الفيضان يهدد الخزان.. جبل الأولياء حكاية سد شيده المصريون بالسودان

يشهد السودان في هذه الأيام فيضاناتٍ غير مسبوقة، وسط مخاوف من كارثة إنسانية تهدد البلاد حال انهيار خزان جبل الأولياء ما يهدد حياة آلاف السودانيين.
واجتاحت مياه فيضان النيل الأبيض قرى ومدن السودان مُخلِّفةً دمارًا واسعًا، ونزوح آلاف العائلات في مشهد كارثي غير مسبوق.
ومع استمرار ارتفاع مناسيب المياه يخشي الجميع انهيار خزان جبل الأولياء خاصة في ظل ضَعف الصيانة، وفقدان السيطرة الفنية على الخزان؛ ما يجعله عرضة لضغوط الفيضان الهائلة.

خزان سد جبل الأولياء

ويوجد سد جبل الأولياء بولاية النيل الأبيض على بعد 44 كيلومترا جنوب العاصمة الخرطوم، وهو سدٌ حجري تم بناؤه عام 1937 تحت الإشراف المصري، وذلك في إطار اتفاقية لضمان حقوق مصر المائية في النيل.

إفلاس سياسي أم بداية تقسيم.. ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في السودان؟

يبلغ طول السد 6680 مترًا، وارتفاعه 22 مترًا من القاع، ويضم 40 بوابة لتصريف المياه، بالإضافة إلى 10 بوابات احتياطية.
وقد تم اختيار موقع السد بعناية، حيث يتميز باتساع مجرى النيل الأبيض ووجود أرض صخرية تُشكّل أساسًا متينا للسد.

الفيضان يُعيد المخاوف

مع ارتفاع مناسيب النيل بشكلٍ خطير هذا العام، عادت المخاوف بشأن قدرة خزان جبل الأولياء على الصمود خاصة أن الخزان، يُعتبر منشأة قديمة، ويواجه ضغوطًا هائلة نتيجة لكميات المياه المتدفقة.

تحذيرات من كارثة

يحذر الخبراء من أن أي خلل في جسم السد أو بواباته قد يؤدي إلى كارثة حقيقية، حيث إن انهيار الخزان سيُغرق مناطق واسعة على طول النيل الأبيض، ويُهدد حياة الملايين من السكان.

في ذكري انتفاضة ديسمبر.. كيف تحولت ثورة السودان لحرب أهلية؟

تتجاوز المخاطر المُحتملة مجرد الفيضانات المُباشرة. ففي حال انهيار الخزان، ستتأثر البنية التحتية بشكلٍ كبير، وستنتشر الأمراض والأوبئة نتيجة لتلوث المياه، كما ستتعطل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المناطق المُتضررة.

الخطير في الأمر، أن موقع الخزان القريب من الخرطوم  وتسيطر عليه ميليشيا الدعم السريع يزيد من خطورة الوضع، حيث إن العاصمة وما حولها تُعتبر من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في السودان.

دعوات للتحرك العاجل

في ظل هذه الظروف، تتصاعد الدعوات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتقييم وضع الخزان واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامته.
يُطالب الخبراء بإجراء فحوصات فنية شاملة للسد وبواباته، ووضع خطط طوارئ للتعامل مع أي طارئ، مع ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لتقديم الدعم الفني والمادي للسودان في مواجهة هذه التحديات.

زر الذهاب إلى الأعلى