العراق تسدد ديونها وتساؤلات عن ديون مصر
العراق تسدد ديونها تقدر بحوالي ٨ مليار دولار، وتساؤلات المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي عن مصير ديون مصر.
نوضح الموقف العراقي بالكامل من سداد ديونه، والفرق بين الموقف المصري وما عليه العراق الان.
من جانبه كشف مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي للشؤون المالية مظهر صالح، يوم الخميس، عن القروض التي قدمها صندوق النقد الدولي للعراق منذ عام 2003، وفيما أشار إلى أن مجموعها لم يتجاوز 8 مليارات دولار، مؤكدا تسديدها بالكامل.
بين الأعوام 2003 و2021، حصل العراق على عدة برامج تمويلية من صندوق النقد الدولي، بما في ذلك قروض طارئة ومساعدات مالية طويلة الأجل نسبياً.
الجدير بالذكر انه في عام 2021، طلب العراق قرضاً طارئاً بقيمة 6 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لم يتم الموافقة عليه لانه لم يرتبط بأحد برامج الصندوق ويستوفي متطالبته.
اما عن صندوق النقد اعلن ان العراق يواجه اختلالات داخلية تفاقمت بسبب التوسع المالي الكبير وانخفاض أسعار النفط.
وأضاف الصندوق أن العراق بحاجة لتصحيح أوضاع المالية العامة تدريجيا في العراق لتحقيق الاستقرار في الديون على المدى المتوسط وإعادة بناء الاحتياطيات المالية.
في حين ان اجمالي الديون المصرية لصندوق النقد الدولي حوالي 15 مليار دولار امريكي، في عام 2025، يتعين عليها سداد حوالي 5.3 مليار دولار أمريكي.
وفي عامي 2026 و 2027، ستكون المدفوعات حوالي 2.7 مليار دولار أمريكي و 1.83 مليار دولار أمريكي على التوالي.
هنا يجب الإشارة ان مصر لم يكن لديها ازمة مع مستحقات الديون بالفعل، ولم تتاخر في أي وقت سابق خلال السنوات الماضية عن السداد.
كما انه يجب الإشارة الي انه ارتفاع الدين المصري يعود لسعي الدولة المصرية في نهضة تنموية ضخمة من حيث الارتقاء بمستوى البنية التحتية وبناء شبكة طرق ومحاور استراتيجية تربط المجمعات الصناعية الجديدة بالمناطق اللوجستية والموانئ
في حين سجلت مصر اقل معدل لنسبة البطالة في تاريخها حيث كشف، بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، انخفاض معدل البطالة في الربع الأول من العام 2024 إلى 6.7%
هذا برغم الازمة الاقتصادية في مصر، وندرة الموارد المصرية، لكن العراق سجلت اعلى معدل بطالة في تاريخها مسجلة نحو 15% رغم وفرة الموارد العراقية.
الأزمة العراقية لم تكن في الديون
العراق يعاني من عدة أزمات مختلفة مركبة ومختلفة، تتعدى كونها ازمة اقتصادية او ازمة في دفع مستحقات الديون.
يواجه العراق أزمة سياسية عميقة ومعقدة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وتُعيق هذه الأزمة الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار وتُشكل عقبة أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما لم يتمكن العراقيون بعد من تحقيق المصالحة الوطنية بعد عقود من الصراع والعنف.
بجانب هذا، يواجه العراق أيضاً تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة،
مثل الفقر والهجرة الجماعية
الدخل السنوي لقناة السويس يقدر بحوالي 10 مليارات دولار سنوياً، فيما أعلنت وزارة النفط العراقية، أن إيرادات البلاد بلغت متوسط 8 مليارات دولار من صادرات النفط شهريا.
وهنا يوضح الفرق بين إمكانيات البلدين، مقارنة بقناة السويس التي تعد هي احد ابرز مداخيل الدولة المصرية، والبترول العراقي الذي يسجل شهرياً تقريباً بنفس قيمة التي تسجله قناة السويس في عام كامل.
بالنظر للفرق بين حجم السكان، ففي العراق يقدر عدد جمهورية العراق سنة 2023 بنحو 43 مليوناً و 324 ألف نسمة، اما في جمهورية مصر العربية يُقَدَّر عدد سكان مصر بـ 102.4 مليون نسمة.
حجم اقتصاد كلا البلدين
وفي مقارنة بين مصر والعراق من حيث حجم الاقتصاد تعد مصر: ثاني أكبر اقتصاد عربي بإجمالي ناتج محلي إجمالي 336.4 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
كما جاءت العراق: رابع أكبر اقتصاد عربي بإجمالي ناتج محلي إجمالي 226.6 مليار دولار أمريكي في عام 2023.
بالإضافة الي انه يُعد العراق ثالث أكبر دولة في العالم من حيث احتياطيات النفط المؤكدة.
مع ذلك تواجه العراق عدة مشاكل سياسية غير مقبولة، فالعراق بلد متعدد الأعراق والأديان، وقد أدى ذلك إلى توتر طائفي على مر التاريخ. وقد تفاقم هذا التوتر في السنوات الأخيرة بسبب التدخل الخارجي والعنف الطائفي.
أزمة أمنية في العراق
كما تُعاني الدولة العراقية من الضعف وعدم الفاعلية، حيث لا تستطيع الحكومة فرض سيطرتها على كامل أراضي البلاد، ولا تملك الموارد الكافية لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
حيث لم يتمكن العراقيون بعد من تحقيق المصالحة الوطنية بعد عقود من الصراع والعنف. وقد أدى ذلك إلى استمرار الانقسامات الاجتماعية والسياسية، وعرقلة عملية إعادة الإعمار.
الجدير بالذكر انه يعاني العديد من العراقيين من نقص في الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية. وقد أدى ذلك إلى تدهور نوعية الحياة، وزيادة مستويات الفقر.
ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يشكل تهديدًا للأمن في العراق. كما تنشط العديد من الجماعات المسلحة الأخرى في البلاد، هذه ليست سوى بعض من أهم المشاكل السياسية التي تواجه العراق
لهذا يُعد انعدام الأمن مشكلة كبيرة في بعض مناطق العراق، مما يُعيق الاستثمار والتنمية الاقتصادية.
أغلب تلك المشاكل ليست بمصر بل كانت سيناريو مصر مرشحة له منذ عدة سنوات، وبفضل الله تعافت مصر من خطر الإرهاب، وتخطت أزمات امنية عديدة ونالت استقرار سياسي لم تحظى به العراق لاكثر من عقد كامل.
مصر تنتصر على الإرهاب
كان من المُخطط أن يتم خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء، ويتم نقل العناصر الإرهابية لها عن طريق المشرق العربي، لكن نجاح قوات الأمن في تدمير البنية التحتية واللوجستية للعناصر الإرهابية والتكفيرية، ساهم في إحباط ذلك المخطط، وفي ذات الوقت، قامت الدولة المصرية ومؤسساتها ومنها القوات المسلحة، بعملية تنمية شاملة في جميع سيناء، لتصل للعالم رسالة، أن سيناء جزء من مصر وأساس الأمن القومي المصري.
بعد نجاح كبير للعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 عادت الحياة إلي طبيعتها مرة أخرى إلى مدن وقرى شمال ووسط سيناء حين انتظمت الدراسة فى المدارس والجامعات كما أن الشوارع والميادين والأسواق فى العريش والشيخ زويد ورفح عادت تنبض بالحياة، كما انتظمت الدراسة بالمدارس والجامعات ودارت عجلة الإنتاج بالمصانع.
كما يظهر التواجد الأمني المكثف الذي انعكس بشكل إيجابي على حالة الهدوء والاستقرار، وكذلك تنفيذ خطط التنمية والتطوير، فيما تستقبل القرية الأوليمبية بمدينة العريش، بآلاف الرياضيين الموهوبين من شباب المدارس والجامعات 700 مليار جنيه.
وقد نجحت القوات المسلحة في إعادة الإستقرار وتوفير الأمن لأهالي سيناء، كذلك عودة الحياة لطبيعتها، وتدمير البنية التحتية للإرهاب من مخابئ وملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والعبوات الناسفة والأدوات المستخدمة فى تصنيعها، والقضاء على القيادات الرئيسية للعناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العديد من المشتبه بهم، وذلك مع إستمرار تواجد القوات لملاحقة فلول العناصر الإرهابية قبل إستعادة نشاطها وقطع أى طرق إمداد لها.
الجدير بالذكر ان الدولة المصرية تولي اهتمام كبير بالعراق الشقيق خاصة في مجال البنية التحتية
وفيما يلي بعض أهم مشروعات مصر بالعراق:
1. الربط الكهربائي:
مشروع الربط الكهربائي بين مصر والعراق والأردن:
يهدف المشروع إلى ربط شبكات الكهرباء في الدول الثلاث، مما يسمح بتبادل الطاقة الكهربائية بينها.
من المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع في عام 2025.
مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية والعراق:
يهدف المشروع إلى ربط شبكات الكهرباء في الدول الثلاث، مما يسمح بتبادل الطاقة الكهربائية بينها.
لا يزال المشروع في مرحلة الدراسة.
2. النقل:
طريق البصرة – الشام:
يربط هذا الطريق السريع ميناء البصرة في العراق بدمشق في سوريا، بطول 800 كيلومتر.
تم افتتاح جزء من الطريق في عام 2021، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من كامل المشروع في عام 2023.
خط سكة حديد مصر – العراق:
يربط هذا الخط السككي بين الإسكندرية في مصر وميناء البصرة في العراق، بطول 2,400 كيلومتر.
لا يزال المشروع في مرحلة الدراسة.
3. التجارة:
منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى:
تهدف هذه المنطقة إلى إزالة الرسوم الجمركية على التجارة بين الدول العربية الأعضاء، بما في ذلك مصر والعراق.
دخلت مصر والعراق في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في عام 2019.
اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بين مصر والعراق:
تم توقيع هذه الاتفاقية في عام 2021، بهدف زيادة التجارة الثنائية بين البلدين.
تهدف الاتفاقية إلى إزالة الرسوم الجمركية على 98٪ من السلع المتبادلة بين البلدين.
4. الاستثمار:
منطقة غابة التحرير الصناعية:
تقع هذه المنطقة الصناعية في محافظة صلاح الدين في العراق، وتضم العديد من الشركات المصرية والعراقية.
تهدف المنطقة إلى جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل للشباب العراقي.
مدينة سكنية مصرية في العراق:
يجري التخطيط لبناء مدينة سكنية مصرية في العراق، تضم 100,000 منزل.
تهدف المدينة إلى توفير مساكن حديثة وبأسعار معقولة للشعب العراقي.
5. التعاون الفني:
برنامج التعاون الفني بين مصر والعراق:
يهدف هذا البرنامج إلى تبادل الخبرات والمهارات بين البلدين في مختلف المجالات.
يتم تنفيذ البرنامج من خلال تبادل البعثات التدريبية وتنظيم المؤتمرات والندوات.