العمال الكردستاني يستجيب لدعوة أوجلان بوقف إطلاق النار.. ماذا عن تركيا ؟

أعلن حزب العمال الكردستاني عن قراره بالامتثال لدعوة زعيمه المسجون، عبد الله أوجلان، بالتخلي عن السلاح وإعلان وقف فوري لإطلاق النار.
وقد جاء هذا القرار بعد إعلان تاريخي من أوجلان، الذي دعا فيه إلى حل الحزب وإلقاء السلاح بعد نحو أربعة عقود من النزاع المسلح مع تركيا وأسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار
وبحسب البيان، أعلن حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار ابتداء من اليوم استجابة لدعوة القائد عبدالله أوجلان في بيانه الأخير بعنوان “السلام والمجتمع الديمقراطي”.
وأكد الحزب التزامه بالعمل لتحقيق أهداف الدعوة التي أطلقها أوجلان، مشيرًا إلى أن تنفيذ هذه الدعوة يتطلب القيادة المباشرة لأوجلان.
العمال الكردستاني يعلن وقف العمليات المسلحة
وأكد حزب العمال الكردستاني أنه يلتزم بكل متطلبات دعوة أوجلان، مع ضرورة تهيئة الظروف السياسية والقانونية المناسبة لضمان نجاح العملية.
كما أعلن أن قواته لن تقوم بأي عمليات مسلحة ما لم تُشن هجمات ضدها، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وضمان استمرارية السلام.
دور أوجلان في المرحلة القادمة
شدد الحزب على أن نجاح العملية السياسية لا يمكن أن يتحقق إلا بقيادة أوجلان شخصيًا.، مشددا أنه من الضروري ضمان حرية أوجلان الجسدية ليتسنى له قيادة هذه المرحلة الجديدة بفعالية.
أشار الحزب إلى أن دعوة أوجلان ليست نهاية لمسيرة النضال، بل بداية لمرحلة جديدة من الكفاح من أجل السلام.
وأكد أهمية تكثيف الجهود لتحقيق الديمقراطية في تركيا والشرق الأوسط، وأنه يجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم لإنجاح هذه الدعوة.
أوجلان ودعوة السلام
وكان الزعيم الكري عبد الله أوجلان قد دعا يوم الخميس، بشكل صريح إلى إلقاء السلاح وحل حزب العمال الكردستاني، في خطوة تُعد بمثابة تحول جذري في توجهاته تجاه القضية الكردية.
وفق مراقبون فإن هذا التحول يمثل ردة فعل مفاجئة لكثير من المحللين، خاصة أن أوجلان كان قد دعا في الماضي إلى إقامة دولة كردية مستقلة أو حكم ذاتي في المناطق التي يقطنها الأكراد في تركيا.
ردود الأفعال التركية والدولية
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن دعوة أوجلان “فرصة تاريخية” للتقدم نحو “تدمير جدار الإرهاب”، مشيرا إلى أن تركيا ستراقب عن كثب لضمان أن المحادثات لإنهاء التمرد تصل إلى نهايتها بنجاح.
وحذر أردوغان من أي “استفزازات” قد تعرقل عملية السلام، مؤكداً أن التخلص من الإرهاب والسلاح سيوسع المساحة السياسية للديمقراطية، مؤكدا أنه “عندما يتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح، ستتسع المساحة السياسية في الديمقراطية بشكل طبيعي.
المساواة والديمقراطية يطالب تركيا بخطوات قوية
من جانب آخر، دعا حزب المساواة والديمقراطية للشعوب، وهو حزب تركي مؤيد للأكراد، الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوات فورية نحو الديمقراطية بعد الدعوة التاريخية التي أطلقها أوجلان.
الحزب يرى أن هذه الدعوة ليست مجرد خطوة تكتيكية بل فرصة حقيقية لتحقيق السلام في المنطقة، وأضاف الحزب أن هذه الفرصة يجب أن تُترجم إلى إجراءات عملية لتحسين وضع الأكراد في تركيا، خاصة في ظل التصعيد المستمر في قضايا الحقوق المدنية والسياسية للأكراد.
هل يمثل هذا القرار نهاية للصراع؟
وفق تقارير فإنه بعد إعلان أوجلان، تثار تساؤلات عديدة حول مدى جدية هذه الدعوة، هل يمكن أن تمثل هذه الدعوة نهاية لصراع دام لأكثر من أربعة عقود؟ هل ستستجيب الحكومة التركية للمطالب الكردية وتبدأ في تطبيق الإصلاحات الديمقراطية المطلوبة؟
ويرى البعض أن هذا القرار قد يكون بداية مرحلة جديدة من السلام، يرى آخرون أنه مجرد خطوة رمزية قد تظل بلا تأثير إذا لم تُترجم إلى أفعال ملموسة.
اقرأ أيضا
دعوة أوجلان.. كيف استقبلت القيادات الكردية رسالة زعيم العمال الكردستاني؟