الطيور الاستوائية تتخذ من مصر موطنا جديدا مع تغيّر المناخ
مصور طائر الفراولة ل"خاص عن مصر": رصدته أول مرة في 2017 وهناك طيور مهاجرة تهدد التوازن البيئي وصلت مصر مثل طائر المينا
يبدو أن التغير المناخي لا يتوقف عن إبهارنا كل يوم، فبعدما تسبب في اختفاء زراعات متوطنة في الكثير من البلاد؛ وبعد صدور دراسات عن أنه بحلول عام 2050، ستكون الهند من بين الأماكن الأولى التي ستتجاوز فيها درجات الحرارة حدود البقاء، وفقًا لخبراء المناخ.
كانت الطيور لها خطة بديلة وهي الهجرة، وهو الأمر الذي شهدته مصر التي أصبحت فيما يبدو محط أنظار الطيور الاستوائية الهاربة من جحيم الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة في مواطنها الأصلية، وهذا ما وثقته كاميرا المصور المصري رمضان منير موثق للحياة البرية ومخرج أفلام وثائقية وكان بداية العمل البيئي في مصر منذ عام 2010، والذي التقط صورة الطائر الفراولة الاستوائي وموطنه الأصلي الهند.
“خاص من مصر” أجرت حواراً مطولاً مع رمضان منير للكشف عن ملابسات صورة طائرة الفراولة الهندي وكيف تمكن من تميزه والتقاط هذه الصورة المذهلة له.
-ما هي ملابسات صورة طائر الفراولة الهندي، وأين التقطتها؟ وهل صورت طيور استوائية من قبل؟
_أنا أعمل مصور حياة برية منذ 2010، وخلال هذه الفترة استطعت تصوير الكثير جداً من الكائنات الحية الموجودة في مصر من البر إلى البحر
“في عام 2017 بدأت بملاحظة النوع ده من الطيور ولكن في مكان صعب التصوير منه والسبب يرجع أن الطيور دي حساسة جدا إلى أبعد حد فبمجرد شعورها بشخص أو حركة بتهرب من المكان وهي بتعيش في مجموعات ديما”
تم رصده فعليا بصورة ضعيفة وسط أشجار كثيفة في عام 2021 وعليه تم التأكد من النوع وبدأت رحلة تطور خطة التصوير بمفاهيم جديدة أو عمل كمائن بالتموه كي نستطيع الاقتراب منه والتقاط صور قريبة وواضحة، هذا تم في نفس السنة 2021، وعليه كل سنة في الموسم الذي يكون نشط فيه نصوره ونوثق وجوده بشكل مستمر، وتحدثت عن هذا الأمر في فيلم اسمه “الشمال البري”.
-لماذا ترى أنه طائر مهاجر وليس طائر يمكن وصفه بالمستورد؟
-هناك بالفعل عدة أقاويل من نشطاء البيئة تقول أن انتشاره في مصر هو بسبب تربيته وهروبه من أقفاص الزينة؛ فوجد أن البيئة مناسبة فبدأ بالتزاوج والتكاثر هنا في مصر، لكن الموضوع بالنسبة لي غير منطقي ومستبعد “عشان الطيور دي انتشرت على شكل واسع في مناطق مختلفة ليس لها علاقة ببعضها؛ فقد تم أخذ لقطات له في الإسماعيلية والقليوبية والفيوم وهناك البعض من تحدث معي حول رؤيتهم في أسوان” وهذا يعني أنه انتشر علي طول الخط الملاحي لنهر النيل.
واستطرد رمضان منير: “فمن المؤكد أن سبب انتشارهم في المناطق النائية يرجع للتغيرات المناخية وتغير المجال المغناطيسي للكرة الأرضية وده بسبب هجرة للطيور لتقطن أماكن أخرى غير موطنها، وده في علوم التاريخ الطبيعي علي مر العصور أمر طبيعي وحدث من قبل”.
هل فكرت في أن تدرس الطيور الاستوائية وتبدأ رصدها الفترة القادمة؟
-هذا الأمر في الخطة فعلاً، هناك طائر يعرف باسم طائر المينا وهو له دور قاسي في أي بيئة يدخلها بسبب طغيانه على الطيور الأخرى، كما تم تصوير أيضاً عصفور فضي المنقار وهو من الطيور الأسيوية.
هل لاحظت اختفاء طيور مهاجرة خلال فترة عملك كمصور بيئي في مصر ؟
ده أمر اعتيادي في بعض الأوقات، وبيكوت هناك أسباب كبيرة، ممكن منطقة الرصد لا يمر بها الطائر أو التوقيت نفسه غير مناسب أو الطائر غير المسار المعتاد له، مثل الرخمة المصرية وهو طائر جائر من النسور، ومن الطيور اللي هبطت مصر خلال الهجرة السابقة الكركي، وهذا حدث نادر، فطائر الكركي من الطيور التي لم يستطع أحد من المصورين توثيقها خلال سنوات طويلة، لكني تمكنت هذا العام من رصده وتصويره.
-وهل من متوقع الفترة الجاية أن نجد طيوراً استوائية أخرى خاصة في فصل الصيف؟
-الأمر محير؛ فنحن في فترة مناخ انتقالية حتى أن علماء الطبيعة أنفسهم لديهم تشويش في عدم استقرار المناخ وهذا يشوش الطيور فالأمر متروك للمستقبل.
-ما هو ردك كمتخصص في الحياة البرية عن أقاويل بأن طائر الفراولة ممكن أن يكون تائهاً؟
-لا يوجد طائر يتوه، إلا لو حدث له خلل مرضى، فالطيور لديها مهارات وإمكانيات مختلفة عن البشر، فهو يستطيع أن يحدد اتجاهاته بدقة فحتى أن الطائر يتوه هذا غير علمي.
-هل ترى الهجرة بسبب التغير المناخي شئ إيجابي أم سلبي على التوازن البيئي في مصر؟
-أرى أنه سلبي لو جاء طائر جائر مثل المينا، وكدور بيئي نحن نقبل بوجود طائر المينا في مصر هذا إذا توفر المفترس الذي يتفوق عليه، مثل صقر الجراد وهذا منتشر في مصر بشكل جيد.
-هل هناك أي خطوة يمكن القيام بها بصدد هذه الهجرات، أم هي حركة طبيعية للبيئة لا يمكن يتم التدخل بمصائد الأنواع الغير مهددة أو صيد النوعيات المهددة للتوازن البيئي.
-بالفعل في بعض الدول حدث بها نقص في الطيور التي تستطيع التغذي على الحشرات وطائر مثل المينا قادر أن يسبب هذا الخلل، فيمكنه بسبب صيده الجائر للطيور، يمكن أن يزيد الحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية.
-هل مصر في وجهة نظرك مصر لديها القدرة على الحفاظ على هذا التوازن، وما دورك كمصور حياة برية في هذا الصدد؟
-للأسف ليس لدينا في مصر دراسات ميدانية كافية، وهذا يمكن أن يتم بشكل خاص مثل مؤسسات الطبيعة اللي بتتعاون مع منظمات عالمية، و دوري كمصور حياة برية هو الدعوة دائما للحفاظ علي الحياة البرية في مصر والتعرف علي الأنواع المختلفة والمناطق البيئية النائية الغير مكتشفة.