السعودية تقترض 37 مليار دولار أمريكي عام 2025 لتمويل رؤية 2030

أعلنت المملكة العربية السعودية عن احتياجات تمويلية تُقدّر بـ 37 مليار دولار أمريكي (139 مليار ريال سعودي) لعام 2025، وفقًا لما هو مُبيّن في خطة الاقتراض السنوية المُعتمدة حديثًا.

تعكس هذه الاستراتيجية، التي حظيت بموافقة وزير المالية محمد الجدعان والمركز الوطني لإدارة الدين، سعي المملكة المُستمر لدعم مشاريع التنمية والبنية التحتية الطموحة في إطار أجندة رؤية 2030.

قنوات تمويل مُتعددة وإدارة مُحسّنة للمخاطر

وفقًا للمركز الوطني لإدارة الدين، ستُلبّي المملكة العربية السعودية احتياجاتها التمويلية لعام 2025 من خلال الاستفادة من مجموعة مُتنوعة من القنوات المحلية والدولية، بما في ذلك إصدار أدوات الدين السيادية والصكوك. وتُركّز الخطة على أطر عمل متينة لإدارة المخاطر لضمان اقتراض فعّال ومستدام.

إلى جانب إصدارات السندات التقليدية، ستسعى الحكومة إلى إيجاد مصادر تمويل بديلة، مثل تمويل وكالات ائتمان الصادرات، وتمويل مشاريع تطوير البنية التحتية، وتمويل النفقات الرأسمالية. كما تُشير الخطة إلى انفتاح على استكشاف أسواق وعملات جديدة بناءً على تطورات ظروف السوق، مما يُعزز تنويع قاعدة المستثمرين في المملكة.

التوقعات المالية: العجز، والسدادات، والمشاريع الاستراتيجية

تتوقع وزارة المالية عجزًا في الميزانية قدره 101 مليار ريال سعودي للسنة المالية 2025، أي ما يعادل حوالي 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي، بانخفاض عن نسبة 3% المُعدّلة لعام 2024. ويشمل الاقتراض المُعتمد أيضًا 38 مليار ريال سعودي لتغطية سداد أقساط أصل الديون المستحقة.

أكد وزير المالية، عبد الله الجدعان، عزم الحكومة على توسيع الإنفاق الاستراتيجي في عام 2025، لا سيما في مشاريع التنمية والمشاريع العملاقة التي تُعدّ محورية لرؤية 2030. وأشار سعد ثقفان، عضو جمعية الاقتصاد السعودية، إلى أن المملكة من المرجح أن تتجاوز إنفاقها المخطط له، كما حدث في السنوات السابقة، نظرًا لحجم ووتيرة متطلبات التنمية الجارية.

إصدار الصكوك وتوسيع السوق

يُعدّ استمرار وتوسيع برنامج إصدار الصكوك السعودية المحلية من أهم مكونات خطة الاقتراض، مع جدول زمني مفصل للإصدارات بالريال السعودي لعام 2025. وتُعدّ هذه الإصدارات جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز أسواق الدين المحلية وجذب مجموعة أوسع من المستثمرين المحليين والدوليين.

برهنت المملكة العربية السعودية بالفعل على التزامها بالابتكار المالي، حيث حصلت مؤخرًا على تسهيل ائتماني متجدد متوافق مع الشريعة الإسلامية بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي من تحالف من المُقرضين الإقليميين والدوليين.

اقرأ أيضا.. بعد إعلان إصابة ترامب بقصور وريدي مزمن.. ما تفاصيل إصابته؟

الآثار الأوسع وثقة السوق

من خلال الحفاظ على نهج اقتراض منضبط ومتنوع، تهدف المملكة العربية السعودية إلى تحفيز النمو الاقتصادي، وضمان الاستقرار المالي، وتعزيز ثقة السوق في ظل حالة عدم اليقين العالمية.

يهدف استعداد الحكومة للاستفادة من التمويل التقليدي والإسلامي، مع التوسع في أسواق جديدة، إلى تحسين تكاليف التمويل ودعم التحول في المملكة.

بفضل خطة اقتراض شاملة وإصلاحات مستمرة، تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها كقائد مالي إقليمي، مع دعم المرحلة التالية من تحولها نحو رؤية 2030. ومع تطور ظروف السوق العالمية والمحلية، من المتوقع أن يدعم نهج المملكة الاستباقي في إدارة الدين العام طموحاتها الاقتصادية في العام المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى