الشرطة الجزائرية تمنع وقفة سلمية داعمة لغزة وسط العاصمة
شهدت الجزائر العاصمة، أمس الأحد، وقفة سلمية في ساحة الشهداء نظَّمها شباب جزائريون استجابة لدعوة “يوم الغضب العالمي” التي أطلقتها حركة حمـ اس، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
تحرك شعبي من رحم المناصرة للقضية الفلسطينية
لكن هذا التحرك الشعبي، الذي جاء من رحم المشاعر المناصرة للقضية الفلسطينية، قوبل بتدخل أمني عنيف، حيث فرقت قوات الأمن المشاركين واعتقلت عددا منهم، من بينهم أحمد ياسين مقري، نجل الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بحسب “عربي 21”.
تعليق مقري عبر فيسبوك
وعلق مقري على الحادثة عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، مؤكدا أن “ما حدث يثير تساؤلات حقيقية حول التناقض بين الخطاب الرسمي للسلطات الجزائرية المؤيد لفلسطين، والممارسة القمعية ضد من يعبر عن هذا التأييد بشكل شعبي وسلمي”.
كما أعرب المحلل السياسي الجزائري وليد كبير، عن موقفه، واعتبر في تدوينة له على “فيسبوك” أن هذه الممارسات الأمنية تتعارض مع تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون، الذي شدد سابقا على أن الجزائر “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.
وكتب كبير متسائلا بحدة: “أي نفاق أكثر من هذا؟”، في إشارة إلى التناقض الصارخ بين الدعم السياسي العلني وبين قمع التحركات الشعبية الداعمة لغزة.
مسيرة “الصمود”.. قافلة تضامن تصطدم بعقبات سياسية وأمنية
وفي سياق متصل بالتحركات الشعبية التضامنية مع غزة، انطلقت في يونيو الماضي قافلة برية ضخمة من العاصمة التونسية باتجاه معبر رفح الحدودي، عرفت باسم “مسيرة الصمود لفك الحصار”، وشارك فيها نشطاء من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، مرورا بليبيا، قاصدين الأراضي المصرية كمرحلة أخيرة نحو غزة.
لكن رغم زخم المبادرة الإنساني، اصطدمت هذه القافلة بعقبة كبيرة تمثلت في عدم التنسيق المسبق مع السلطات المصرية.
مصر ترحب بالدعم لكن ضمن “إطار منضبط”
وردا على هذه التطورات، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا رسميا حددت فيه الضوابط التنظيمية لزيارة المناطق الحدودية مع غزة، مؤكدة ترحيبها بأي دعم دولي لفلسطين، لكن فقط ضمن الإطار القانوني الرسمي.
وشدد البيان المصري على ضرورة التنسيق المسبق مع وزارة الخارجية أو السفارات المصرية، ورفض أي تحركات تتم خارج هذه القنوات. وأكدت القاهرة على أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان سلامة المشاركين ومنع أي استغلال سياسي أو تهديد للأمن القومي المصري.
اقرأ أيضا.. خطوة تمويلية ذكية.. البنك السعودي الفرنسي يقترض مليار دولار من مصارف آسيوية
تضامن مقيد.. ودعم مشروط
وشدد بيان “المسيرة العالمية إلى غزة” في المقابل على التزامه بالقانون المصري، نافيا وجود أي نية لخرقه، ومؤكدا أن هدف المسيرة هو إيصال الدعم الإنساني، وليس التورط في صراعات سياسية.
لكن ذلك لم يشفع للمشاركين، في ظل سياسة مصرية واضحة تقوم على الدعم السياسي المشروط والتحكم الأمني الكامل في أي تحركات.