الصراعات المسلحة والحروب التجارية.. أكبر مخاطر تواجه الاقتصاد العالمي عام 2025
القاهرة (خاص عن مصر)- أظهر استطلاع أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي لأكثر من 900 من كبار مديري المخاطر أن الصراع المسلح وخطر الحروب التجارية العالمية يشكلان التهديدين الأكثر إلحاحًا للاقتصاد العالمي في عام 2025.
يمثل هذا العام منعطفًا حاسمًا للعلاقات الدولية والاستقرار الاقتصادي، حيث حذر الباحثون من أن العالم أصبح الآن أكثر انقسامًا من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة.
بحسب صنداي تايمز، وفقًا للتقرير، أشار 23% من المستجيبين إلى الصراعات المسلحة، سواء الجارية أو المحتملة، باعتبارها الخطر الأساسي على الاقتصاد العالمي. وأشار 8% من الخبراء إلى المواجهات الجيواقتصادية، مثل زيادة الحواجز التجارية، بينما أشار 1% فقط إلى جائحة عالمية أخرى باعتبارها تهديدًا كبيرًا.
جاءت الأحداث الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، حيث حصدت 14% من الردود.
التوترات بين القوى الكبرى تعمق الانقسامات
تسلط النتائج الضوء على الحالة الهشة للاقتصاد العالمي مع اقتراب مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس.
من بين المخاطر الجيوسياسية الأساسية التصعيد المحتمل في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تفاقمت بسبب التهديدات المتجددة للرئيس السابق دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية باهظة على الواردات الصينية.
يحذر الباحثون من أن هذه التدابير قد تؤدي إلى انكماش كبير في التجارة العالمية، وإجبار البنوك المركزية على إعادة النظر في التيسير النقدي، والحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة.
ووفقا للتقارير، فإن كوريا الجنوبية والصين واليابان وكندا والهند هي الأهداف الأكثر ترجيحا للتدابير التجارية الأمريكية، مما يعكس تركيز ترامب منذ فترة طويلة على معالجة الفوائض التجارية.
حذر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي من أن التدهور “على غرار الحرب الباردة” في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين قد يكون له عواقب بعيدة المدى، بما في ذلك انهيار الثقة والتعاون العالميين.
اقرأ أيضًا: كيف ستغير الحرائق لوس أنجلوس؟
المخاطر المناخية تهيمن على المخاوف طويلة الأجل
بينما تلوح التوترات الجيوسياسية في الأفق، أكد المسح على الأهمية المتزايدة للمخاطر المتعلقة بالمناخ. وعلى مدى العقد المقبل، تم تحديد الأحداث المناخية المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي، وانهيار النظم الإيكولوجية، ونقص الموارد الطبيعية باعتبارها التهديدات الرئيسية.
تعكس هذه النتائج الحاجة الملحة لقادة العالم لمعالجة أزمة المناخ وتأثيراتها المتتالية على الاقتصادات والمجتمعات.
وأكد ميريك دوشيك، المدير الإداري في المنتدى الاقتصادي العالمي، على الطبيعة المترابطة لهذه التحديات، قائلاً: “إن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وانهيار الثقة العالمية، وأزمة المناخ تضغط على النظام العالمي بشكل لم يسبق له مثيل. ولدى قادة العالم خيار: تعزيز التعاون والمرونة أو مواجهة عدم الاستقرار المركب”.
دور المعلومات المضللة في الاضطراب المجتمعي
وبصرف النظر عن المخاطر الاقتصادية والبيئية التقليدية، سلط التقرير الضوء على التهديد المستمر الذي تشكله المعلومات المضللة، والذي تفاقم بسبب التبني الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي.
للسنة الثانية على التوالي، صنف الخبراء توليد وتوزيع المعلومات الكاذبة باعتباره مصدر قلق كبير. وحذر التقرير من أن هذا الاتجاه يقوض التماسك المجتمعي والحوكمة من خلال تآكل الثقة وتضخيم الانقسامات داخل الدول وبينها.
نداء إلى القيادة التعاونية
يعد تقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بمثابة تذكير صارخ بالتحديات المتزايدة التي تواجه اقتصاد العالم.
مع تعمق الانقسامات الجيوسياسية وتكثيف مخاطر المناخ، حث التقرير القادة على تعزيز التعاون والمرونة. وحذر التقرير من أن “الانغلاق على الذات ليس حلًا قابلًا للتطبيق”، مؤكدًا الحاجة إلى هياكل حوكمة قادرة على التعامل مع تعقيد المخاطر العالمية المترابطة.
إن المخاطر التي تنتظرنا في عام 2025 غير مسبوقة، حيث يواجه القادة العالميون لحظة محورية لمعالجة هذه التحديات ومنع عدم الاستقرار المتتالي.