المتحف المصري الكبير يفتتح 12 صالة عرض جديدة قبل الافتتاح النهائي 

بعد عقدين من بدء العمل الأولي، اتخذ المتحف المصري الكبير في القاهرة خطوة مهمة نحو افتتاحه النهائي الذي طال انتظاره، وذلك وفقا لما نشرته مجلة أتالايار الإسبانية.

في 16 أكتوبر، كشف المتحف عن 12 معرضًا جديدًا، تعرض ما يقرب من 24000 قطعة أثرية من الحضارة المصرية القديمة. تمثل هذه المجموعة ما يقرب من ربع إجمالي المعارض التي ستكون متاحة عند افتتاح المتحف رسميًا.

اعتبارًا من مارس 2023، أصبح المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير متاحًا للزوار، مع تماثيل تزين البهو الكبير والسلالم المؤدية إلى مساحات العرض. إن الإضافة الأخيرة لهذه المعارض تقرب العالم من تجربة الروعة الكاملة لما يُتوقع أن يكون أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة.

مشروع ضخم يواجه تحديات تاريخية

لقد اتسمت رحلة تطوير المتحف المصري الكبير بالعديد من التحديات منذ إنشائه. فقد ظهرت فكرة بناء هذا المتحف في عام 1992، وبدأ البناء رسميًا في عام 2004. ومع ذلك، أدى عدم الاستقرار خلال الربيع العربي والاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 إلى تأخير تقدمه.

جدير بالذكر أن افتتاح المتحف الذي كان من المقرر أن يتم في عام 2022، وهو عام ذو أهمية مزدوجة في مجال علم المصريات، قد تأجل. فقد شهد ذلك العام مرور مائتي عام على فك جان فرانسوا شامبليون لشفرة النص المصري القديم من خلال حجر رشيد (1822)، ومئوية اكتشاف هوارد كارتر التاريخي لمقبرة توت عنخ آمون (1922).

على الرغم من هذه العقبات، يقترب المتحف من الاكتمال، حيث يتوقع العديد من الخبراء أن الافتتاح الكامل قد يتم في أواخر عام 2024 أو أوائل عام 2025. ومن شأن مثل هذا الحدث أن يدل على تتويج 20 عامًا من الجهد والمثابرة.

اقرأ أيضًا: النساء الأمريكيات يُضربن عن ممارسة الجنس احتجاجًا على رئاسة ترامب

موضوعات غامرة وسياق تاريخي في المتحف المصري

توفر المعارض التي تم افتتاحها حديثًا للزوار تجربة غامرة تتمحور حول ثلاثة موضوعات رئيسية: المجتمع والملكية والمعتقدات. يتم تقديم هذه الموضوعات من خلال استكشاف زمني لتاريخ مصر، بما في ذلك المملكة القديمة والمملكة الوسطى والمملكة الحديثة والفترة اليونانية الرومانية.

تشتمل كل منطقة موضوعية على أربع غرف، مما يسمح للضيوف بالاختيار بين رحلة ثقافية وموضوعية أو جولة زمنية شاملة.

يسلط تصميم المتحف الضوء على عظمة مجموعته. يتم الترحيب بالزوار من خلال تمثال الفرعون رمسيس الثاني المهيب الذي يبلغ وزنه 80 طنًا، والذي تم وضعه لالتقاط ضوء الشمس في يومين خاصين كل عام: ذكرى ميلاده وتتويجه.

إن الدرج المؤدي إلى صالات العرض مزين بتماثيل من عصور مختلفة من التاريخ المصري، مما يمهد الطريق لرحلة تربط بين آلاف السنين.

رؤية عظيمة على وشك التحقق

يقع المتحف المصري الكبير على بعد كيلومترين فقط من أهرامات خوفو وخفرع الشهيرة، ويعد بتجربة لا مثيل لها، حيث يربط الزوار بقلب مصر القديمة من خلال مساحة شاسعة ومتطورة. وسوف يربط شارع كبير المتحف مباشرة بهذه العجائب القديمة، مما يؤكد دوره كجسر بين الماضي والحاضر.

مع اقتراب المتحف المصري الكبير من الكشف الكامل عنه، يتزايد الترقب لما يأمل الكثيرون أن يكون حدثًا بارزًا في الحفاظ على التاريخ البشري والاحتفال به.

مع أكثر من 100000 قطعة أثرية تنتظر العرض، يعد الافتتاح النهائي بوضع المتحف المصري الكبير كمركز لا مثيل له لعلم المصريات وشهادة على المرونة والطموح وراء أحد أهم المشاريع الثقافية في العالم.