القاهرة الأولى أفريقيا.. قائمة أفضل المدن العربية للطلاب في عام 2026

في ظل التنافس العالمي المتزايد على الريادة في التعليم العالي، يبرز تصنيف “QS Best Student Cities” السنوي كواحد من أبرز المؤشرات الدولية التي تقيس جودة الحياة والدراسة للطلاب في مختلف مدن العالم.

ويصدر هذا التصنيف عن مؤسسة “كواكواريلي سيموندس” البريطانية المتخصصة في شؤون التعليم العالي، ويعد مرجعا أساسيا للطلاب الذين يسعون لاختيار وجهتهم الدراسية بناء على معايير علمية وواقعية تشمل ليس فقط مستوى الجامعات، بل أيضا البيئة الحياتية العامة داخل المدينة.

وما يميز هذا التصنيف هو شموليته؛ إذ يعتمد على مجموعة متكاملة من المؤشرات تشمل جودة الجامعات، وسمعتها الأكاديمية، وتنوع جنسيات الطلاب، إلى جانب عناصر لا تقل أهمية مثل مستوى الأمان، وتكلفة المعيشة، وآراء الطلاب الذين خاضوا تجربة الحياة والدراسة في المدينة المعنية.

كما يولي أهمية خاصة لقدرة خريجي المدينة على الاندماج في سوق العمل الدولي، مما يجعله تصنيفا ذا مصداقية عالية ويعكس ديناميكيات التعليم العالي بصورة شاملة.

بقيادة عمّان والقاهرة.. المدن العربية تدخل المنافسة العالمية بثقة

وحملت النسخة الجديدة من التصنيف لعام 2026 دلالات واضحة على التحول الإيجابي في مستوى التعليم العالي في العديد من المدن العربية، حيث نجحت 11 مدينة من المنطقة في الدخول إلى القائمة العالمية، وهو ما يعكس جهودا مستمرة في تطوير البنية التعليمية، وتوفير بيئة أكاديمية وحياتية جاذبة للطلبة من مختلف الجنسيات.

وتربعت العاصمة الأردنية عمان على رأس المدن العربية، محتلة المرتبة 64 عالميا، مسجلة تقدما لافتا بـ19 مركزا مقارنة بالعام السابق. وهذا التقدم اللافت لم يأت من فراغ، بل يعكس جهودا متراكمة في تعزيز جودة التعليم وجذب الطلبة من الخارج، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للدراسة.

كما أن تنوع المجتمع الطلابي، وتكلفة المعيشة المعقولة نسبيا، أسهما في وضع عمان في صدارة المدن العربية.

أما العاصمة المصرية القاهرة، فجاءت في المرتبة الثانية عربيا والـ71 عالميا، مع احتفاظها بلقب المدينة الأولى إفريقيا من حيث الجاذبية التعليمية.

وتستفيد القاهرة من إرث أكاديمي ضخم يضم بعضا من أعرق الجامعات في العالم العربي، مثل جامعة القاهرة والأزهر وعين شمس، بالإضافة إلى التوسع في الجامعات الدولية والخاصة. ورغم التحديات المرتبطة بالكثافة السكانية، إلا أن القاهرة تواصل الحفاظ على مكانتها كوجهة مفضلة للطلاب من العالم العربي وإفريقيا.

الترتيب الكامل للمدن العربية.. تقدم ملحوظ لعواصم خليجية كبرى

وإلى جانب عمّان والقاهرة، شهد تصنيف هذا العام حضورا قويا لعدد من المدن الخليجية التي فرضت نفسها كمراكز تعليمية واعدة.

وجاءت دبي، والشارقة، وأبوظبي ضمن قائمة أفضل المدن الطلابية، مستفيدة من الاستثمار الحكومي الكبير في الجامعات والتعاون الأكاديمي الدولي، ما أتاح لها جذب الآلاف من الطلاب سنويا.

كما سجلت الرياض وجدة السعوديتان حضورا معتبرا، فيما برزت الدوحة كمدينة أكاديمية متطورة، تضم فروعا لعدد من أهم الجامعات العالمية. وشملت القائمة أيضا بيروت، والعين، ومدينة إربد الأردنية.

وجاء الترتيب العربي بحسب تصنيف QS لأفضل المدن الطلابية لعام 2026 على النحو التالي:

عمان

القاهرة

دبي

الشارقة

أبوظبي

الرياض

الدوحة

بيروت

العين

جدة

إربد

معايير التصنيف.. من التعليم إلى الحياة اليومية

ومن المهم التوقف عند المعايير التي استند إليها تصنيف “QS”، والتي توضح بجلاء أن الجاذبية الأكاديمية لأي مدينة لم تعد تقاس فقط بترتيب جامعاتها، بل بمجموعة من العناصر التي تضمن تجربة تعليمية وإنسانية متكاملة. فقد شملت المعايير:

– جودة الجامعات وسمعتها الأكاديمية، وهو ما يمنح نقاطًا إضافية للمدن التي تضم جامعات مرموقة.

– تنوع الجنسيات ونسبة الطلاب الدوليين، كدليل على التعدد الثقافي والجاذبية العابرة للحدود.

– مستوى الأمان وجودة الحياة، وهي عناصر تؤثر مباشرة على اختيار الطلاب.

– القدرة على تحمّل التكاليف من حيث رسوم الدراسة والمعيشة.

– رأي الطلاب السابقين في تجربة الحياة الأكاديمية والمعيشية.

– قابلية التوظيف للخريجين، ومدى قوة سمعة المدينة في سوق العمل.

وتعكس هذه المعايير رؤية شمولية تضع الطالب في قلب المعادلة، لا كرقم إحصائي بل كعنصر فاعل يعيش التجربة التعليمية بكل تفاصيلها.

دلالات التقدم العربي في التصنيف

ويرى خبراء التعليم أن التقدم العربي في تصنيف “QS” يعكس استثمارا متصاعدا في التعليم العالي، ليس فقط في البنية التحتية للجامعات، بل في فلسفة التعليم نفسها.

اقرأ أيضا.. الإمارات تتصدر مؤشر المدن الصديقة للضرائب في 2025.. أبوظبي ودبي الخيار الأول لأثرياء العالم

فالعديد من العواصم العربية بدأت في تبني مفاهيم الجودة، والتدويل، والبحث العلمي، إلى جانب توفير بيئة طلابية متكاملة تشمل السكن الجامعي، والخدمات الصحية، والأنشطة الثقافية.

ويؤكد ذلك أن المنافسة لم تعد حكرا على العواصم الغربية التقليدية، بل باتت المدن العربية قادرة على تقديم تجربة أكاديمية تنافس عالميا، خاصة إذا ما ترافقت مع استقرار سياسي، وسياسات تعليمية شاملة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى