القصة الكاملة لمخطط “إمارة الخليل” بالضفة الغربية.. مشروع انفصال أم مؤامرة إسرائيلية؟
زعمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية وجود “مبادرة عشائرية من مدينة الخليل”، تهدف إلى الانفصال عن السلطة الفلسطينية وتأسيس كيان مستقل يُسمى “إمارة الخليل”، مع الاعتراف الكامل بإسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.
الصحيفة زعمت أن خمس شخصيات من محافظة الخليل، على رأسهم شخص يُدعى وديع الجعبري، وقّعوا رسالة موجّهة إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، طالبوا فيها بالتعاون مع إسرائيل وتقديم “بديل عن السلطة الفلسطينية”، وهو ما اعتبرته أوساط فلسطينية وأهلية “أخطر محاولة لاختراق النسيج الوطني الفلسطيني عبر البوابة العشائرية”.
لقاءات مع وزير إقتصاد إسرائيل
تقرير وول ستريت جورنال أشار إلى أن الموقعين على الرسالة طالبوا بالاعتراف المتبادل بين “إمارة الخليل” ودولة إسرائيل، واعتبار الكيان الجديد ممثلًا للعرب في المحافظة.
كما زعمت الصحيفة أن الموقعين التقوا الوزير الإسرائيلي نير بركات أكثر من عشر مرات منذ فبراير الماضي، وأن الرسالة طُلب عرضها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتضمنت الرسالة تعهدًا بـ”عدم التسامح مع الإرهاب”، وانتقادًا حادًا لاتفاقيات أوسلو التي وصفتها بأنها “جلبت الكوارث والموت والفساد”، وفق نص التقرير.
عائلة الجعبري تنفي مبادرة إمارة الخليل
جاء الرد سريعًا من مدينة الخليل، حيث أصدرت عشيرة الجعبري – إحدى أعرق وأكبر العائلات في المدينة – بيانًا رسميًا نفت فيه أي علاقة لها بما ورد في التقرير، مؤكدة أن الشخص المذكور، وديع الجعبري، “ليس من سكان الخليل، ولا يُمثل العائلة، ولا يعرفه وجهاء العشيرة”.
وأضاف البيان:”نرفض الزج باسم العائلة في مشاريع انفصالية أو تطبيعية، ونؤكد التزامنا التام بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ورفضنا لأي شكل من أشكال التعاون مع الاحتلال، تحت أي عنوان أو غطاء”.
وشدد وجهاء العائلة على أن ما ورد في الصحيفة “لا يُعبّر عن العائلة، ولا عن مدينة الخليل، بل يمثل محاولة مشبوهة لإعادة إحياء روابط القرى بأسلوب جديد”.
إمارة الخليل ومحاولات اختراق المجتمع العشائري
في بيان لاحق، وقّعه عدد من وجهاء عشيرة الجعبري ، أعلنت العائلة “براءتها التامة من أي مبادرة تتماهى مع الاحتلال”، مؤكدة أن مدينة الخليل “قدّمت الشهداء والجرحى والأسرى، وستبقى وفية لقضيتها، ولثوابتها الوطنية والدينية”.
وشدد البيان على أن “أي محاولة لصناعة بديل عن القيادة الفلسطينية أو لتقسيم الجغرافيا الوطنية تحت عناوين كاذبة، ستُقابل بالرفض من الجميع”، مضيفًا:”الخليل كانت وستبقى جزءًا من المشروع الوطني، ولا أحد يملك تفويضًا للحديث باسمها”.
محاولة فاشلة لاستنساخ روابط القرى
اللواء المتقاعد محمد أمين الجعبري (أبو نضال)، أحد أبرز شخصيات عائلة الجعبري، وصف المبادرة بأنها “نسخة مشوّهة من روابط القرى التي سعت إسرائيل إلى إنشائها في الثمانينيات”، مؤكداً أن “تلك المحاولات سقطت أمام وحدة الموقف الفلسطيني، ومشروع اليوم لن يكون أفضل حالًا”.
وأضاف بحسب وسائل إعلام أن من يقف خلف هذه المحاولة “يتوهّم أن الخليل هشّة بسبب قوتها العشائرية، بينما الواقع أن هذه القوة كانت دومًا سندًا للنضال الوطني، وليست بوابة اختراق”.
محاولة إسرائيلية جديدة لاختراق الصف الفلسطيني
في ضوء نفي العشائر، وبيانات الاستنكار الصادرة من شخصيات بارزة، تتكشّف ملامح محاولة إسرائيلية جديدة لاختراق الصف الفلسطيني من بوابة “العشائر”، وهو تكتيك جُرّب وفشل مرارًا، ولا يبدو أن الخليل ستسمح بتمريره اليوم.
ووفق مراقبون فإن الشارع الفلسطيني، الذي يعيش ظروفًا سياسية وأمنية صعبة، يعي أن تفكيك وحدته الداخلية بات هدفًا استراتيجيًا للاحتلال، وأن ما ورد في رسالة “إمارة الخليل” ما هو إلا محاولة مكشوفة لخلط الأوراق، واستثمار حالة التراجع السياسي لخلق قيادة بديلة تُدار من داخل المؤسسات الإسرائيلية.
اقرا أيضا.. اللاذقية تحترق ودمشق تستغيث… ماذا يحدث في الساحل السوري؟