القبة الحديدية “درع مثقوب”.. إسرائيل تعترف بعدم تمكنها من التصدي لصواريخ إيران

في تطوّر نوعي يثير قلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً إيرانياً سقط بشكل مباشر في مدينة بئر السبع جنوبي البلاد، دون أن تتمكن أي من منظومات الدفاع الجوي من اعتراضه.

الحادثة التي خلّفت دماراً في محطة القطارات وبعض المباني السكنية، فتحت باب التساؤلات على مصراعيه داخل الدوائر الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

صواريخ إيران تخترق القبة الحديدية لإسرائيل

ووفق ما نقلته القناة 12 العبرية، فقد أدى سقوط صاروخ إيران إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية، فيما اضطرت شركة القطارات إلى إغلاق محطة بئر السبع في إسرائيل حتى إشعار آخر، ولم تتمكن القبة الحديدية من التصدي له.

تصعيد صاروخي بتوقيع إيراني

الهجوم الذي وصفه مراقبون بأنه “اختبار عملي لقدرات طهران الباليستية”، شهد استخدام أنواع متقدمة من الصواريخ الإيرانية، وهي: سجيل، وفتاح-1 (الفرط صوتي).

ما دفع الخبراء إلى التشكيك في مدى جهوزية أنظمة مثل “آرو” و”مقلاع داوود” والقبة الحديدية للتعامل مع تهديدات كهذه.

مقلاع داوود
منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية – مقلاع داوود

“سجيل”: الوقود الصلب يُربك الرادارات

أُطلق صاروخ “سجيل” بعيد المدى من داخل إيران، ورغم إعلان تل أبيب اعتراضه عبر منظومة “آرو-3″، فإن شظاياه سقطت قرب مستشفى “سوروكا” ببئر السبع، ما أعاد الجدل حول فعالية عملية الاعتراض.

ورغم غياب تأكيد رسمي، تحدّثت تقارير إسرائيلية عن احتمال أن يكون الصاروخ مزوداً برأس عنقودي أو آلية تفكك ذاتي تُطلق شظايا عند الاقتراب من الهدف.

وفي المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني أن “سجّيل” يتمتع بدقة إصابة عالية وقدرة على تجاوز أنظمة الاعتراض.

يعتبر خبراء في معهد الأمن القومي الإسرائيلي أن استخدام الوقود الصلب يمنح الصاروخ قدرة على الإطلاق المفاجئ، ما يُصعّب من مهام الرصد والتصدي.

الصواريخ الإيرانية لم تعد بدائية

في أعقاب الهجوم، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي بأن “المواجهة الجوية دخلت مرحلة جديدة، فالصواريخ الإيرانية لم تعد بدائية”.

أما المتحدث باسم الجيش، فكشف أن تل أبيب تعمل على تطوير خوارزميات اعتراض جديدة للتعامل مع الصواريخ ذات المسارات المتغيرة.

في المقابل، وصفت صحيفة Le Monde الفرنسية هذا التصعيد الصاروخي بأنه “تحوّل تكنولوجي حاسم” في معادلة الردع بين إيران وإسرائيل.

عملية إطلاق صاروخ سجيل الإيراني

ثغرات الدفاع الجوي الإسرائيلي تحت المجهر

أكّد مراقبون عسكريون أن الضربة الإيرانية الأخيرة مثّلت اختباراً صعباً لمنظومات الدفاع الإسرائيلية، وأظهرت فجوات تقنية في التعامل مع تهديدات أكثر تطورًا، خاصة في ما يتعلق بالصواريخ ذات السرعة العالية والمناورة النهائية.

وفي هذا السياق، صرّح اللواء د. محمد الشهاوي، الخبير العسكري، لموقع خاص مصر، بأن الحرب دخلت مرحلة تكتيكية جديدة، مشيراً إلى أن “إيران مضطرة لتعديل عقيدتها العسكرية بعد الضربات الإسرائيلية، ما دفعها لاستخدام صواريخ أبعد بحمولة تفجيرية عالية”.

وأوضح الشهاوي أن إسرائيل تسعى لتحييد الصواريخ القصيرة، لدفع إيران لاستخدام صواريخ طويلة المدى يصعب تحميلها برؤوس كبيرة، وبالتالي تقليل فعاليتها.

القبة الحديدية تحت الاختبار ونجاحها لا يتجاوز 80%

رغم التحديثات، فإن نسبة نجاح القبة الحديدية لا تتجاوز 70-80%، حسب الشهاوي، مشيراً إلى أن المساحة الجغرافية الصغيرة لإسرائيل تزيد من التأثير لأي ضربة صاروخية ناجحة.

هل تُخفي إيران مفاجآت صاروخية جديدة؟

رجّح الشهاوي أن تمتلك إيران صواريخ لم تُستخدم بعد، وعلى رأسها “خرمشهر” الباليستي، القادر على حمل رؤوس حربية تدميرية بمدى يتجاوز 2000 كم.

كما لم يستبعد استخدام رؤوس عنقودية في بعض الضربات الأخيرة.

اقرأ أيضاً.. واشنطن تُخلي قواعدها في الخليج.. هل اقتربت الضربة العسكرية الأمريكية لإيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى