السعودية تخطط لسداد ديون سوريا للبنك الدولي..ماذا يعني ذلك؟

في خطوة مفاجئة، كشفت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن المملكة العربية السعودية بصدد سداد ديون سوريا المتأخرة لدى البنك الدولي، والتي تبلغ نحو 15 مليون دولار، في خطوة قد تُمهِّد الطريق للموافقة على مِنَح بملايين الدولارات لدعم إعادة الإعمار والقطاع العام السوري المتعثر.
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تسعى سوريا إلى إعادة بناء مؤسساتها الاقتصادية بعد سنوات من الحرب والعقوبات الدولية.
لا تعليق رسمي
وبحسب تقارير تُعد هذه الخطط، التي لم يُكشف عنها سابقاً، أول حالة معروفة لتقديم السعودية تمويلاً لسوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وقد تشكل بداية دعم جوهري من دول الخليج العربي، بعد تعثر محاولات سابقة أبرزها مبادرة قطرية لتمويل رواتب موظفي الدولة. وذلك بحسب الوكالة.
ورفض متحدث باسم وزارة المالية السعودية تأكيد أو نفي هذه المعلومات، وقال في تصريح لوكالة رويترز: “لا نعلق على التكهنات، لكن نُصدر إعلانات عندما تصبح رسمية”.
ولم يصدر أي تعليق من المكتب الإعلامي للحكومة السعودية، ولا من البنك الدولي أو الحكومة السورية حتى الآن.
خطوة استراتيجية من السعودية لسداد ديون سوريا
وفق تقارير فإنه إذا تأكدت هذه المعلومات، فإن سداد السعودية لديون سوريا سيشكل بادرة رمزية كبيرة تعبر عن رغبة المملكة في دعم استقرار سوريا دون خرق للعقوبات الدولية المفروضة عليها.
كما أنها خطوة عملية تفتح المجال أمام تقديم مساعدات مالية مباشرة للمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية المتضررة.
سداد ديون سوريا تمهيد لإعادة الإعمار
كما إن سداد الديون سيمكن البنك الدولي من تقديم منح مالية لتمويل مشاريع حيوية في سوريا، خاصة في قطاعات الكهرباء والتعليم والصحة.
كما سيسهم في دعم رواتب الموظفين، مما يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين السوريين.
أزمة ديون سوريا
بالرغم من أن سوريا كانت قد سددت سابقًا ديونها للبنك الدولي، إلا أن المتأخرات الأخيرة كانت تحول دون حصولها على مساعدات جديدة.
وكانت هناك محاولات سابقة لسداد هذه الديون باستخدام أصول مجمدة في الخارج لم تنجح، مما يجعل الخطوة السعودية الحالية محورية في كسر الجمود.
زيارة الوفد السوري إلى واشنطن
في سياق متصل، يُنتظر أن يزور وفد سوري رفيع المستوى واشنطن للمشاركة في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
هذه الزيارة، وإن كانت رمزية، قد تفتح الباب أمام مزيد من التعاون الاقتصادي والمالي بين سوريا والمجتمع الدولي.
تأثير الخطوة السعودية
وفق مراقبين فإن الخطوة السعودية تؤشر على مزيد من الدعم الخليجي لسوريا في المرحلة القادمة، ولكن قد تصطدم بالموقف الأمريكي الذي مازال يفرض قيود على تعاملات الحكومة السورية.
ويتحدث مراقبون حول قدرة السعودية على إقناع الولايات المتحدة بالخطوة في ظل العقوبات المستمرة على سوريا خاصة مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة الشهر المقبل.
وتُعد الخطوة السعودية مؤشرًا على تحول محتمل في العلاقات الإقليمية والدولية تجاه سوريا، مما قد يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد، وقد تكون هذه الخطوة خطوات أخرى نحو تطبيع العلاقات الاقتصادية بين سوريا وبقية دول العالم.
اقرأ أيضًا: 1000 جثة أسبوعيا.. حفار القبور يظهر ويكشف عن جرائم نظام الأسد