الكراهية ضد المسلمين تتصاعد في أمريكا.. ما علاقة زهران ممداني؟

أثار فوز السياسي الشاب زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك عن الحزب الديمقراطي، موجة من الكراهية والتحريض ضد المسلمين، أطلقها نشطاء يمينيون وشخصيات بارزة مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ومع تصاعد التهديدات والربط الممنهج بين ممداني والإرهاب، تُطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل التعددية السياسية في الولايات المتحدة.

منشورات تحريضية وتهديدات بالقتل

بحسب تقارير فقد رصدت منظمة “كير أكشن”، المختصة في تتبع خطاب الكراهية ضد المسلمين، أكثر من 127 بلاغاً عن منشورات عنصرية وتحريضية خلال 24 ساعة فقط من إعلان فوز ممداني، واعتبرت المنظمة أن هذه الحملة تمثل ارتفاعاً غير مسبوق، يزيد بأكثر من خمسة أضعاف عن المعدلات اليومية المعتادة.

وقالت المنظمة إن 62% من المنشورات التحريضية صدرت من منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، التي باتت تشكل بيئة خصبة لخطاب الكراهية، في ظل تراجع سياسات المراقبة والحذف بعد استحواذ إيلون ماسك.

ربط فوز زهران ممداني بهجمات 11 سبتمبر

تضمنت بعض المنشورات اتهامات ضمنية وصريحة لممداني بالارتباط بهجمات 11 سبتمبر 2001، في تلميحات فجّة تعيد إنتاج خطاب الكراهية الذي استهدف العرب والمسلمين عقب تلك الهجمات.

وكان من أبرز المحرّضين دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكي، الذي كتب على منصة “إكس”: “مدينة نيويورك قد سقطت”، في إشارة رمزية إلى فوز المرشح المسلم.

صورة مفبركة وتمثال حرية بالنقاب

في تصعيد لافت، نشرت مارجوري تايلور جرين، النائبة الجمهورية المثيرة للجدل، صورة مزيفة عبر الذكاء الاصطناعي تُظهر تمثال الحرية مرتدياً النقاب، في محاولة لإثارة مشاعر الرفض تجاه تمثيل المسلمين في المناصب السياسية.

التحريض لم يتوقف عند هذا الحد، بل اتهم نشطاء يمينيون ممداني بأنه يحمل فكراً “راديكالياً يسارياً” وبأنه يهدد القيم الأميركية، في خطاب يكرّس صورة نمطية متطرفة عن المسلمين والسياسيين من الأقليات.

تهديدات معادية للمسلمين بعد فوز زهران ممداني

أعلنت شرطة مدينة نيويورك أن وحدة جرائم الكراهية فتحت تحقيقاً رسمياً في تهديدات معادية للمسلمين تلقاها ممداني عقب إعلان فوزه. في الوقت ذاته، حذرت منظمات مدنية من أن التحريض الإلكتروني قد يتطور إلى تهديدات أمنية فعلية.

وقالت مانجوشا كولكارني، من منظمة “أوقفوا كراهية الآسيويين”، إن ما يتعرض له ممداني “يشبه تماماً الحملات التي واجهتها إلهان عمر ورشيدة طليب وكامالا هاريس، وهو أمر خطير يعكس بيئة سياسية مسمومة”.

اتهامات لـ زهران ممداني بمعاداة السامية

جانب كبير من الهجوم على ممداني يرتبط بموقفه الداعم للفلسطينيين، وانتقاده الشديد للهجوم الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في أكتوبر 2023، وقد استخدم خصومه هذا الموقف لاتهامه بـ”معاداة السامية”.

لكن ممداني نفى هذه الاتهامات، مؤكداً أنه ينتقد سياسات إسرائيل لا الديانة اليهودية، مشدداً على أن انتقاد الاحتلال لا يعني كراهية اليهود، وسانده في ذلك براد لاندر، المراقب المالي لمدينة نيويورك والمرشح السابق، والذي وصف الهجوم على ممداني بأنه “تشويه مقصود لتكميم أي خطاب مناصر للعدالة الفلسطينية”.

من هو زهران ممداني؟

يبلغ ممداني من العمر 33 عاماً، وُلد في أوغندا لعائلة هندية مهاجرة، ويُعرف بتوجهاته التقدمية وانتمائه إلى التيار الاشتراكي الديمقراطي. وفي حال فوزه في انتخابات نوفمبر المقبل، سيصبح أول رئيس بلدية مسلم من أصل هندي في تاريخ نيويورك.

يحمل ممداني أجندة سياسية تركز على العدالة الاجتماعية، وحقوق الأقليات، وإنهاء العنصرية المؤسساتية، مما جعله هدفاً رئيسياً لحملات يمينية تهدف إلى تشويه صورته وربطه بالتطرف.

هل تقبل أمريكا وجهاً مسلماً في واجهة السياسة؟

بينما يرى مؤيدو ممداني في فوزه خطوة تاريخية نحو تنويع القيادة السياسية في الولايات المتحدة، يخشى مراقبون من أن تُحبط حملات الكراهية المتصاعدة هذه المساعي، خاصة في ظل الصمت السياسي من بعض الجهات الديمقراطية، التي تفضل عدم الدخول في معارك ثقافية حساسة.

وبحسب مراقبون فإن التحدى الأكبر الآن هل تتقبل النخبة السياسية الأمريكية صعود زعيم مسلم إلى منصب بلدي في واحدة من أكبر مدن العالم؟ أم أن الإسلاموفوبيا ستُسقط مشروع التنوع قبل أن يبدأ؟

اقرأ أيضا

الضربة القاضية واغتيال خامنئي.. ترامب يكشف كواليس جديدة حول حرب إيران وإسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى