السعودية أول المشاهدين.. روسيا تخترع حلًا ذكيًا للقضاء على المسيرات بأقل تكلفة ودون استنفاد قوتها الصاروخية

شهد “معرض الدفاع العالمي” في العاصمة السعودية الرياض في مطلع العام، أول عرض دولي لمنظومة الصواريخ الاعتراضية المصغّرة المخصصة لنظام الدفاع الجوي الروسي “بانتسير”، والتي تمثل نقلة نوعية في مواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة والصواريخ قصيرة المدى.
وتزامن العرض مع التوسع الروسي في إدخال هذه التكنولوجيا إلى الخدمة الفعلية في وحداتها العسكرية.
ابتكار روسي لمواجهة الطائرات المسيّرة بكفاءة اقتصادية
وأعلنت شركة “روستيخ” الروسية الحكومية، عبر فرعها المتخصص “الأنظمة عالية الدقة”، تسليم أول دفعة من الصواريخ الاعتراضية المصغّرة إلى وزارة الدفاع الروسية، في إطار طلبية حكومية لتعزيز قدرات الدفاع الجوي القصير والمتوسط المدى.
يأتي الابتكار الجديد في إطار الاستجابة لتحديات ساحة المعركة الحديثة، حيث كثافة استخدام الطائرات بدون طيار (المسيّرات) تهدد بتشتيت أو استنزاف أنظمة الدفاع الجوي.
صواريخ أصغر حجماً وأقل تكلفة
وتُعد صواريخ روسيا الجديدة أصغر حجمًا من الذخائر التقليدية وبالتالي أقل تكلفة، ما يسمح بزيادة عدد المقذوفات المحمولة على منصة بانتسير من 12 إلى 48 صاروخًا، عبر نظام حاويات خاصة تستوعب أربع قذائف مصغّرة بدلاً من كل قذيفة تقليدية.
هذا التطوير لا يبطئ زمن إعادة التذخير ولا يُلزم بإعادة هندسة المنظومة، ما يجعل الترقية عملية وفعالة من حيث الكلفة والجهد اللوجستي.

مرونة تكتيكية وتعدد في خيارات الاشتباك
أوضح “بيخان أوزدويف”، مدير قطاع الصناعات العسكرية في “روستيخ”، أن الصواريخ المصغّرة تُكسب منظومة بانتسير قدرة على التصدي لهجمات جوية معقدة، خاصة الهجمات الجماعية بالطائرات المسيّرة التي تسعى إلى إنهاك الدفاعات عبر الكثافة العددية.
وأضاف أن هذا التطوير يمنح أطقم التشغيل “مرونة تكتيكية” عالية، إذ يمكنهم التهيئة لاستخدام مزيج من الذخائر المصغّرة والتقليدية حسب متطلبات المهمة، بما يعزز فعالية المنظومة في التعامل مع أهداف متنوعة من حيث الحجم، والسرعة، والارتفاع.
طبقات دفاعية أكثر كثافة
من منظور عسكري، يعكس هذا التطوير تحوّلاً استراتيجيًا في مفهوم الدفاع الجوي الروسي، إذ يستهدف تحقيق “كثافة نيرانية بدون استنزاف” عبر استخدام ذخائر منخفضة الكلفة ضد أهداف منخفضة التهديد، مثل المسيّرات التجارية المعدلة.
ومع تصاعد الهجمات المشبعة بالطائرات المسيّرة، كما شهدتها روسيا في حربها مع أوكرانيا وكذلك الحرب بين إيران وإسرائيل، تسعى الجيوش إلى تقليل الاعتماد على الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن.
وهنا تقدم الصواريخ المصغّرة الروسية حلاً فعالًا يُخفف العبء المالي والتكتيكي عن وحدات الدفاع الجوي، مع إمكانية دمجها ضمن شبكات قيادة وسيطرة تتيح الرد المنسق عبر طبقات متعددة من الدفاع.
كما يُمكن اعتبار هذه الصواريخ جزءًا من توجه عالمي نحو “الدفاع الذكي منخفض الكلفة”، إذ تُمكّن الأنظمة مثل “بانتسير” من التعامل مع تهديدات متكررة دون الحاجة إلى دعم لوجستي مستمر أو إعادة تسليح متكرر، وهي ميزة حاسمة في الحروب طويلة الأمد أو ضد فاعلين غير نظاميين.
اقرأ أيضًا.. 800 مليون دولار في 12 يومًا.. تكلفة الدفاع الأمريكي عن إسرائيل أمام صواريخ إيران