السوق السعودية تهدئ من خسائرها.. والبنوك تنقذ تاسي من الهبوط الحاد

سجلت سوق الأسهم السعودية، تراجعا محدودا للأسبوع الثاني على التوالي، وسط أجواء من الحذر والترقب لقرارات اقتصادية مرتقبة على الصعيدين المحلي والدولي.

ورغم الانخفاض العام، ساهمت النتائج المالية الإيجابية لعدد من الشركات، خاصة البنوك، في الحد من حدة الهبوط الذي جاء أقل من خسائر الأسبوع السابق.

فقد أغلق المؤشر العام للسوق “تاسي”، اليوم السبت، عند مستوى 10,946 نقطة، متراجعا بنسبة 0.6%، مقارنة بخسارة 2.4% في الأسبوع الذي سبقه، والتي كانت الأعلى خلال الشهرين الماضيين.

أرباح البنوك تدعم السوق وتفوق التوقعات

وفي مقدمة العوامل التي خففت من تراجع السوق جاءت الأرباح القياسية التي سجلها القطاع المصرفي. فقد بلغت أرباح البنوك السعودية في الربع الثاني من العام نحو 23 مليار ريال، محققة نموا سنويا بنسبة 18%، وهو ما وصفه محللون بأنه أداء قوي يعكس استقرار القطاع رغم التحديات.

وتصدر “مصرف الراجحي” قائمة البنوك الأكثر ربحية، محققا نتائج تجاوزت التوقعات. وأشار الخبراء إلى أن نمو محفظة القروض وثبات أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة ساهما في تعزيز هذا الأداء، إلى جانب حفاظ البنوك على جودة الأصول رغم ارتفاع طفيف في المخصصات بنسبة 5%، وهي وتيرة تقل عن نمو التمويل.

نتائج الشركات تواصل الزخم مع ترقب الأرقام المتبقية

وبلغت الأرباح المجمعة لـ35 شركة مدرجة أعلنت عن نتائجها حتى نهاية الأسبوع 25.7 مليار ريال في الربع الثاني، بنمو سنوي بلغ 17%.

ورغم تسجيل ثلاث شركات لخسائر وتراجع أرباح أربع شركات أخرى، إلا أن غالبية الشركات أظهرت نمواً في نتائجها.

ويعزز هذا الزخم المالي آمال المستثمرين، إلا أن السوق لا تزال تنتظر إعلانات النتائج المالية لبقية الشركات، وسط حالة من الترقب تمتد إلى ما وراء السوق المحلية.

الاحتياطي الفيدرالي وبيانات اقتصادية مرتقبة تهيمن على المشهد

يتجه اهتمام المستثمرين إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل وقراره المرتقب بشأن أسعار الفائدة، إضافة إلى صدور بيانات اقتصادية قد تؤثر على أداء الأسواق العالمية، وهو ما يجعل السوق السعودية عرضة للتقلبات قصيرة المدى، بحسب تقديرات خبراء الأسواق.

تراجع القيمة السوقية وحجم التداول في السوق السعودية

وانخفضت القيمة السوقية للسوق بنحو 39.5 مليار ريال (ما يعادل 10.5 مليار دولار) لتستقر عند 8.99 تريليونات ريال، متراجعة بنسبة 0.4%.

وبلغت قيمة التداولات الأسبوعية 22.7 مليار ريال بحجم 2.3 مليار سهم تمت من خلال 2.4 مليون صفقة.

وشهدت غالبية قطاعات السوق تراجعات، تصدرها قطاع التأمين الذي انخفض بنسبة 4%، تلاه قطاع المواد الأساسية بـ1.8%، ثم قطاع الطاقة بـ0.4%.

وعلى الجانب الإيجابي، ارتفع قطاع الاتصالات بنسبة 1.5%، والخدمات الاستهلاكية بـ1%، والبنوك بـ0.7%.

تفاؤل حذر في الأسواق وتوجه عالمي نحو الحذر

ويعكس أداء السوق السعودية في الأسبوع الماضي تفاؤلا حذرا، مدفوعا بنتائج مالية إيجابية لكن محاطا بمخاطر وتقلبات مرتبطة بالاقتصاد العالمي.

ومع اقتراب إعلان قرارات مهمة في السياسة النقدية الأمريكية، يُتوقع أن تبقى الأسواق في حالة ترقب عالي، مع احتمالات تقلبات تتجاوز حدود الأداء المحلي.

زر الذهاب إلى الأعلى