اقتصاد

العاصمة الإدارية الجديدة..خطوة جريئة لمصر لمواجهة الزحف السكاني في القاهرة

شرعت الحكومة المصرية في مشروع طموح لبناء العاصمة الإدارية الجديدة على بعد 30 ميلاً فقط من قلب القاهرة، في محاولة لتخفيف الازدحام في القاهرة، إحدى أكبر مدن العالم وأكثرها كثافة سكانية.

تبلغ تكلفة العاصمة الإدارية الجديدة، 43 مليار جنيه إسترليني وهو على استعداد لإعادة تشكيل مستقبل المشهد الحضري والإداري في البلاد، بحسب ما نشره موقع ديلي أكسبرس.

الضغط السكاني في القاهرة: حل جذري

القاهرة، التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، هي أكبر مدينة في شمال إفريقيا وواحدة من أكثر المدن ازدحامًا بالسكان في العالم. وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2035، سيصل عدد سكان المدينة إلى 28.5 مليون نسمة، مما يؤدي إلى تفاقم الضغوط الحالية على البنية التحتية والخدمات ونوعية الحياة.

وبحسب موقع خاص عن مصر، لمعالجة هذا، أعلنت الحكومة المصرية في مارس 2015 عن خطط لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وهي خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على القاهرة وإنشاء مدينة متقدمة تكنولوجيًا وتركز على المستقبل في الصحراء.

أقرا أيضا..جوهرة مصر المخفية..القرى النوبية في أسوان واحة ملونة على ضفاف النيل

ستوفر العاصمة الإدارية الجديدة، التي تمتد على مساحة 725 كيلومترًا مربعًا، مزيجًا متوازنًا من المناطق السكنية والإدارية والترفيهية، بينما ترتبط بالعاصمة القديمة بنظام سكة حديدية خفيفة كهربائية، بدأت عملياتها في يوليو 2022.

مدينة ذكية حديثة

صُممت العاصمة الإدارية الجديدة كمدينة ذكية، مع التركيز على التقدم التكنولوجي والابتكار والاستدامة. من المقرر أن تصبح المدينة القلب الإداري لمصر، وستضم مكاتب حكومية رئيسية ووزارات وحتى برلمان البلاد.

يشعر المسؤولون الحكوميون بالتفاؤل بشأن عملية الانتقال، حيث يعمل بالفعل 48 ألف موظف حكومي في المدينة الجديدة. وتُظهِر أرقام الهجرة الأولية أن حوالي 1500 مقيم انتقلوا إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 10 آلاف بحلول نهاية العام. ومن المتوقع في نهاية المطاف أن تستوعب المدينة 6.5 مليون مقيم، مما يحولها إلى مركز إداري ومالي حيوي للمنطقة.

عجائب معمارية وموقع استراتيجي

تتميز العاصمة الإدارية الجديدة بالعديد من الإنجازات المعمارية البارزة، بما في ذلك البرج الأيقوني الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 385 مترًا ويتكون من 77 طابقًا. وسوف يعمل هذا البرج كهيكل متعدد الاستخدامات، يجمع بين الشقق السكنية والمساحات المكتبية والفنادق المتعددة. ومن أبرز المعالم الأخرى مسجد الفتاح العليم الكبير، الذي يتسع لـ 107 آلاف مصل.

تتجلى طموحات المدينة الرياضية أيضًا في بناء استاد رياضي بسعة 94 ألف متفرج. ويشكل هذا المرفق جزءًا من هدف مصر الأكبر المتمثل في جذب الأحداث الدولية، بما في ذلك استضافة مسابقات كبرى مثل كأس العالم لكرة القدم.

الأهمية الاستراتيجية لمستقبل مصر

تقع العاصمة الإدارية الجديدة على بعد 30 ميلاً فقط من القاهرة و40 ميلاً من قناة السويس، وهي تتمتع بموقع استراتيجي جغرافيًا واقتصاديًا. وباعتبارها مركزًا إداريًا وماليًا إقليميًا رئيسيًا، ستعمل العاصمة الإدارية الجديدة على تعزيز التنمية والاستثمار مع تخفيف الازدحام في القاهرة. كما يرتبط تطويرها ارتباطًا وثيقًا بالأهداف الاقتصادية الأوسع لمصر، والتي تهدف إلى جذب الشركات الدولية وخلق مساحة للابتكار والنمو.

 

زر الذهاب إلى الأعلى