الكاجوال والسترة والطائرة.. رسائل مشفرة من وزيرة خارجية ألمانيا لقادة سوريا الجدد
رغم حالة الجدل التي رافقت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية ونظيرها الفرنسي إلى دمشق خاصة بعد رفض القادة الجدد في سوريا مصافحة الوزيرة وسط انتقادات من نشطاء التواصل الاجتماعي للموقف.
ورغم أن البعض اقتصر زيارة الوزيرة في أزمة المصافحة، إلا إن الوزيرة الألمانية، أنالينا بيربوك، جاءت إلى سوريا تحمل رسائل رمزية وسياسية تعكس موقف ألمانيا والاتحاد الأوروبي تجاه الوضع في سوريا الجديدة.
الابتسامة وحدها لا تكفي.. وزيرة خارجية ألمانيا تشعل أزمة في سوريا لهذا السبب
رسائل أوروبية مشفرة لقادة سوريا
وبحسب تقارير، فإن ملابس الوزيرة التي اعتمدت على الكاجوال دون الزى الرسمي رغم أن الزيارة رسمية بجانب وصولها دمشق على متن طائرة حربية وارتداء سترة واقية للرصاص كلها كانت رسائل حول الأوضاع في سوريا.
الطائرة العسكرية
بدأت الزيارة بخطوة غير تقليدية، حيث اختارت بيربوك السفر إلى سوريا على متن طائرة عسكرية برفقة عناصر أمنية.
كما نشرت فيديو مصورا لها داخل الطائرة، تظهر فيه وهي تحيي العسكريين وترتدي سترة واقية من الرصاص.
باحث سوري لـ خاص عن مصر: السعودية تقود حملة دولية للاعتراف بحكومة الشرع
هذه الخطوة وفق مراقبين تحمل دلالة واضحة على الحذر الألماني، حيث تعكس رسالة ضمنية بأن زيارة سوريا لا تزال محفوفة بالمخاطر، ما يُظهر تحفظ ألمانيا تجاه الأوضاع الأمنية في البلاد.
السترة الواقية
لحظة نزول بيربوك في مطار دمشق، استمرت الرسائل الرمزية. فقد ظهرت مرتدية السترة الواقية من الرصاص.
وهو مشهد راه مراقبون في مشهد يعكس توجسًا أمنيا ويؤكد أن ألمانيا لا تزال غير مطمئنة بشكل كامل إلى الوضع في سوريا الجديدة.
ملابس كاجوال خلال زيارة دبلوماسية لـ سوريا
في خطوة أخرى مثيرة للجدل، اختارت بيربوك ارتداء ملابس غير رسمية أثناء لقائها قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع.
وارتدت الوزيرة قميصًا بيج اللون وبنطالًا بنفس الدرجة، إلى جانب حذاء شتوي عادي، ما اعتبره البعض هذا الاختيار بمثابة رسالة سياسية مفادها أن ألمانيا لا تعترف رسميًا بالحكومة السورية الجديدة، وبالتالي لم تعتمد البروتوكول الدبلوماسي التقليدي.
وفسرت مصادر أخرى هذه الخطوة بأنها تعبير عن “انفتاح المرأة”، في إشارة إلى الخلفية الإسلامية لقائد الإدارة الجديدة.
ومع ذلك، قوبلت هذه الخطوة بانتقادات واسعة من نشطاء ألمان، رأوا فيها عدم احترام للبروتوكولات وزيادة في تعقيد الرسائل السياسية.
شكوك أوروبية حول سوريا
أبرز ما حملته الزيارة كان تصريحات بيربوك بعد لقائها بالشرع، حيث أكدت الوزيرة أن ألمانيا ستقف بجانب سوريا “إذا تحركت نحو مستقبل سلمي ومنفتح”، لكنها شددت على أن الدعم الألماني لن يشمل أي هيئات ذات طابع إسلامي.
وأوضحت بيربوك أن انطباعها الأول عن الأوضاع في سوريا يعكس مجتمعًا منقسمًا بين أمل الحرية ومخاوف تلاشي هذه الآمال، خاصة بالنسبة للنساء والأقليات الدينية والعرقية.
اقرأ أيضا: زلازل يومية وأنشطة بركانية.. ماذا يحدث في إثيوبيا وما علاقة سد النهضة؟
كما أشارت إلى أن الحكام السوريين الجدد أبدوا استعدادهم لمناقشة تعزيز مشاركة المرأة في إدارة البلاد.
الملامح الجادة
اختتمت بيربوك زيارتها بموقف متشدد، حيث ظهرت بملامح جادة وتجنبت الابتسامات التقليدية في اللقاءات الدبلوماسية.
هذه الرسائل كلها تعكس شكوك ألمانيا وأوروبا تجاه الحكومة السورية الجديدة، وتؤكد أن دعمها مشروط بتحقيق تغييرات جوهرية تضمن حقوق الأقليات والمرأة، وتزيل أي مخاوف من “أسلمة” البلاد.