العراق يطلق أكبر مشروع سكك حديدية منذ عقود.. تمويل تاريخي بقيمة 930 مليون دولار

في خطوة تُعد من أكبر الاستثمارات الدولية في قطاع النقل العراقي منذ عقود، أعلن البنك الدولي موافقته على تقديم تمويل بقيمة 930 مليون دولار لدعم مشروع طموح لتحديث وتوسيع شبكة السكك الحديدية في العراق.

العراق يطلق أكبر مشروع سكك حديدية منذ عقود

ويهدف هذا المشروع، الذي يأتي في إطار “طريق التنمية” الذي أطلقته الحكومة العراقية، إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمي للنقل والتجارة يربط دول الخليج بأوروبا عبر تركيا.

ومن خلال تحسين البنية التحتية، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتوفير فرص عمل مستدامة، تسعى بغداد إلى إنعاش اقتصادها المتعثر وإعادة العراق إلى موقعه الاستراتيجي في خارطة التجارة العالمية.

دعم اقتصادي ولوجستي شامل

ووفقا لشبكة “سي إن إن” الاقتصادية، أعلن مجلس المديرين التنفيذيين في البنك الدولي عن موافقته على حزمة تمويلية بقيمة 930 مليون دولار، ضمن مشروع توسيع وتحديث السكك الحديدية العراقية.

ويهدف المشروع إلى تحسين البنية التحتية لقطاع النقل وتعزيز أداء الشبكة الممتدة بين ميناء أم قصر في الجنوب ومدينة الموصل في الشمال.

ويتوقع أن يُسهم المشروع في تقليص زمن الرحلات، وزيادة كفاءة عمليات الشحن، وتقديم وسائل نقل أكثر أماناً واستدامة للمسافرين والبضائع، إلى جانب تشجيع النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

“شريان اقتصادي عابر للقارات”.. ربط الخليج بأوروبا عبر العراق

ويُعد مشروع السكك الحديدية جزءا رئيسيا من مشروع “طريق التنمية” الذي أطلقته الحكومة العراقية في عام 2023، ويهدف المشروع الأشمل إلى إنشاء شبكة من الطرق السريعة والسكك الحديدية بطول 1,160 كيلومتراً تمتد من ميناء الفاو الكبير على الخليج العربي حتى الحدود التركية شمالا، مرورا بـ12 مدينة رئيسية ويخدم أكثر من 27 مليون شخص.

وتصف الحكومة العراقية هذا المشروع بأنه “شريان اقتصادي عابر للقارات”، ويُعد ركيزة في طموح بغداد لتصبح مركزاً للنقل الإقليمي والدولي.

1,047 كيلومتراً من السكك الحديدية الحديثة

ويغطي المشروع الحالي تحديث 1,047 كيلومترا من خطوط السكك، ويشمل تأهيل البنية التحتية بين أم قصر والموصلن كما يتضمن المشروع تحديث أسطول القطارات والعربات، إعادة تأهيل ورشات الصيانة في بايجي، وشراء معدات وقطع غيار جديدة لضمان استمرارية التشغيل بجودة عالية.

دعم القطاع الخاص وفرص عمل مستدامة

ومن أبرز مكونات المشروع دعم مشاركة القطاع الخاص، من خلال إنشاء موانئ جافة ومراكز لوجستية في عدة مواقع استراتيجية، مما يفتح المجال أمام استثمارات جديدة في قطاع النقل ويوفر وظائف مستدامة تتطلب مهارات فنية عالية.

كما تشمل خطط المشروع تطوير نظام شامل لإدارة السلامة، تحديث المعابر، وتعزيز قدرات الشركة العامة لسكك الحديد العراقية، من خلال خطة إصلاح مؤسسية واضحة.

العراق على طريق التحول الإقليمي

وأكد جان كريستوف كاريه، المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، أن المشروع يمثل “خطوة محورية لتحويل العراق إلى مركز إقليمي للنقل”، مضيفا أنه “يدعم تحقيق أهداف طريق التنمية من خلال تحسين الربط اللوجستي وتنويع الاقتصاد وزيادة معدلات النمو”.

وأشار إلى أن المشروع سيُعزز التواصل بين مناطق العراق المختلفة ويقوي الصلات التجارية مع الدول المجاورة، مما يُعيد للعراق دوره كممر استراتيجي في المنطقة.

نتائج متوقعة حتى عام 2037

وبحلول عام 2037، من المتوقع أن تنقل شبكة السكك الحديدية المحدثة 6.3 مليون طن من البضائع المحلية، و1.1 مليون طن من الصادرات والواردات، إلى جانب 2.85 مليون راكب سنوياً.

وسيساهم المشروع في تقليل الاعتماد على الشاحنات، ما يُخفف الضغط على شبكة الطرق ويخفض تكاليف الصيانة السنوية، في حين يمر الخط عبر ثماني محافظات ويخدم نحو 17 مليون شخص بشكل مباشر أو غير مباشر.

اقرأ أيضا.. اكتشاف طبي مذهل.. فطر “لعنة الفرعون” من سم قاتل إلى علاج واعد لسرطان الدم

إشراك المجتمع

وسيتم تنفيذ المشروع من قبل الشركة العامة لسكك الحديد العراقية تحت إشراف وزارة النقل، مع الاستعانة بشركة دولية متخصصة لإدارة النفقات وبناء القدرات المؤسسية.

كما يتضمن المشروع آلية لإشراك المجتمعات المحلية من خلال لجان تشاورية، إلى جانب برامج لزيادة مشاركة المرأة في قطاع النقل، وتدريب الموظفين على إدارة الطوارئ وتعزيز ثقافة السلامة.

زر الذهاب إلى الأعلى