الكشف عن خطة أمريكية جاهزة لـ ضرب إيران.. هل اقتربت ساعة الصفر ؟

أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، أن قواته أعدّت خططًا عسكرية متكاملة لـ ضرب إيران، في حال تعثرت الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى كبح برنامج طهران النووي.
وجاءت تصريحات كوريلا خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي، حيث أكد تقديم سلسلة من الخيارات العسكرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع، مشيرًا إلى الجاهزية التامة للتنفيذ الفوري إذا صدر القرار.
وردًا على سؤال مباشر من رئيس اللجنة، النائب الجمهوري مايك روجرز، حول مدى استعداد القيادة لاستخدام “قوة ساحقة”، أجاب كوريلا بوضوح: “نعم”.
أمريكا بين ضرب إيران والتفاوض معها
رغم هذا التصعيد في الخطاب العسكري، حافظت الإدارة الأمريكية على نغمة توازن، إذ أشار مراقبون إلى أن التصريحات تمثّل ورقة ضغط إضافية على طهران، في سياق مفاوضات نووية تعثرت منذ شهور.
ويُفهم من موقف كوريلا أن واشنطن تسعى لردع إيران دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة، مع الاستمرار في طرح خيار التفاوض كحلّ مفضّل.
ووصف كوريلا المرحلة الحالية في الشرق الأوسط بأنها “لحظة تحول استراتيجية”، داعيًا إلى استثمارها في تعزيز تحالفات واشنطن الإقليمية، ومواجهة ما وصفه بـ”الجهات الفاعلة الخبيثة”، في إشارة إلى إيران وحلفائها في المنطقة.
ترامب يعارض ضرب إيران حاليا
في المقابل، كشف موقع “أكسيوس” عن محادثة هاتفية جرت مؤخرًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ فيها ترامب معارضته أي ضربة عسكرية ضد إيران في الوقت الحالي، مبررًا ذلك بوجود فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
لكن تصريحات أخرى نُسبت إلى ترامب، نقلتها شبكة “فوكس نيوز”، أظهرت أن البيت الأبيض يرى تشددًا متزايدًا من الجانب الإيراني، الأمر الذي يضع المزيد من العراقيل أمام التفاهمات المحتملة.
المفاوضات النووية
وكان الرئيس الأميركي قد أشار إلى انعقاد جولة جديدة من المحادثات النووية مع إيران يوم الخميس المقبل، غير أن مصادر من الجانبين الأمريكي والإيراني قللت من احتمالية انعقاد هذه الجولة في الموعد المذكور.
وفي هذا السياق، قالت طهران إنها بصدد تقديم عرض مضاد على المقترح الأميركي الأخير، واصفة العرض بأنه “غير مقبول”، ما يعكس عمق الفجوة بين الطرفين.
بين الردع وإعادة ترتيب التحالفات
وفق تقارير تأتي هذه التطورات في وقت تعمل فيه واشنطن على إعادة صياغة شراكاتها الأمنية في الشرق الأوسط، من خلال تعزيز التعاون مع إسرائيل ودول الخليج، في مواجهة ما تعتبره تهديدات متزايدة من جانب إيران ووكلائها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ويرى محللون أن التلويح بالخيار العسكري لا يعكس بالضرورة نية أميركية لخوض حرب، بقدر ما يمثل تحركًا تكتيكيًا لرفع سقف التفاوض، ودفع إيران إلى إبداء قدر أكبر من المرونة، في ظل تصاعد نشاطها في تخصيب اليورانيوم وتطوير برامجها العسكرية.
اقرأ أيصا.. مخطط اغتيال الشرع.. هل تنجح واشنطن في حماية الرئيس السوري من التصفية؟