السعودية تخطط لتحويل 60% من مناطقها إلى غابات منتجة

تستضيف العاصمة السعودية الرياض النسخة الثانية من المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
ويعد هذا الحدث منصة بارزة للتبادل المعرفي وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية بحماية البيئة والتنمية المستدامة.
ويأتي المعرض في وقت تتزايد فيه التحديات البيئية في المملكة العربية السعودية، حيث يركز على استراتيجيات الزراعة المستدامة والتشجير لتعزيز الاستقرار البيئي والمحافظة على الموارد الطبيعية للبلاد.
توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الدولي
وخلال المعرض، وقع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر مذكرة تفاهم مع مركز البحوث الزراعية والغابات الدولية “CIFOR-ICRAF”.
وهذه الشراكة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال استغلال الزراعة الحراجية لإدارة الأراضي المستدامة، وتبادل الخبرات في حماية الغابات وإدارتها بشكل يتماشى مع المعايير الدولية.
وأشارت أميرة العبدلي، مديرة الغابات الاجتماعية في المركز، إلى أن هذه الاتفاقية تأتي لتعزيز الجهود لتحقيق مستهدفات خطة المركز لعام 2030 للزراعة الحراجية في السعودية.
اقرأ أيضًا: ضمن خطة توسعية.. أبل تطلق متجرها الإلكتروني في السعودية العام المقبل
الزراعة كركيزة رئيسية للاستدامة البيئية في السعودية
وأكدت العبدلي خلال جولتها في المعرض أن الزراعة الحراجية تعد من الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للبيئة في السعودية.
كما تستهدف هذه الزراعة “الغابات المنتجة للغذاء” أو الأراضي التي توفر موارد غذائية، وتساعد في تحسين إدارة الموارد الطبيعية والمساهمة في تحقيق الاستدامة البيئية.
وأضافت أن هذه الشراكة مع CIFOR-ICRAF تهدف إلى تحويل 50 إلى 60% من مناطق السعودية إلى غابات منتجة بحلول عام 2030، مشيرةً إلى أن الزراعة الحراجية تعد جزءًا من مبادرة السعودية الخضراء الرامية لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة.

حماية الأشجار المعمرة وتعزيز البيئة
وأوضحت العبدلي أن الحملة لحصر الأشجار المعمرة في السعودية تعد جزءًا من جهود المركز لحماية البيئة وتعزيز الاستدامة.
وأشارت إلى أن عملية الحصر تستند إلى المعرفة المحلية للأشجار والمعايير العلمية، حيث استطاع المركز حصر 383 موقعًا لأشجار معمِّرة في مناطق عسير وجازان والباحة، حيث تم وضع لوحات تعريفية لهذه الأشجار وحمايتها بشكل يتناسب مع أهمية دورها البيئي في تخزين الكربون وحماية التربة من الانجراف.
وأوضحت أن المرحلة الثانية من الحصر ستستهدف إدارة الغابات وتطوير قاعدة بيانات رقمية تتضمن مواقع الأشجار ومعلومات عنها.
الشراكة المجتمعية لحماية الغابات في السعودية
وارتبطت جهود المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بإشراك المجتمعات المحلية في تحديد مواقع الأشجار المعمرة والنادرة.
وأشارت العبدلي إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى بناء قاعدة بيانات مخصصة لإدراج هذه الأشجار وفق معايير علمية، مع التركيز على المسؤولية المشتركة في حماية الغطاء النباتي والحفاظ على الثروات الطبيعية للبلاد.
اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم في السعودية الإثنين 9 ديسمبر 2024
استمرار “حملة بُعد أخضر” لتعزيز الوعي البيئي
وعلى هامش المعرض، تستمر حملة “بُعد أخضر” للتعريف بأهداف وتطلعات النسخة الثانية من المعرض.
وتعقد الحملة بالتزامن مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16، الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
كما تسعى الحملة إلى إبراز الجهود السعودية في حماية البيئة، وتعزيز الاهتمام بالغطاء النباتي كجزء من الاستراتيجية الوطنية للبيئة، داعية المهتمين لزيارة المعرض الذي يحتضن فعالياته المنطقة الخضراء في COP16 في الرياض.