الأكبر منذ 6 أعوام.. الصناديق الاستثمارية السعودية تحقق نتائج استثنائية في 2024
شهدت الصناديق الاستثمارية السعودية المرخصة من هيئة السوق المالية في عام 2024 تطورًا لافتًا في أدائها، حيث سجلت صافي مشتريات بلغ 2.1 مليار ريال، مدفوعة بزيادة كبيرة في المشتريات خلال النصف الأول من العام.
وتعد هذه النتائج هي الأعلى منذ ست سنوات، ما يعكس تأثير الصناديق في تعزيز النشاط الاستثماري بالسوق المالية السعودية.
وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت الطروحات الأولية الكبرى، مثل طرح “أرامكو” الثانوي، في تحفيز هذه المشتريات وتعزيز أداء السوق بشكل عام.
طرح أسهم أرامكو
واستنادًا إلى بيانات السوق المالية السعودية، أظهرت الصناديق الاستثمارية أكبر صافي مشتريات في الأسهم السعودية على مدار السنوات الست الأخيرة، إذ سجلت هذه الصناديق أعلى صافي مشتريات شهرية في يونيو الماضي، وهو الشهر الذي شهد الطرح الثانوي لأسهم عملاق الطاقة السعودي “أرامكو”.
وقد شكل هذا الطرح أحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في دفع تلك المشتريات، حيث تم توجيه الحصة الكبرى من الطرح إلى المؤسسات المالية بما فيها الصناديق الاستثمارية، وهو ما عزز من تدفقات الاستثمار في السوق.
إضافة إلى ذلك، كانت الطروحات الأولية التي شهدها السوق في عام 2024 عاملاً مهمًا في زيادة حجم المشتريات من قبل الصناديق، حيث سجلت أغلب الطروحات إغلاقات إيجابية في السوق الرئيسية، وهو ما أسهم في تعزيز النشاط الاستثماري بشكل عام.
اقرأ أيضًا: شروط برنامج المصافحة الذهبية.. احصل على حوافز عند الاستقالة
زيادة ملحوظة في تعاملات الصناديق الاستثمارية
وشهد العام الماضي زيادة كبيرة في وتيرة تعاملات الصناديق الاستثمارية في السوق السعودية بنسبة 76%، حيث بلغ إجمالي تداولاتها 218.9 مليار ريال.
كما استمر هذا النمو في أحجام التعاملات من قبل الصناديق على مدار الأعوام الخمسة الماضية على الأقل، مما يعكس التوسع المستمر في دور هذه الصناديق في السوق المالية السعودية.
وتعكس الأرقام السابقة تعاملات الصناديق الاستثمارية من إجمالي تعاملات السوق (قيمة الأسهم المتداولة)، حيث بلغت نسبة تعاملات الصناديق 11.8% في العام 2024، مقارنة بنحو 9.3% في العام 2023، ما يعكس الزيادة في تأثير هذه الصناديق على السوق السعودي.
- السوق السعودية – أرشيفية
نمو متواصل في ملكية الصناديق الاستثمارية
وعلى صعيد آخر، شهدت ملكية الصناديق الاستثمارية في السوق السعودية زيادة ملحوظة بلغت نحو 0.9% خلال العام الماضي، لتصل إلى 313.1 مليار ريال.
وبهذا، سجلت ملكية الصناديق أعلى مستوى لها منذ عام 2017 تقريبًا، حيث تمثل ملكية الصناديق نحو 3.1% من إجمالي الأسهم المصدرة في السوق، مقارنة بـ 2.8% في نهاية العام الماضي. كما بلغت ملكية الصناديق من الأسهم الحرة نحو 7.4%.
وفيما يتعلق بالملكية في المؤسسات المالية، ارتفعت حصة الصناديق الاستثمارية من إجمالي ملكية هذه المؤسسات (التي تشمل الشركات والجهات الحكومية والمحافظ المدارة) إلى 3.6% بنهاية العام 2024، مقارنة بنحو 3.1% في العام الذي قبله.
اقرأ أيضًا: بين التفاؤل والحذر.. سوق الأسهم السعودية ينحني لضغوط القطاعات القيادية
أداء إيجابي رغم ضعف السوق
ورغم تحقيق السوق أداء ضعيفًا بارتفاعه بنسبة 0.6% فقط في عام 2024، سجلت 74% من الصناديق الاستثمارية المتعاملة في السوق السعودية أداءً إيجابيًا.
وبلغ عدد هذه الصناديق 117 صندوقًا تتداول في الأسهم المحلية، حيث تمكن العديد منها من التفوق بشكل كبير على أداء السوق.
كما حقق 41 صندوقًا أداءً إيجابيًا تراوح بين 10% و34.6% كأعلى عائد مسجل في السوق السعودية خلال العام الماضي، مع ميل العوائد إلى الصناديق التي تستثمر في الشركات الصغيرة والمتوسطة أو الطروحات الجديدة.
وفي المقابل، سجلت 26 صندوقًا أداءً سلبيًا تراوح بين 19% تقريبًا، حيث تصدرت الصناديق المتخصصة في الاستثمار عبر الصناديق العقارية المتداولة قائمة الصناديق ذات الأداء الأقل.
ويظهر الأداء العام للصناديق الاستثمارية في السعودية في 2024 اتجاهًا تصاعديًا في تعاملاتها، مع زيادة ملحوظة في المشتريات والملكية.
وعلى الرغم من ضعف أداء السوق بشكل عام، فإن معظم الصناديق استطاعت أن تحقق نتائج إيجابية.
كما يبرز هذا الأداء الاستثماري المشهد الاستثماري السعودي كنموذج ديناميكي وجذاب للمستثمرين المحليين والدوليين، مع استمرارية الطروحات الأولية كأداة أساسية في دعم هذا التوجه.