الصفقة تتعثر والدبابات تقترب.. هل تبدأ إسرائيل اجتياح غزة الكبير؟

في تطور ميداني وسياسي متسارع، حذّرت المؤسسة الأمنية في إسرائيل من أنها على وشك تنفيذ عملية عسكرية موسعة في قلب مدينة غزة، إذا لم يُحرز أي تقدم ملموس في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى خلال الساعات القليلة المقبلة، ما يُنذر بجولة جديدة من التصعيد الدموي في القطاع المحاصر.

ونقل موقع والا العبري عن مصادر عسكرية أن “الجيش الإسرائيلي بات يفرض سيطرته الكاملة على بلدة جباليا، وأخضع كتيبة بيت حانون، ويتقدم تدريجيًا باتجاه مدينة خان يونس جنوبًا”، في إشارة إلى توسيع رقعة العمليات العسكرية في أكثر من محور.

إسرائيل وخطة تطويق غزة

وذكرت المصادر أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة جاهزة تقضي بـتحريك سكان غزة قسرًا نحو الجنوب، مع تطويق مناطق المخيمات الوسطى، بما في ذلك دير البلح، في حال صدرت الأوامر السياسية بذلك.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع: “رغم مرور أشهر من القتال، لا تزال هناك مقاهٍ ومطاعم ومحال تجارية تعمل داخل غزة. إذا تحركنا فعليًا لتحريك السكان، ستكون لذلك آثار دراماتيكية على حركة حماس”، في إشارة إلى سعي إسرائيل لإرباك البيئة المدنية المرتبطة بالحركة.

مفاوضات الدوحة في مأزق

في موازاة هذه التهديدات، تمرّ المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة بأصعب مراحلها، حيث تبادلت الأطراف الاتهامات بإفشال المحادثات، بعد أن أعلنت تل أبيب موافقتها على مقترح قطري لوقف إطلاق النار، قابله رفض من حماس، وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية.

وبحسب مصدر مطّلع للقناة، فإن “حماس تضع العراقيل عمدًا لتخريب المفاوضات”، مدعيًا أن الوفد الإسرائيلي أبدى مرونة واسعة ولا يزال متواجدًا في الدوحة لمتابعة التفاوض.

لكن في المقابل، صرّح مسؤول بارز في حركة حماس لشبكة سي إن إن أن المفاوضات “تعثرت”، مُلقيًا باللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي “يُضيف شروطًا جديدة في كل مرحلة، وآخرها اشتراط خرائط انتشار جديدة للقوات الإسرائيلية في القطاع”.

الخرائط تفضح نوايا إسرائيل تجاه غزة

وكشف مسؤول آخر في حماس عن أن موقف إسرائيل من إعادة الانتشار العسكري هو العقبة الرئيسية في وجه الاتفاق، موضحًا أن الحركة لم تعد تطالب بانسحاب كامل من القطاع، وإنما تقبل بـ”إعادة انتشار جزئي” على أساس خرائط 19 يناير  2025، مع تعديلات طفيفة.

وأضاف: “نحن لا نطالب بالمستحيل… لكن ما تطرحه إسرائيل يعني عمليًا بقاءها في مناطق واسعة من القطاع، وهذا يُفشل أي صفقة ذات معنى”.

خيارات إسرائيل في غزة

وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات في الدوحة، تتجه الأنظار إلى الأرض، حيث تواصل القوات الإسرائيلية توسيع رقعة عملياتها، وتقترب من مناطق حسّاسة في القطاع، في ظل تخوّف من أن تُستأنف المعارك داخل الأحياء السكنية الأكثر كثافة.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى لاستخدام التهديد بالاجتياح كأداة ضغط في المفاوضات، في حين تسعى حماس لتثبيت إنجاز سياسي يقيها مزيدًا من الضربات الميدانية.

جولة أخيرة أم مرحلة جديدة؟

تُطرح الآن تساؤلات محورية: هل تُنفذ إسرائيل فعليًا عملية كبرى في غزة؟ وهل تستعيد مشهد الاجتياح البري الذي شهدته في الحروب السابقة؟ أم أن هذا الضغط هدفه سياسي بالدرجة الأولى لإرغام حماس على القبول باتفاق ناقص؟

في الوقت ذاته، يحذّر خبراء من أن أي عملية عسكرية واسعة في غزة الآن، ستزيد الكلفة السياسية والإنسانية على الجانبين، وقد تُعقّد الجهود القطرية والمصرية والدولية الهادفة لإيجاد حل شامل ينهي الحرب المستمرة منذ أشهر.

اقرأ أيضا: محطة جديدة في قطار التطبيع.. ماذا يفعل الرئيس السوري في أذربيجان؟

زر الذهاب إلى الأعلى