السعودية تتسلح بطائرات MQ-9B المسيرة الأمريكية الخارقة.. تعرف على مواصفاتها

في تحرك وصفه مراقبون بأنه نقطة تحول في الخارطة العسكرية للشرق الأوسط، وقعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية صفقة دفاعية غير مسبوقة بلغت قيمتها 142 مليار دولار، تم الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في ولايته الثانية.

دخول طائرات MQ-9B المسيرة إلى الخدمة السعودية: نقلة نوعية في القدرات الجوية

من أبرز ما تضمنته الاتفاقية إلى السعودية، بيع طائرات أمريكية مسيرة “بدون طيار” من طراز MQ-9B، وتعد هذه الطائرة واحدة من أكثر الأنظمة تطورًا في فئة الطائرات المسيرة بعيدة المدى، حيث تجمع بين القدرة على التحليق لساعات طويلة، والدقة العالية في تنفيذ المهام الهجومية والاستطلاعية.

إعلان

التحليق لأكثر من 30 ساعة متواصلة

طائرة MQ-9B قادرة على التحليق لأكثر من 30 ساعة متواصلة، على ارتفاع يصل إلى 40 ألف قدم، وتحمل حمولة كبيرة من أجهزة الاستشعار والذخائر الذكية، بما في ذلك رادارات بحرية ورادارات فتحة تركيبية وكاميرات كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء، ما يمنحها قدرة استثنائية على تنفيذ مهام المراقبة والاستهداف في البيئات المعقدة.

هذا النوع من الطائرات يُعد مثاليًا لمراقبة الخليج العربي، حيث تواجه المملكة تهديدات مستمرة من القوات البحرية الإيرانية والطائرات الحوثية المُسيّرة.

بالمقارنة مع الطائرات الإيرانية مثل “شاهد-136” التي تفتقر إلى الدقة والمدى الطويل، تقدم MQ-9B  تفوقًا واضحًا في المدى، والتقنية، والقدرة على كشف وتحييد الأهداف غير المتكافئة.

اقرأ أيضاً.. أمريكا والسعودية تبحثان صفقة محتملة لشراء طائرات F-35.. هل تنهي احتكار تل أبيب؟

ماذا تعني هذه الطائرة للجيش السعودي؟

إدخال MQ-9B إلى الخدمة السعودية سيمنح القوات المسلحة قدرة غير مسبوقة على المراقبة الجوية والبحرية، ورفع مستوى الاستجابة للتهديدات، وتنفيذ عمليات دقيقة في عمق مسرح العمليات. كما تفتح هذه الصفقة الباب أمام تكامل أعمق مع المنظومات الدفاعية الأمريكية، وتعزز من قدرة السعودية على حماية سواحلها ومصالحها الحيوية.

أبعاد استراتيجية تتجاوز التسليح

الصفقة لا تنحصر في تحديث عتاد السعودية، بل تحمل رسائل سياسية واضحة لإيران، وتمنح واشنطن ورقة ضغط إضافية في المنطقة. كما تعزز من التواجد الصناعي الأمريكي وتوفر فرص عمل ضخمة، في إطار علاقة اقتصادية–أمنية متشابكة.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه التقارب بين خصوم واشنطن وبين روسيا والصين، تأتي هذه الصفقة لتؤكد أن التحالف الأمريكي–السعودي لا يزال حجر الأساس في المعادلة الأمنية الخليجية.

سعر الطائرة الواحدة

يتراوح سعر الطائرة الواحدة (بدون التسليح والدعم) بين 17 إلى 25 مليون دولار حسب التجهيز، لكن التكلفة الإجمالية ترتفع مع الأنظمة المرافقة إلى أكثر من 100 مليون دولار للطائرة الواحدة في العقود الشاملة.

ما الذي تضيفه طائرات MQ-9B المسيرة إلى السعودية؟

تفوق استخباراتي واستطلاعي: تمكّن MQ-9B السعودية من مراقبة تحركات بحرية وبرية على مدى مئات الكيلومترات، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل تهديدات الحوثيين وإيران.

ردع الطائرات المسيرة المعادية: بمقارنة بسيطة، تفوق هذه الطائرات الطائرات الإيرانية مثل “شاهد-136” من حيث السرعة، القدرة على البقاء، وأنظمة الاستشعار.

مراقبة بحرية متقدمة: مع راداراتها البحرية، تستطيع مسح كامل الخليج العربي، مما يمنح القوات البحرية السعودية رؤية استراتيجية للتهديدات القادمة من البحر.

قدرة على الضربات الدقيقة: قادرة على حمل صواريخ موجهة (مثل Hellfire)، مما يمنحها دورًا هجوميًا فعالًا ضد أهداف إرهابية أو تكتيكية.

تكامل مع أنظمة أمريكية: كونها أمريكية الصنع، تندمج بسلاسة مع أنظمة القيادة والسيطرة السعودية المعتمدة على البنية الغربية.

الاتفاقية الدفاعية الأكبر في تاريخ أمريكا

البيت الأبيض اعتبر الاتفاقية أكبر صفقة دفاعية في تاريخ أمريكا، مؤكدًا أنها تؤسس لشراكة استراتيجية معمقة تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية السعودية، في مواجهة التهديدات المتصاعدة من إيران ووكلائها في المنطقة، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن.

الصفقة تأتي في إطار التزام سعودي أوسع باستثمارات تصل إلى 600 مليار دولار داخل الاقتصاد الأمريكي، وتشمل مجموعة واسعة من الأسلحة المتقدمة، إلى جانب برامج تدريب، ودعم لوجستي، وتعاون صناعي مع كبرى شركات الدفاع الأمريكية، مثل لوكهيد مارتن، وبوينغ، ورايثيون، ونورثروب غرومان، وجنرال أتوميكس.

اقرأ أيضاً.. رحلة الغموض.. طائرة نقل عسكرية من الصين للقاهرة تثير الأسئلة| ما هي محتويات الشحنة؟

 

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى