.
الجدير بالذكر أن منتج الميلامين يمثل نواة لصناعة الغراء والمواد اللاصقة ورقائق تغليف الأخشاب المصنعة وغيرها.
3- الصودا آش
في يناير 2023، انعقدت الجمعية التأسيسية لشركة المصرية للصودا آش المسئولة عن مشروع مجمع إنتاج الصودا آش المقرر إقامته فى إطار مشروعات وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة القيمة المضافة.
وذلك في إطار التوجه الحكومي لمثل هذه المشروعات لتعظيم القيمة المضافة للموارد الطبيعية، وإضافة حلقات تصنيع تزيد من قدرة صناعة البتروكيماويات الحيوية على تعظيم العوائد على الاقتصاد القومى ودعم توطين الصناعة المصرية وإحلال الواردات بالعملة الصعبة.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد تحدث عن الصودا آش خلال الملتقى الأول للصناعة في 2022، وتحدث عن أهميتها الاقتصادية والتصنيعية وأهمية الإسراع بتوطين تلك الصناعة فى مصر لإحلال الواردات منها وهو الحديث الذى جاء بمثابة دفعات قوية للتعجيل بتنفيذ هذا المشروع.
المشروع يهدف إلى وقف استيراد الصودا آش التى تدخل فى العديد من الاستخدامات، ويسهم فى توسعات ودعم الصناعات العديدة المرتبطة به.
يُشار إلى أن المشروع الجديد يهدف إلى إنتاج حوالى 600 ألف طن صودا آش سنوياً منها 320 ألف طن صودا آش خفيفة و210 ألف طن صودا آش ثقيلة ، وبيكربونات الصوديوم بطاقة 50 ألف طن وفوق بيكربونات الصوديوم بطاقة 10 آلاف طن بالإضافة إلى السيلكا (ثانى أوكسيد السيلكون)، وتقدرالتكلفة الاستثمارية بحوالى 500 مليون دولار.
ويضم هيكل المساهمين فى مشروع الصودا آش،الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة العربية للتصنيع والشركة القابضة للصناعات الكيماوية وشركة إبدأ لتنمية المشروعات ، وشركة النصر للزجاج والبللور وذلك إلى جانب شركة صودا ممثل القطاع الخاص والتى تمتلك نسبة 45 % وتضم فى هيكلها التأسيسى شركات (بولى سيرف للأسمدة والكيماويات وإيه إم إن للاستثمار الصناعى ولايف كيميكالز جروب للاستيراد والتصدير) والتى تتمتع بالخبرة المتميزة فى هذا المجال ، مما يعطى ميزة قوية ودافعاً للمشروع ويسهم فى الإسراع بتنفيذه.
يذكر أن قيمة استيراد مصر من مادة الصودا آش ومشتقاتها تبلغ حوالى 300 مليون دولار سنوياً ، وأن دراسة جدوى المشروع تتضمن مقومات نجاح كبيرة نظراً لتوافر المادة الخام الأساسية وهى الحجر الجيرى ، الملح ، الأمونيا بالإضافة إلى تزايد الطلب العالمى على مادة كربونات الصوديوم والتى تدخل الصودا آش فى العديد من الصناعات الزجاج والصابون والمنظفات والورق ومنتجات السيليكات وبيكربونات الصوديوم والمنتجات الطبية والأطعمة والمشروبات والأعلاف الحيوانية والأسمدة والتعبئة والتغليف واللدائن والمطاط والبلاستيك والدهانات والطلاء وغيرها من الصناعات ، وتوافر مساحة الأرض اللازمة للمشروع ، إلى جانب توافر الخبرات الفنية والأيدي العاملة اللازمة للمشروع.
وتتولي الشركة مهام إنشاء مصنع لإنتاج مادة الصودا آش ضمن مجمع البتروكيماويات بمدينة العلمين الجديدة على مساحة 185 فدان، وبتكلفة استثمارية تبلغ 550 مليون دولار، حيث تصل طاقته الإنتاجية إلى حوالي 600 ألف طن سنويًا في المرحلة الأولى والتي من المخطط أن تصل إلى 1.2 مليون طن سنويًا في المرحلة الثانية، ما يساهم في تقليل الفاتورة الاستيرادية بنحو 500 مليون دولار سنويًا في المرحلة الأولى.