السعودية تتعهد بتقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية
السعودية الدعم المالي للسلطة الفلسطينية
تعهدت السعودية بتقديم حزمة مساعدات مالية كبيرة للسلطة الفلسطينية، مما يشير إلى التزام متجدد بدعم الدولة الفلسطينية وتحسين العلاقات التي كانت باردة في السنوات الأخيرة، بحسب تقرير نيويورك تايمز الأمريكية.
وفقا لـ خاص عن مصر، تأتي هذه الخطوة في وقت حرج حيث تواجه السلطة الفلسطينية تحديات مالية شديدة تفاقمت بسبب الصراعات الإقليمية وعدم الاستقرار الاقتصادي وتناقص المساعدات الدولية بعد حرب غزة. يشير التعهد السعودي إلى تحول محتمل في موقف الرياض بشأن القضية الفلسطينية، وهو ما له آثار على الدبلوماسية الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات السعودية الإسرائيلية.
التزام متجدد من المملكة العربية السعودية
أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن حزمة مساعدات شهرية لمساعدة الشعب الفلسطيني، مع التركيز بشكل خاص على تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والمناطق المحيطة به. وفي حين لم يتم الكشف عن المبلغ المحدد للمساعدات في البداية، أكدت مصادر أن المملكة العربية السعودية ستقدم 60 مليون دولار للسلطة الفلسطينية على ستة أقساط. ومن المتوقع أن تدعم الأموال بشكل مباشر ميزانية السلطة الفلسطينية، التي كانت تحت ضغط هائل منذ حجب إسرائيل لعائدات الضرائب وخفض المساعدات الدولية.
أقرا أيضا.. حروب المياه.. مصر وإثيوبيا تتصادمان في الأمم المتحدة بشأن نهر النيل
إن هذا الدعم المالي المتجدد يمثل تراجعاً عن تخفيضات التمويل التي تم تنفيذها خلال إدارة ترامب ويعكس تحسناً في العلاقات بين السعودية والسلطة الفلسطينية. وأكد محمود الهباش، المستشار الكبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أعرب عن دعم الرياض السياسي والمادي للشعب الفلسطيني خلال زيارة عباس الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية.
تعاني السلطة الفلسطينية من أزمة اقتصادية حادة، تفاقمت بعد الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر والعنليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة. تعتمد السلطة الفلسطينية بشكل كبير على عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل والمساعدات الدولية لدفع رواتب الموظفين المدنيين وقوات الأمن، الذين يمثلون جزءًا كبيرًا من قوة العمل في الضفة الغربية.
أدى قرار الحكومة الإسرائيلية بمنع عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين من دخول إسرائيل بعد الهجمات إلى تفاقم الصعوبات الاقتصادية، مما أدى إلى حرمان اقتصاد الضفة الغربية من مليارات الدولارات سنويًا.
مع استمرار تدهور الوضع المالي، أثار الخبراء مخاوف من أن عدم قدرة السلطة الفلسطينية على دفع رواتب قوتها العاملة قد يؤدي إلى عدم الاستقرار وربما يساهم في المزيد من العنف. يُنظر إلى التعهد المالي السعودي على أنه جهد لمنع انهيار السلطة الفلسطينية والحفاظ على احتمالات حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يأتي التركيز المتجدد للمملكة على القضية الفلسطينية وسط ديناميكيات إقليمية متطورة. في السنوات الأخيرة، ناقش القادة السعوديون، بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، علنًا إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولكن في ضوء التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس، فضلاً عن عدم الاستقرار المتزايد في الضفة الغربية، اتخذت الرياض موقفاً أكثر حزماً. فقد صرح الأمير محمد مؤخراً بأن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية، وهو ما يمثل تحولاً في لهجة المناقشات السابقة حول التطبيع.
وفي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أيضاً على التزام المملكة بحل الدولتين. وأعلن عن تشكيل تحالف دولي للدفع نحو هذا القرار، قائلاً إنه “أفضل حل لكسر حلقة الصراع والمعاناة” في المنطقة.
في حين أشارت المملكة العربية السعودية سابقًا إلى انفتاحها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإن الصراع المستمر والأزمات الإنسانية قد أدت إلى تعقيد هذه الجهود. تعمل إدارة بايدن على التوسط في اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية. ومع ذلك، مع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس، توقفت المفاوضات. قد يشير التعهد السعودي للسلطة الفلسطينية إلى رغبة الرياض في إعادة معايرة استراتيجيتها الإقليمية، وإعادة تأكيد التزامها بالدولة الفلسطينية قبل المضي قدمًا في المزيد من المشاركات الدبلوماسية مع إسرائيل.