السياحة المصرية على وشك تحطيم أرقام قياسية عام 2024
انتعاش السياحة المصرية
من المتوقع أن تحقق صناعة السياحة في مصر أرقامًا قياسية عام 2024، مما يشير إلى انتعاش ملحوظ للقطاع، وفقا لتقرير موقع توريزم ريفيو.
بحسب خاص عن مصر، مع زيارة أكثر من 8 ملايين سائح للبلاد في الأشهر السبعة الأولى من العام، تسير مصر على الطريق الصحيح لتجاوز 14 مليار دولار من الإيرادات بحلول نهاية العام. يأتي هذا الانتعاش على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة والتحديات الجيوسياسية العالمية، وفقًا لعمرو القاضي، رئيس الهيئة العامة للترويج السياحي.
إذا استمر الاتجاه الحالي، فمن المتوقع أن تجتذب مصر أكثر من 15 مليون سائح بحلول نهاية عام 2024، مما يضع معيارًا جديدًا لقطاع السياحة في البلاد.
نمو السياحة في عام 2023 يمهد الطريق
أدى الأداء القوي للسياحة المصرية في عام 2023 إلى إرساء الأساس لاستمرار نمو القطاع في عام 2024. ففي العام الماضي، استقبلت مصر 14.8 مليون سائح وحققت 13.2 مليار دولار من الإيرادات، بزيادة قدرها 27% عن العام السابق. وقد غذّى هذا المسار التصاعدي التفاؤل داخل الصناعة، حيث يهدف أصحاب المصلحة إلى تجاوز هذه الأرقام على الرغم من التحديات المختلفة.
كان تركيز الحكومة المصرية على النمو المستدام والتنمية الاستراتيجية محوريًا لمرونة القطاع. وأكد القاضي أن الحكومة لا تزال ملتزمة بتوسيع عروضها السياحية لجذب المزيد من الزوار الدوليين.
الأسواق الرئيسية التي تدفع النمو
ساهمت العديد من الأسواق الرئيسية بشكل كبير في ازدهار السياحة في مصر في عام 2024. وتقود السوق الألمانية التهمة، مع زيادة بنسبة 10% في عدد الزوار مدفوعة بالطلب القوي والمزيد من توافر الرحلات الجوية. وعلى الرغم من التوترات الجيوسياسية، تمكنت السوق الروسية، ثاني أكبر مصدر للسياح في مصر، من تحقيق نمو متواضع بلغ نحو 5%.
أقرا أيضا.. صناعة السياحة في مصر تكافح تداعيات صراع الشرق الأوسط
وقد شهدت السوق الصينية أكبر ارتفاع، حيث ارتفعت أعداد الزوار بنسبة 60%، مدفوعة إلى حد كبير بزيادة الرحلات الجوية بين الصين ومصر بثلاثة أضعاف. كما حقق السوق العربي أداءً استثنائيًا، حيث بلغ النمو الإجمالي 17%، وزيادة مذهلة بنسبة 25% في أعداد الزوار من المملكة العربية السعودية.
رؤى خبراء السياحة: “على المسار الصحيح”
يعتقد حسام هزاع، عضو الاتحاد المصري لغرف السياحة، أن تقدم القطاع في عام 2024 يعكس فعالية استراتيجيات الحكومة. وأشار هزاع إلى أن مصر سجلت 70 مليون ليلة إقامة و6.6 مليار دولار من الإيرادات خلال الأشهر السبعة الأولى من العام. وتؤكد هذه الأرقام على مرونة القطاع وتعافيه وسط التحديات المستمرة.
وأشاد هزاع بمبادرات الحكومة الرامية إلى تنويع العروض السياحية في مصر وتعزيز الاستدامة. وقال: “إن قطاع السياحة المصري على المسار الصحيح. وتعكس هذه النتائج نجاح استراتيجيات التنمية التي تهدف إلى جذب مجموعة واسعة من السياح”.
المبادرات الاستراتيجية تعزز أداء القطاع
نفذت الحكومة المصرية سلسلة من المبادرات الاستراتيجية لتعزيز قطاع السياحة، إدراكًا لأهميته الحيوية للاقتصاد الوطني. وتشمل هذه المبادرات حملات تسويقية دولية شاملة وحضورًا قويًا في المعارض السياحية العالمية، مما يضع مصر كوجهة رئيسية للسياحة التاريخية والثقافية والتراثية.
وكان من أبرز ما يميز هذه الجهود ترميم المعالم التاريخية في مصر، بما في ذلك الافتتاح الجزئي الذي طال انتظاره للمتحف المصري الكبير. وقد اجتذبت هذه التطورات اهتمامًا متزايدًا من السياح، وخاصة أولئك المتحمسين للتراث الثقافي الغني لمصر.
التركيز على السياحة الراقية
في السنوات الأخيرة، حولت السلطات السياحية المصرية تركيزها نحو جذب السياح الراقين الذين يساهمون بشكل أكبر في الاقتصاد. على سبيل المثال، يقدر أن الزوار الأميركيين ينفقون ما بين 150 و200 دولار في اليوم، في حين يساهم الزوار الخليجيون بنحو 300 دولار في اليوم. ومن خلال استهداف السياح ذوي القدرة على الإنفاق الأعلى، تهدف مصر إلى زيادة عائدات السياحة دون الاعتماد فقط على أعداد الزوار.
التوقعات لعام 2024 وما بعده
من المتوقع أن يواصل قطاع السياحة في مصر مساره التصاعدي، حيث حددت الحكومة هدفًا بـ 15 مليون زائر بحلول نهاية عام 2024. وستساعد الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية للسياحة، جنبًا إلى جنب مع الجهود المبذولة لتوسيع وتنويع عروض البلاد، في الحفاظ على هذا النمو. ويتوقع الخبراء أنه في حالة تخفيف التوترات الإقليمية، يمكن لمصر تحقيق رقم قياسي يبلغ 18 مليون سائح بحلول عام 2025.