القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض تناقش العدوان الإسرائيلي والاستقرار الإقليمي
جمعت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عُقدت في الرياض بالسعودية اليوم الإثنين، زعماء من مختلف أنحاء العالمين العربي والإسلامي لمناقشة تصاعد العنف الإسرائيلي في غزة ولبنان، فضلاً عن التطورات الإقليمية الأوسع نطاقاً، وفقا لما نشره موقع بي بي سي نيوز.
تهدف القمة إلى معالجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والسعي إلى استجابة موحدة للأزمات المتكشفة في المنطقة.
القيادة السعودية في طليعة الدبلوماسية الإقليمية
هذه القمة هي استمرار للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023. دفعت الحاجة الملحة للوضع في غزة ولبنان المملكة العربية السعودية إلى استضافة التجمع مرة أخرى، مما عزز التزام المملكة بتأمين السلام والاستقرار للشعب الفلسطيني والشرق الأوسط الأوسع.
افتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القمة بإدانة شديدة للأفعال الإسرائيلية في غزة، ووصفها بأنها “إبادة جماعية”. كما أكد على أهمية التمسك بالحقوق الفلسطينية ورفض المساعي الرامية إلى تقليص دور السلطة الفلسطينية والدعوة إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
كما أكد ولي العهد على ضرورة احترام سيادة لبنان، مؤكداً دعمه للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي. كما جدد التأكيد على موقف المملكة العربية السعودية من السيادة الإيرانية، وحث إسرائيل على الامتناع عن مهاجمة الأراضي الإيرانية.
اقرأ أيضًا.. بسبب كوب شاي.. أمريكية تقاضي مصر للطيران وتطلب 5 ملايين دولار تعويضًا
صوت عربي إسلامي جماعي ضد العدوان الإسرائيلي
وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، فإن الأهداف الرئيسية للقمة تشمل مناقشة استراتيجيات لوقف العنف الإسرائيلي في غزة ولبنان وحماية المدنيين وإيجاد حلول مستدامة لضمان الاستقرار الإقليمي. ومن المتوقع أن يركز القادة أيضاً على تعزيز الدعم الإنساني لقطاع غزة، وإدانة الحصار الذي أعاق توصيل المساعدات.
أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه على الأهمية الاستراتيجية للقمة، مؤكداً أنها تعكس التزام المملكة العربية السعودية الراسخ، إلى جانب العالم العربي والإسلامي الأوسع، بدعم الحقوق الفلسطينية. كما حذر طه من إمكانية جر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا، حيث تهدد الجهود الإسرائيلية لتصعيد الحرب بمزيد من عدم الاستقرار.
التضامن مع فلسطين ولبنان
في كلمته، سلط طه الضوء على دور العمل الإسلامي المشترك في تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء. ودعا إلى تنسيق الجهود في المحافل الدولية لمحاسبة إسرائيل، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، والعمل على تنفيذ حل الدولتين.
وفي صدى لمخاوف طه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الغرض من القمة هو إرسال رسالة واضحة إلى العالم: لم يعد بإمكان المجتمع الدولي أن يظل صامتا في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية، حيث أن الاستمرار في التقاعس من شأنه أن يرقى إلى مستوى التواطؤ في الفظائع المستمرة.
التركيز على القضايا الإقليمية خارج غزة
تمتد أجندة القمة إلى ما هو أبعد من غزة، حيث يتم مناقشة قضايا إقليمية ملحة أخرى. وتشمل هذه التداعيات الإنسانية للصراع الدائر في السودان والتوترات المتزايدة الناجمة عن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر. وعلاوة على ذلك، سوف تقيم القمة التقدم الذي أحرزته القمة العربية الإسلامية السابقة، وتقيم الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الزعماء الإقليميون في مواجهة هذه الأزمات.
ردود الفعل الدولية
في حين لم يتمكن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من حضور القمة بسبب أمور عاجلة، فقد مثل إيران في المشاركة النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف. وعلى الرغم من التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران، فقد أعربت الدولتان عن التزامهما بإنهاء العنف في غزة ولبنان، مما يشير إلى تحول محتمل في الدبلوماسية الإقليمية.
ودعت حماس، من جانبها، إلى تحالف عربي وإسلامي لتأمين الحقوق الفلسطينية وطرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية. ويتماشى هذا الموقف مع المشاعر الأوسع في القمة، حيث أعرب القادة عن تضامنهم مع الفلسطينيين وأدانوا الهجوم الإسرائيلي المستمر.
لحظة حاسمة للوحدة الإقليمية
تمثل هذه القمة الاستثنائية في الرياض لحظة محورية للعالم العربي والإسلامي في تشكيل استجابته الجماعية للعدوان الإسرائيلي المستمر وعدم الاستقرار الإقليمي الأوسع. ومن خلال دعوات قوية للوحدة والعمل الإنساني والالتزام المتجدد بحل الدولتين، تسعى القمة ليس فقط إلى معالجة الأزمات المباشرة في غزة ولبنان، ولكن أيضا إلى تمهيد الطريق لحل طويل الأمد للصراع الفلسطيني.