الكويت تفرج عن سجناء أمريكيين لديها بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة

أفرجت الكويت عن مجموعة من السجناء الأمريكيين، بينهم محاربون قدامى ومتعاقدون عسكريون كانوا محتجزين لسنوات بتهم تتعلق بالمخدرات، في خطوة يُنظر إليها على أنها بادرة حسن نية تعزز العلاقات الثنائية بين الكويت والولايات المتحدة.
جاء هذا التطور في أعقاب زيارة حديثة إلى المنطقة قام بها آدم بوهلر، المبعوث الأعلى لشؤون الرهائن في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتزامن مع جهود الحكومة الأمريكية المستمرة لاستعادة مواطنيها المسجونين في الخارج.
تفاصيل عملية الإفراج
بحسب ما أفاد جوناثان فرانكس، المستشار الخاص المعني بقضايا المعتقلين الأمريكيين، فقد رافق مجموعة السجناء المفرج عنهم في رحلتهم من الكويت إلى نيويورك.
وأعرب فرانكس عن امتنانه للحكومة الكويتية على “اللفتة الإنسانية الكريمة”، مشيرًا إلى أن موكليه يؤكدون براءتهم، كما أعرب عن أمله في أن يشمل الإفراج المزيد من الأمريكيين المحتجزين في الكويت.
ولم تكشف السلطات الأمريكية أو الكويتية عن أسماء السجناء الذين تم الإفراج عنهم، كما لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية بشأن هذه الخطوة حتى الآن.
الشراكة العسكرية بين الكويت وأمريكا
تُعتبر الكويت حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تجمع بين البلدين شراكة عسكرية وطيدة تعود إلى حرب الخليج عام 1991، عندما قادت الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا لطرد القوات العراقية من الكويت بعد غزو صدام حسين.
وتؤكد تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الشهر الماضي أن الولايات المتحدة لا تزال “ثابتة في دعم سيادة الكويت ورفاهية شعبها”.
الإفراجات ضمن جهود أوسع لإعادة الأمريكيين المحتجزين
منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تمكنت إدارته من تأمين الإفراج عن عدد من المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج، بما في ذلك المعلم الأمريكي مارك فوغل الذي أُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى مع روسيا، إضافة إلى، الإفراج عن مواطن أمريكي مسجون في بيلاروسيا.
لكن السجناء الأمريكيين الذين أُفرج عنهم في الكويت لم يُصنفوا من قبل الحكومة الأمريكية على أنهم “معتقلون ظلماً”، وهو التصنيف الذي يمنح الأولوية لمعالجة قضاياهم عبر المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن.
ومع ذلك، يأمل دعاة الإفراج عن المحتجزين أن تتبنى إدارة ترامب نهجًا أكثر مرونة لضمان إطلاق سراح المزيد من الأمريكيين المسجونين في الخارج.
وفي هذا السياق، صرح جوناثان فرانكس قائلًا: “الحقيقة المحزنة هي أن هؤلاء الأمريكيين تُركوا في السجن لسنوات بسبب سياسة خاطئة كانت، قبل تولي الرئيس ترامب منصبه، تتخلى فعليًا عن الأمريكيين في الخارج الذين لم يتم تصنيفهم كمعتقلين ظلماً”.
وأضاف: “تُظهر هذه الإفراجات ما يمكن تحقيقه عندما تعطي الحكومة الأمريكية الأولوية لإعادة مواطنيها إلى الوطن”.
اقرأ أيضًا .. نمو أرباح الصناعات القابضة الكويتية بنسبة 137% في 2024
آفاق مستقبلية للتعاون بين الكويت وأمريكا
يشير المراقبون وفقًا لوكالة أنباء أسوشيتد برس إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والكويت في مجال إعادة المعتقلين الأمريكيين، خاصة مع استمرار الجهود الدبلوماسية لتسوية أوضاع المحتجزين الأمريكيين في دول أخرى.
كما يُتوقع أن تُسهم هذه الإفراجات في تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، لا سيما في ظل الشراكة الاستراتيجية بينهما.