الصين تهدد تايوان بحاملتي طائرات .. هل تسقط مثل أوكرانيا؟

دفعت الصين بحاملتي طائراتها “لياونينغ” و”شاندونغ” إلى بحر الصين الشرقي وغربي المحيط الهادئ في استعراض للقوة قرب تايوان في خطوة رآها مراقبون تصعيدًا واضحًا للمشهد.
الصين تتعهد بمبدأ الصين الواحدة ورئيس تايوان لا يعترف به
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات عقب تنصيب رئيس تايواني جديد لا يعترف بمبدأ “الصين الواحدة”.
هذا التحرك يعيد إلى الأذهان سيناريو الغزو الروسي لأوكرانيا، ويطرح تساؤلاً مصيريًا: هل تسقط تايوان كأوكرانيا، أم أن الدعم الغربي سيتحول إلى جدار ردع أمام الطموح الصيني؟
حاملات الطائرات الصينية: لياونينغ وشاندونغ
تُعد الصين ثالث دولة في العالم تمتلك حاملات طائرات عاملة، وتضم في أسطولها البحري حالياً حاملتين رئيسيتين: “لياونينغ” (CV-16): أول حاملة طائرات صينية، دخلت الخدمة عام 2012 بعد إعادة تأهيلها من سفينة سوفييتية قديمة (Varyag).
وتُستخدم أساسًا للتدريب والاختبارات، وتُعد منصة تطويرية لخبرات البحرية الصينية.
- “لياونينغ” أول حاملة طائرات صينية تدخل الخدمة عام 2012
حاملة الطائرات “شاندونغ” (CV-17): وهي أول حاملة صينية تُبنى محليًا بالكامل، دخلت الخدمة عام 2019. قادرة على حمل أكثر من 40 طائرة مقاتلة من طراز J-15، وتتمتع بقدرات محسّنة في عمليات الإقلاع والإقلاع القصير مع استرداد تقليدي (STOBAR).
تطوير مستقبلي أكثر ذكاءً
الصين تعمل على تطوير حاملة ثالثة وأكثر تطوراً، هي “فوجيان” (CV-18)، والمزودة بنظام كهرومغناطيسي لإطلاق الطائرات، شبيه بما تستخدمه البحرية الأمريكية.
الصراع الصيني التايواني: أزمة مستمرة
تعتبر الصين جزيرة تايوان إقليماً متمردًا يجب “إعادة توحيده”، ولو بالقوة .. في المقابل، تطالب تايوان بالاستقلال الكامل وتتمتع بحكم ديمقراطي مدعوم من واشنطن .. والتصعيد الأخير يتزامن مع تعزيز العلاقات العسكرية بين تايبيه وواشنطن، وتكثيف الصين لمناوراتها في المضيق الفاصل.
مناورات غير مسبوقة
دفعت بكين بعشرات الطائرات والسفن الحربية في محاكاة لحصار شامل على تايوان، وأجرت تدريبات إنزال برمائي، واستعراض لقدرات هجومية متكاملة.
الرسائل الصينية: ردع أم تمهيد للصدام؟
تشير مشاركة حاملات الطائرات إلى رغبة بكين في فرض واقع عسكري جديد حول تايوان، يهدف إلى ردع أي مغامرة استقلالية .. وفي المقابل، يرى محللون أن استخدام هذه الحاملات في أي نزاع مباشر يحمل مخاطر كبيرة، خصوصًا في ظل تفوق واشنطن في القدرات البحرية والردعية.
هل تتكرر تجربة روسيا وأوكرانيا؟
التجربة الروسية في أوكرانيا أظهرت أن القوة التقليدية وحدها لا تكفي لتحقيق النصر، خاصة في ظل عقوبات دولية خانقة، ومقاومة داخلية شرسة، ودعم غربي غير محدود.
قد تكون الصين أمام تحدٍ مشابه، إذا قررت المضي نحو الخيار العسكري الشامل ضد تايوان.
احتمالات غزو تايوان لاتزال غير مؤكدة
رغم استعراض القوة البحري الصيني، لا تزال احتمالات غزو شامل لتايوان غير مرجّحة في المدى القريب، لكن الضغط العسكري الصيني سيتواصل .. كما أن المناورات التي تجريها بكين ستمثّل اختبارًا حقيقيًا لقدرات الصين البحرية.
فيما سيجد الغرب نفسه في موقف حرج بين الدعم وعدم الانخراط المباشر .. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تستعرض الصين فقط، أم تمهّد لتغيير قواعد اللعبة؟
اقرأ أيضًا.. نهاية أسطورة الأبرامز.. كيف أطاحت المسيرات الروسية بالدبابات الأمريكية في أوكرانيا؟