“اللعبة لم تنتهِ”.. مستشار خامنئي يصدم أمريكا حول مصير المواد النووية في إيران| ماذا قال؟

في تطور لافت في مسار التصعيد العسكري بين إيران وأمريكا، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إن الهجمات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية “ليست نهاية اللعبة”، مشدداً على أن “المواد المخصبة لا تزال سليمة”، في رسالة تهدف لتقليل أثر الضربة وإظهار استمرارية البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف شمخاني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية أن “المعرفة الوطنية والإرادة السياسية لا تزال قائمة”، مشيراً إلى أن “المبادرة السياسية والعملياتية في أيدي الطرف الذي يعرف كيف يلعب بذكاء ويتجنب إطلاق النار العشوائي”، مؤكداً: “المفاجآت ستستمر”.
هيئة الطاقة الذرية الإيرانية: سنبني من جديد
من جهتها، حاولت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية امتصاص وقع الضربة الأمريكية على موقع “فوردو”، إذ أعلنت أن “المواقع النووية سيُعاد بناؤها بسرعة”، متعهدة بأن “النشاط النووي سيستمر بقوة أكبر”.
ونفذت أمريكا غارات جوية فجر الأحد على منشآت نووية إيرانية، في أول تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة في الصراع القائم بين طهران وتل أبيب، رغم تأكيد الإدارة الأميركية مراراً أنها “ليست في حالة حرب مع إيران”.
وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن الغارات استخدمت قنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، وأسفرت عن تدمير جزئي للجبل الذي يحتضن منشأة فوردو النووية شديدة التحصين.
طهران ترد بصواريخ على تل أبيب
وفي أول رد عسكري على الغارات، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية استهدفت إسرائيل، وأدت إلى سقوط عشرات الجرحى وتدمير عدة مبانٍ في مدينة تل أبيب، في رسالة واضحة على استمرار طهران في سياسة الردع المتبادل.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريح أدلى به من إسطنبول، أن طهران “لن تفكر في الدبلوماسية قبل تنفيذ ردها”، مشدداً على أن “الولايات المتحدة أظهرت عدم احترامها للقانون الدولي، وإنها لا تفهم إلا لغة القوة”.
تصريح عراقجي يؤشر إلى أن إيران قد تستبعد أي مسار تفاوضي قبل تنفيذ رد شامل على الهجوم الأميركي، ما يفتح الباب أمام تصعيد جديد في المنطقة.
أمريكا في “حرب مع البرنامج النووي” وليس مع إيران
في المقابل، قال نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الأحد، إن بلاده “ليست في حالة حرب مع إيران”، وإنما تخوض مواجهة مباشرة مع “برنامجها النووي”، في تأكيد على أن العمليات العسكرية لا تستهدف تغيير النظام الإيراني، بل تقويض قدراته النووية.
وفي تصريحات لشبكة ABC News، قال فانس إن “الرئيس دونالد ترمب اتخذ قراراً حاسماً بإضعاف البرنامج النووي الإيراني”، مضيفاً: “نعلم أنه سيمضي وقت طويل جداً قبل أن تتمكن إيران من بناء سلاح نووي إذا أرادت ذلك”.
مساران مفتوحان بين إيران وأمريكا
وحول ما إذا كانت الضربات الأميركية تمهيداً لاستهداف أعلى رموز السلطة في إيران، قال فانس في مقابلة مع شبكة NBC News إن “الأمر يعود إلى الإسرائيليين”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الولايات المتحدة “لا تهدف إلى تغيير النظام الإيراني”، بل تسعى لإنهاء البرنامج النووي وفتح باب الحوار على “تسوية طويلة الأمد”.
ختم فانس بالقول إن “الولايات المتحدة لم تنسف الدبلوماسية، وما زالت تؤمن بوجود مسارين الأول عسكري لوقف التهديد النووي، والثاني تفاوضي في حال أبدت إيران استعداداً”، داعياً طهران إلى “سلوك المسار الذكي”.
اقرأ أيضا
ترامب يلوّح بالسيناريو الأصعب.. هل تتجه الولايات المتحدة نحو تغيير النظام في إيران؟