العراق يحسم الجدل.. هل يتم دعوة الرئيس السوري للمشاركة في القمة العربية ببغداد؟

حسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، الجدل حول مشاركة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في القمة العربية المرتقبة في بغداد، مؤكداً أن الشرع سيحضر القمة بدعوة رسمية وجهتها له الحكومة العراقية.
وجاء تأكيد السوداني خلال مشاركته في جلسة حوارية عقدت على هامش فعاليات ملتقى السليمانية في نسخته السابعة. حيث قال: “الشرع مرحب به في القمة العربية في بغداد، وقد وُجهت له دعوة رسمية بهذا الخصوص”.
وتعتبر تصريحات السوداني إعلانًا رسميًا يضع حداً لحالة الترقب التي رافقت الموقف العراقي من القيادة السورية الجديدة منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
تحول في الموقف العراقي من الملف السوري
الإعلان عن مشاركة الشرع، الذي كان في السابق زعيماً لهيئة تحرير الشام، يمثل تحولاً لافتاً في السياسة العراقية تجاه سوريا، لا سيما في ظل الاتهامات التي وجهتها أطراف عراقية له بالضلوع في أعمال إرهابية سابقة.
هذا التحول يعكس إدراك بغداد لأهمية إعادة رسم العلاقة مع دمشق وفق معطيات سياسية وأمنية جديدة، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الحدود المشتركة بين البلدين.
وكان الشرع قد أجرى مطلع أبريل الجاري اتصالاً هاتفياً مع السوداني بحث خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وناقشا بشكل خاص ملف أمن الحدود والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، وشدد الطرفان في الاتصال على ضرورة التنسيق الأمني المشترك لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين.
رسائل طمأنة بين سوريا والعراق قبل القمة العربية
في منتصف مارس الماضي، زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني العاصمة العراقية والتقى نظيره العراقي فؤاد حسين، وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد الشيباني أن “الأمن مسؤولية مشتركة”، مشدداً على استعداد دمشق لتعزيز التعاون مع بغداد في مواجهة تنظيم “داعش” على امتداد الحدود المشتركة.
الزيارة حملت في طياتها رسائل طمأنة من القيادة السورية الجديدة تجاه الحكومة العراقية، وأظهرت رغبة دمشق في فتح صفحة جديدة من العلاقات الرسمية مع بغداد بعد سنوات من القطيعة أو التنسيق المحدود.
القمة العربية في بغداد
من المنتظر أن تستضيف بغداد القمة العربية في 17 مايو المقبل، وسط تحضيرات دبلوماسية نشطة تقوم بها الحكومة العراقية.
وصرح وزير الخارجية العراقي أن بلاده تُعدّ أجندة شاملة للقمة تتناول أبرز القضايا العربية، وفي مقدمتها التعاون الاقتصادي، وتعزيز الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات المشتركة.
ويُتوقع أن تشهد القمة حضوراً واسعاً من القادة والزعماء العرب، في ظل تطلع العراق إلى لعب دور أكثر فاعلية في الساحة الإقليمية، مدعوماً بتقاربه مع السعودية وتركيا.
بغداد تبحث عن دور محوري في المنطقة
يأتي الانفتاح العراقي على سوريا في سياق أوسع تسعى من خلاله حكومة السوداني إلى ترسيخ موقع بغداد كمركز للحوار الإقليمي، ومنبر لتعزيز التعاون العربي. وكان السوداني قد أكد في تصريحات سابقة أن العراق “ملتزم بدعم القضايا العربية”، وأن القمة المقبلة ستكون “منصة لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة”.
ويرى مراقبون أن حضور الرئيس السوري الانتقالي للقمة قد يشكل اختباراً للسياسات الجديدة في المنطقة، وفرصة لبناء مسارات تواصل دبلوماسي جديدة بين دمشق والعواصم العربية.
اقرأ أيضا
الشرع في قطر بعد الإمارات والسعودية..ماذا يريد رئيس سوريا من جولاته الخليجية؟