الكويت تفاجئ سوريا بقرار سعيد يخص مواطنيها.. ما هو؟

في خطوة تعكس تحولا استراتيجيا في مواقف دول الخليج تجاه سوريا، أعلن وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، عن خطط خليجية مشتركة لتقديم الدعم لسوريا، مؤكدًا في الوقت ذاته أن السفارة السورية سيُعاد فتحها قريبًا في الكويت.
وجاء الإعلان خلال أعمال الاجتماع الـ164 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، ليؤشر على بداية مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي العربي تجاه دمشق.
الزيارة الرسمية.. بوابة استعادة العلاقات
وجاءت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الكويت، والتي تُعد الأولى له منذ توليه منصبه في يناير 2025، بدعوة من أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وتناول اللقاء الذي جرى في قصر بيان، وشهد حضور كبار المسؤولين الكويتيين، بينهم ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ورئيس الوزراء الشيخ أحمد عبد الله الأحمد، سبل تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب بحث القضايا الإقليمية والدولية الملحة.
وتؤشر الزيارة إلى تحول دبلوماسي كبير، كونها المحطة السابعة في جولة إقليمية للرئيس السوري تهدف إلى كسر العزلة العربية عن دمشق، بعد سنوات من القطيعة التي فرضتها مواقف سياسية وتحولات إقليمية معقدة.
دعم خليجي منسّق: التزام جديد تجاه سوريا
وفي تصريحات أدلى بها على هامش اجتماع مجلس التعاون الخليجي، شدد وزير الخارجية الكويتي على أن هناك توافقا خليجيا لدعم سوريا في هذه المرحلة الحساسة، وهو ما يعكس توجها جديدا داخل المنظومة الخليجية نحو إعادة دمج سوريا في المشهد العربي والدولي.
وقال اليحيا، إن هذه الخطوة ليست منفصلة عن التطورات السياسية الجارية، بل تأتي في سياق مبادرة خليجية متكاملة تهدف إلى مساعدة سوريا في استعادة استقرارها، وسيادتها، ووحدة أراضيها.
السفارة السورية تفتح أبوابها مجدداً
والإعلان عن قرب افتتاح السفارة السورية في الكويت هو مؤشر واضح على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى سابق عهدها.
ويُنتظر أن يسهم هذا التطور في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، لا سيما في ظل وجود جالية سورية كبيرة في الكويت تُقدّر بنحو 200 ألف شخص.
الملف الاقتصادي: دعم ملموس من الكويت
ولا يقتصر الدعم الكويتي لسوريا على الجانب الدبلوماسي، بل يمتد إلى الجانب الاقتصادي.
فقد قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لسوريا 28 قرضاً بقيمة إجمالية تبلغ 333 مليون دينار كويتي، أي ما يعادل نحو 1.085 مليار دولار.
ويُعد هذا الدعم أحد أبرز أوجه التعاون بين الجانبين في مرحلة ما بعد الحرب، ويعكس التزاماً كويتياً فعلياً بمساعدة سوريا على التعافي.
الرؤية الخليجية.. أمن سوريا من أمن المنطقة
أكدت المحادثات بين الجانبين على أهمية دور المجتمع الدولي في ضمان أمن سوريا واستقرارها، كما شددت على ضرورة صون سيادتها ووحدة أراضيها. وأشار الجانب الكويتي إلى أن دعم سوريا يصب في مصلحة الأمن القومي العربي، ويعزز مسيرة العمل العربي المشترك.
اقرأ أيضًا: “ديارنا” و”سكن مصر” يزينان المدينة.. 5000 وحدة إسكان اجتماعي في القاهرة الجديدة
نحو إعادة التموضع الإقليمي لسوريا
زيارة الشرع إلى الكويت ليست مجرد محطة دبلوماسية، بل جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تموضع سوريا في النظام الإقليمي والدولي.
وبحسب مراقبين، فإنَّ عودة العلاقات مع دول مثل الكويت تمثل خطوة مهمة نحو استعادة دمشق لمكانتها في المحيط العربي، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة التي أعادت الملف السوري إلى واجهة الاهتمام الخليجي.