العنف في أمستردام يعكس التطرف الناتج عن حرب إسرائيل ضد غزة

لفت ديف ريتش، مدير السياسات في مؤسسة أمن المجتمع، في مقال له بصحيفة الجارديان البريطانية، إلي تأثير أعمال العنف الأخيرة في أمستردام والتي أعقبت مباراة الدوري الأوروبي بين أياكس ومكابي تل أبيب.

وأشار ريتش إلي الانتباه الدولي، مما دفع إلى رد فعل غير عادي من رئيس الولايات المتحدة. وعلى النقيض من المناوشات المعتادة المتعلقة بكرة القدم، أصبحت هذه الحادثة نقطة محورية في الخطاب الجاري حول معاداة السامية، وكشفت عن توترات عميقة الجذور تفاقمت بسبب الحرب في الشرق الأوسط.

ما وراء شغب كرة القدم: هجوم مستهدف

انحرفت الاضطرابات في أمستردام عن السرديات التقليدية للعنف في كرة القدم، وهي ثقافة منذ سبعينيات القرن العشرين. نشأ الاستفزاز الأولي من مشجعي مكابي تل أبيب، المعروفين بسمعتهم السيئة في دوائر كرة القدم الإسرائيلية.

تشير التقارير إلى أنه قبل المباراة، انخرط بعض المشجعين في أعمال استفزازية، بما في ذلك تمزيق العلم الفلسطيني وحرقه وترديد شعارات كراهية مثل “اللعنة عليك يا فلسطين”. وتصاعدت حدة الاشتباكات عندما هاجم هؤلاء المشجعون سيارة أجرة وألحقوا أضرارًا بمركبات أخرى.

ومع ذلك، جاءت نقطة التحول الحقيقية بعد انتهاء المباراة. فقد اندلعت أعمال العنف في وسط المدينة، بعيدًا عن أرض الملعب، واتخذت طابعًا مختلفًا تمامًا. ووصفت رئيسة البلدية فيمكي هالسيما الفوضى التي أعقبت ذلك بأنها “هجمات” تستهدف المؤيدين الإسرائيليين.

على عكس الاشتباكات التقليدية بين مشجعي كرة القدم، بدت سلسلة الاعتداءات هذه منظمة، مع دلالات معادية للسامية والغضب مما يحدث في غزة.

من المثير أن رسائل على منصات مثل تيليجرام وواتساب دعت إلى “مطاردة اليهود”، وظهرت تقارير عن سائقي سيارات أجرة يستخدمون تطبيقات لتحديد الأهداف المحتملة. ويُزعم أن المارة أوقفوا وأجبروا على تقديم جوازات سفرهم للتحقق مما إذا كانوا إسرائيليين.

اقرأ أيضًا: سفير ترامب لإسرائيل يكشف سياسة واشنطن الجديدة تجاه تل أبيب

الاضطرابات المستمرة والتداعيات الأوسع

حتى بعد رحيل المشجعين الإسرائيليين، استمرت الاضطرابات. ففي يوم الاثنين، أشعلت مجموعات بالعصي والمفرقعات النارية النار في الترام، مما سلط الضوء بشكل أكبر على تقلب الوضع.

في برلين، ورد أن فريق كرة قدم للشباب اليهودي واجه حشداً بالسكاكين طاردهم خارج الملعب، وهم يهتفون “فلسطين حرة” و”اللعنة لليهود”. توضح هذه الأحداث المزعجة أن العنف لا يقتصر على مكان واحد بل يعكس موجة أوسع من الاستقطاب تجتاح أوروبا في غضب صارخ لما تقوم به إسرائيل في غزة.

معاداة السامية وكرة القدم والصراع في الشرق الأوسط

وصف تقرير رسمي صادر عن سلطات أمستردام العنف بأنه “كوكتيل سام من معاداة السامية، وشغب كرة القدم، والغضب إزاء الحرب في فلسطين وإسرائيل”.

أظهرت ردود الفعل على هذه الأحداث أن الأفراد يفسرون العنف من خلال عدسة تحيزاتهم الخاصة. بالنسبة للبعض، تؤكد الحوادث المخاوف العميقة الجذور من تصاعد معاداة السامية في أوروبا؛ وبالنسبة للآخرين، فإنها تعزز الغضب المرتبط بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

دعوة إلى التضامن الدقيق

إن الطبيعة المعقدة لهذه الأحداث تؤكد على نقطة حاسمة: من الممكن الدعوة إلى الحرية الفلسطينية وإدانة السلوك التمييزي من قبل المؤيدين الإسرائيليين مع الوقوف بحزم ضد معاداة السامية.

لقد أدى التأثير الاستقطابي للصراع في الشرق الأوسط إلى التطرف وتعزيز الانقسامات، مما يجعل المواقف الواضحة والمتوازنة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

بحسب ديف ريتش، مدير السياسات في مؤسسة أمن المجتمع، توضح أعمال العنف في أمستردام، إن عواقب الصراع في الشرق الأوسط تتردد صداها أبعد من حدود المنطقة، حيث تؤثر على المجتمعات وتؤدي إلى أعمال تطمس الخطوط الفاصلة بين الاحتجاج المشروع والعنف المدفوع بالكراهية.

Back to top button