المانجروف سلاح مصر لمواجهة التغيرات المناخية.. وخطة حكومية للتوسع في زراعتها

المانجروف أشجار تسعى مصر إلى التوسع في زراعتها نظرًا لفوائدها الكبيرة في مواجهة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في قطاعات غذائية وعلاجية عديدة.
كما أن أشجار المانجروف يمكن اعتبارها بيئة مناسبة لمعيشة وتغذية وتكاثر الأسماك الاقتصادية والمهمة في البحر الأحمر على وجه التحديد مثل أسماك المرجان، البوري، السيجان، القاصة، البياض، الأنشوجة، وسمك النهاش، كما أن بيئة المانجروف المائية تناسب معيشة الأنواع المهددة بالانقراض كعروس البحر، السلاحف البحرية، أسماك الراية.
ما هي أشجار المانجروف؟

هي نباتات تعيش في البيئات الشاطئية المالحة، وتوجد بكثرة في المناطق الاستوائية، وعلى المستوى العالمي يوجد نحو 100 نوع من هذه النباتات تنتمي إلى 18 فصيلة و23 جنسًا موزعة حول المناطق الاستوائية، في حين يوجد العدد الأكبر منها وهو 65 نوعًا في منطقة جنوب شرق آسيا، بينما يوجد نحو 11 نوعًا في العالم الجديد ومنطقة الكاريبي.
اقرأ أيضًا: الكيلو بأكثر من 70 ألف جنيه.. هل تنجح مصر في زراعة الزعفران بمساحات كبيرة؟
وتحتوي أشجار المانجروف على جذور سائدة تسمى الجذور التنفسية تعمل على تقليل تيارات المد والجزر وتسبب ترسبًا في الطين، كما تنبت بذور هذا النبات وهي ما تزال على الأشجار الأم وتسقط البادرات وتطفو في الماء إلى أن تثبت نفسها في الماء الضحل حيث تظهر الجذور النامية ربما لتكون جزيرة جديدة.
زراعة المانجروف في مصر

في إطار خطة مواجهة التغيرات المناخية، أطلقت مصر عدة مشروعات لإعادة تأهيل وتوسيع غابات المانجروف بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية، حيث تم إنشاء العديد من المشاتل في مناطق مثل سفاجا، شلاتين، ومحمية نبق بجنوب سيناء، بهدف إنتاج آلاف الشتلات سنويًا وزراعتها على مساحات تصل إلى 500 فدان.
اقرأ أيضًا: فاكهة الآلام.. مصر تتوسع في زراعة الباشون فروت بعد بدء تصديره
وتنتشر غابات المانجروف في الوقت الحالي على سواحل البحر الأحمر، خاصة في مناطق مثل مرسى علم، سفاجا، شلاتين، وجنوب سيناء، وذلك نظرًا لدورها في حماية الشواطئ حيث تعمل جذور المانجروف على تثبيت التربة ومنع التآكل الناتج عن الأمواج والعواصف، مع دعم التنوع البيولوجي لأن تلك الأشجار توفر بيئة مناسبة لتكاثر العديد من الكائنات البحرية والبرية، بما في ذلك الأسماك والطيور.
فوائد كبيرة لأشجار المانجروف

من جانبه أكد د.سيد خليفة نقيب الزراعيين مدير مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر، أن أشجار المانجروف لها العديد من الفوائد ومن بينها أنها تعمل على تنقية المياه من المعادن الثقيلة، كما يتميز بقدرة فائقة على امتصاص وتخزين الكربون بمعدل أسرع تجعلها حيوية في مكافحة تغير المناخ.
اقرأ أيضًا: الكيلو بـ 500 جنيه.. مصر تتوسع في زراعة الجوافة الحمراء
وقال “خليفة”: توفر أشجار المانجروف مناطق حماية للنحل من الظروف القاسية، مثل الطقس البارد والجفاف والأمطار الموسمية والفيضانات، موضحا أنه عندما تزهر أشجار المانجروف فإن الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل ويكون ذا نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ للغاية، كما تلقى أنواع العسل الناتج عن زهور المانجروف إقبالاً كبيرًا لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة وارتفاع أسعاره مقارنة بالأنواع الأخرى من العسل.
وأشار “خليفة” إلى أنه يمكن الإستفادة من مشروع تنمية غابات المانجروف لأنها تعد أحد المراعي المتميزة لتغذية النحل، لإنتاج أفخر أنواع عسل النحل في العالم والأغلي من ناحية القيمة الغذائية، فضلاً عن أنه الأعلى سعرًا في الأسواق الدولية، وأوضح أن إقامة مناحل في هذه الغابات يوفر فرص عمل جديدة.
معدلات عالية في تخزين الكربون

من ناحية أخرى أشار تقرير لقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة إلى أن كافة الدراسات العلمية تؤكد أن غابات المانجروف تخزن الكربون بنسبة من 3-4 مرات أكثر من الغابات الاستوائية وهو ما يطلق عليه “الكربون الأزرق”، وأضاف التقرير أن التوسع في زراعة غابات المانجروف وتحديدًا على ساحل البحر الأحمر يساهم بقوة في التخفيف من آثار التغيرات المناخية على المنطقة، وتحويلها إلى أحد المقاصد السياحية.
اقرأ أيضًا: تشجير محاور القاهرة الكبرى.. البداية بالدائري والزراعة تورد 1.3 مليون شجرة
وأكد التقرير أن التوسع في زراعة تلك الأشجار هو أحد طموحات الدولة، كما أنه يعد نموذجا للاقتصاد الأخضر، وأشار إلى أن مصر لديها خطة طموحة للتوسع في غابات المانجروف بمواصلة خطة التوسع في أحد أكبر مشروعات لهذه الغابات علي سواحل البحر الأحمر للمساهمة في تحقيق قيمة اقتصادية تجنيها الدولة من هذه الغابات وتحسين الأوضاع البيئية في المنطقة لصالح السكان ومواجهة مخاطر التغيرات المناخية.