السياسة الخارجية لترامب.. عصر جديد من الخطوط الحمراء والمخاطر العالمية
القاهرة (خاص عن مصر)- بينما يستعد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض عام 2025، يعتقد الخبراء أن ولايته الثانية قد تواجه مجموعة مختلفة تمامًا من تحديات السياسة الخارجية.
يزعم توماس فريدمان، في مقاله بنيويورك تايمز، أن رئاسة ترامب الأولى اتسمت بنهج أكثر تبسيطًا، لكن المشهد العالمي تغير بشكل كبير منذ رحيله في عام 2021. والآن تنتظره الديناميكيات المعقدة بين الدول القوية، والصراعات المستمرة، وتحدي التنقل عبر الحدود في الشرق الأوسط وأوروبا وخارجها.
المشهد المعقد: مهمة ترامب في تحديد الحدود
يقطع تحليل فريدمان خطاب السياسة الخارجية لترامب، ويسلط الضوء على الحقائق الصعبة التي تنتظرنا. فبدلاً من التركيز فقط على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، سيتعين على ترامب معالجة عدد لا يحصى من النزاعات الحدودية العالمية.
تشمل هذه القضايا حل التوترات مع روسيا، وإدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتقلب، وإدارة العلاقات مع الصين وإيران والحوثيين في اليمن. ويزعم فريدمان أن قدرة ترامب على معالجة هذه القضايا المعقدة ستحدد مدى فعاليته على الساحة العالمية.
أقرا أيضا.. مذكرات سيدة أمريكا الأولى.. ميلانيا ترامب: باحثة عن المال أم مفتونة بكاريزما الملياردير؟
الشرق الأوسط: التحالفات والتوقعات المتغيرة
في إسرائيل، يتشكل الجو السياسي بشكل كبير من خلال إرث ترامب وموقفه المتطور بشأن المنطقة. ينظر المسؤولون الإسرائيليون اليمينيون المتطرفون، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى عودة ترامب كفرصة للدفع نحو السيادة على مستوطنات الضفة الغربية.
ومع ذلك، يلاحظ فريدمان تعقيد علاقة ترامب بإسرائيل: في حين كان قادرًا على تأمين الدعم من الأميركيين اليهود بسبب علاقاته العائلية، فقد حصل أيضًا على دعم من الأميركيين العرب الذين أصيبوا بخيبة أمل من السياسات الأميركية في غزة. وسوف يكون التحدي الذي يواجه ترامب هو الموازنة بين هذه التوقعات المتضاربة.
أوكرانيا: تحدي التفاوض على السلام
إن نهج ترامب في التعامل مع الحرب في أوكرانيا يشكل مجالاً آخر من مجالات التدقيق المكثف. فوفقاً لليون أرون، الخبير في الشؤون الروسية من معهد أميركان إنتربرايز، سوف يواجه ترامب مفاوضات صعبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
فبوتن، الذي عانى من خسائر كبيرة في أوكرانيا، لا يستطيع أن يتحمل العودة إلى شعبه باتفاقية سلام تبدو وكأنها تعترف بالهزيمة. ومن ناحية أخرى، من غير المرجح أن يقبل ترامب صفقة تقوض المصالح الغربية. وقد لا تظهر إمكانية وقف إطلاق النار إلا إذا حافظت أوكرانيا على موقفها في ساحة المعركة، الأمر الذي يضطر بوتن إلى تقديم تنازلات.
توازن القوى العالمي: خطوط حمراء جديدة
يحذر فريدمان من أن إدارة ترامب قد تفرض تحديات عالمية جديدة، وخاصة في مجال تحالفات حلف شمال الأطلسي. فقد اعتمدت دول مثل اليابان وبولندا وكوريا الجنوبية وتايوان على الولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني الأساسي لها، ولكن هناك قلق متزايد من أن موقف ترامب الانعزالي قد يؤدي إلى تآكل هذه الثقة.
ويسلط خبير الاستراتيجية غوتام موكوندا الضوء على خطورة هذا الوضع، مشيرا إلى أنه إذا فقدت هذه الدول الثقة في التزام أميركا، فقد تسعى إلى امتلاك قدرات نووية، مما يغير بشكل أساسي توازن القوى العالمية.
تحول محتمل في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين
قد تؤدي السياسة الخارجية لترامب أيضا إلى إحداث تحول في العلاقات مع الصين، وخاصة مع تفكير الولايات المتحدة في فرض المزيد من التعريفات الجمركية والعقوبات التجارية. لقد أثبتت الصين قدرتها على التكيف مع الضغوط الأميركية، كما يتضح من صعود شركة الاتصالات العملاقة هواوي على الرغم من العقوبات الأميركية.
يشير فريدمان إلى أنه في حين قد تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على موقف صارم تجاه الصين، فإن واقع التجارة والتكنولوجيا الدوليين من المرجح أن يعقد هذه الجهود.