سياحة

المتحف المصري الكبير بالقاهرة يفتتح أبوابه بعد انتظار دام 11 عامًا

الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير

من المقرر أن يستقبل المتحف المصري الكبير بالقاهرة، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة، الزوار هذا الشهر، في خطوة تمثل إنجازًا كبيرًا في قطاعي الثقافة والسياحة في مصر، بحسب ما نشرته الإندبندنت البريطانية.

بعد تأخير دام 11 عامًا بسبب سلسلة من العقبات اللوجستية والسياسية والمالية، بدأ هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته مليار دولار يؤتي ثماره أخيرًا. وبحسب خاص عن مصر، يأمل الخبراء أن يصبح المتحف نقطة محورية لجهود مصر لجذب المزيد من السياح والاحتفال بتراثها القديم.

تم تصميم المتحف لاستيعاب بعض من أكثر الآثار قيمة في العالم، ويسجل تاريخ مصر الغني تحت حكم الفراعنة. على الرغم من أن الافتتاح الأولي لن يوفر سوى إمكانية الوصول إلى قاعات معينة، فمن المتوقع أن يكون المتحف بالكامل مفتوحًا للجمهور بحلول أوائل عام 2025.

الافتتاح الجزئي في أكتوبر

في حين شهد المتحف المصري الكبير تأخيرات كبيرة، تشير التقارير الأخيرة إلى أنه قد يُسمح للزوار بالدخول في وقت مبكر من يوم الأربعاء 16 أكتوبر، لافتتاح جزئي. أكد فيليب بريكنر، مدير Discover Egypt، في بودكاست السفر الخاص بصحيفة الاندبندنت أن العديد من المعارض ستكون متاحة للعرض العام بحلول نهاية أكتوبر. كشف بريكنر، “سمعت أنه سيكون هناك افتتاح جزئي قبل نهاية أكتوبر”، مما يشير إلى بداية طرح تدريجي للمعارض الموسعة للمتحف.

أفادت التقارير أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي وافق على افتتاح العديد من قاعات العرض، على الرغم من أن مجموعة توت عنخ آمون الشهيرة عالميًا ستظل في المتحف المصري الحالي في ميدان التحرير في الوقت الحالي.

عجائب معمارية

يضم بهو المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير، المفتوح حاليًا للزوار، تمثالًا يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا لرمسيس الثاني يعود تاريخه إلى أكثر من 3200 عام. إن الحجم الهائل للتمثال هو لدرجة أن هيكل المتحف تم بناؤه حوله. تتكون الصالة الرئيسية للمتحف المصري الكبير من 12 قاعة، كل منها مصنفة حسب السلالة، ومن المتوقع أن تفتح تدريجيًا حتى الافتتاح الرسمي في عام 2025.

من المقرر أن يعرض المتحف الجديد آلاف القطع الأثرية من مصر القديمة، مما يخلق واحدة من أكثر مجموعات التاريخ المصري شمولاً في العالم. ومع ذلك، فإن التأخير في نقل مجموعة الملك توت قد ترك بعض الزوار بخيبة أمل، على الرغم من أن الفرصة لاستكشاف الآثار النادرة الأخرى لا تزال تعد بأسر عشاق التاريخ.

تعزيز قطاع السياحة في مصر

تنتظر صناعة السياحة في مصر، التي واجهت تحديات بسبب التوترات الإقليمية والجائحة العالمية، بفارغ الصبر الافتتاح الرسمي للمتحف كدفعة اقتصادية محتملة. يوفر مطار أبو الهول الدولي، الذي افتُتح العام الماضي، سهولة الوصول إلى الأهرامات والمتحف المصري الكبير دون الحاجة إلى السفر عبر شوارع القاهرة المزدحمة. ومن المتوقع أن يسهل المطار الجديد تدفق السياح الدوليين، الحريصين على استكشاف المعالم الأسطورية في مصر.

كما يستعد منظمو الرحلات لزيادة الاهتمام، حيث أعلنت شركة إيزي جيت عن إطلاق رحلات مرتين أسبوعياً من مطار جاتويك في لندن إلى الأقصر اعتباراً من نوفمبر. إن قطاع السياحة في مصر أمر بالغ الأهمية لاقتصادها، وكما أشار بريكنر، “الحياة المصرية في الشارع، في المحلات التجارية، والفنادق، وعلى متن السفن السياحية طبيعية تمامًا – وغير مدركة تمامًا للأحداث في الخارج وفي البلدان المجاورة”.

أقرا أيضا.. مصر تلغي تأشيرات الدخول المسبقة للمواطنين الكنديين  

وعلى الرغم من المخاوف بشأن عدم الاستقرار الإقليمي، وخاصة في الشرق الأوسط، تظل مصر وجهة آمنة نسبيًا للسياح. وأضاف بريكنر، مؤكدًا على أهمية قطاع السياحة في الحفاظ على اقتصاد البلاد واقفًا على قدميه: “مصر في احتياج شديد إلى السياحة. ومصدر دخلها الرئيسي، قناة السويس، متأثر بشدة في الوقت الحالي”.

المخاوف الأمنية ونصائح السفر

زادت الحكومة المصرية بشكل كبير من وجودها الأمني ​​لحماية البنية التحتية الحيوية وضمان سلامة السياح. تم إنشاء ضباط أمن مسلحين ونقاط تفتيش على الطرق، وخاصة في المناطق التي يرتادها الزوار الأجانب.

استكشاف مصر خارج المتحف المصري الكبير

بالإضافة إلى الافتتاح المتوقع للمتحف المصري الكبير، هناك اكتشافات جديدة وتوسيع الوصول إلى المواقع الأثرية على طول نهر النيل. وفقًا لبريكنر، فتحت الجهود الأخيرة مقابر ومناطق جديدة بالقرب من الأقصر، بما في ذلك وادي النبلاء ووادي العمال، والتي كانت في السابق غير متاحة للسياح. تمثل هذه التطورات، جنبًا إلى جنب مع المتحف المصري الكبير، التزام مصر باستعادة مكانتها كوجهة سياحية عالمية رائدة.

زر الذهاب إلى الأعلى