سياسة

المجر تسعي للاستفادة من تجربة مصر في مجال التطوير النووي

أبرز وزير الخارجية والتجارة المجري، بيتر سيارتو، مؤخرًا الأهمية الاستراتيجية لمصر في حماية أوروبا من الهجرة غير الشرعية خلال زيارته للقاهرة.

وفقا لتقرير نشره موقع هنجاريا توداي، أكد سيارتو خلال المناقشات مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، على التحديات المشتركة التي تواجهها الدولتان بسبب قربهما من مناطق الصراع والدور المهم الذي تلعبه مصر في حماية حدود أوروبا.

التحدي المشترك: حماية الحدود وسط الصراع

خلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد سيارتو على الخبرات المتبادلة بين المجر ومصر في التعامل مع الهجرة غير الشرعية، وخاصة بالنظر إلى موقعهما الجغرافي بالقرب من المناطق المضطربة. وقال: “كلا البلدين يقعان في جوار الصراع المسلح والحرب، وكلا منا يواجه تحديات الهجرة غير الشرعية الجماعية”. تعكس تعليقاته نظرة المجر لمصر كشريك حاسم في الأمن الأوروبي، وخاصة فيما يتعلق بإدارة الحدود.

أقرا ايضا.. زيادة واردات مصر من الغاز الطبيعي المسال تضغط على الأسواق العالمية

ذهب سيارتو إلى حد وصف مصر بأنها “معقل” أوروبا ضد الهجرة غير الشرعية، ووصفها بأنها ضمانة أكثر فعالية من بروكسل. وقال: “من الغريب أن الوضع اليوم هو أن بروكسل هي التهديد والقاهرة هي الحماية لأوروبا فيما يتعلق بالهجرة”، مؤكداً على عدم كفاية سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي. ويشير هذا البيان إلى إحباط المجر من سياسات الاتحاد الأوروبي ومحورها الاستراتيجي نحو الشراكات مع دول خارج الاتحاد الأوروبي.

دور الاتحاد الأوروبي في دعم مصر

حث وزير الخارجية المجري الاتحاد الأوروبي على تقديم المساعدة المالية لمصر من خلال مرفق السلام الأوروبي، معترفاً بالحدود الواسعة للبلاد كخط دفاع أمامي ضد موجات الهجرة المحتملة. وأشار سيارتو إلى أنه إذا خففت مصر من ضوابطها الحدودية، فإن أوروبا ستواجه “موجة هجرة صعبة للغاية”.

تؤكد دعوة سيارتو للحصول على دعم الاتحاد الأوروبي على قلق أوسع نطاقاً من أن أزمة الهجرة في أوروبا قد تتفاقم إذا لم يتم توفير الموارد الكافية للدول الواقعة على خط المواجهة مثل مصر. وتتوافق هذه الحجة مع موقف المجر الراسخ الذي يدعو إلى سياسات أكثر صرامة للسيطرة على الهجرة داخل أوروبا.

يتفق الخبراء في مجال الهجرة وأمن الحدود على أن دولاً مثل مصر، التي تقع عند مفترق طرق الهجرة الأفريقية والشرق الأوسط، تلعب دوراً محورياً في إدارة تدفقات الهجرة نحو أوروبا. ويزعم محللو الأمن أن العبء المالي واللوجستي على مصر كبير، وأن الدعم المستدام من جانب الاتحاد الأوروبي يمكن أن يعمل على استقرار ليس فقط أنماط الهجرة ولكن أيضاً الأمن الإقليمي.

الموقف المؤيد للسلام والتعاون النووي

بالإضافة إلى الهجرة، سلط سيارتو الضوء على الموقف المشترك المؤيد للسلام بين المجر ومصر، وخاصة فيما يتعلق بالحرب الجارية في أوكرانيا. وعلى الرغم من عدم تورط أي من البلدين بشكل مباشر، فقد عانى كل منهما من عواقب اقتصادية مثل التضخم، وكرر سيارتو معارضته للتصعيد العسكري.

كما شدد على أن “إمدادات الأسلحة لن تنهي الحرب بالتأكيد”، داعياً إلى وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام كحل أكثر استدامة. ويعكس هذا الموقف موقف السياسة الخارجية الأوسع للمجر، والذي فضل باستمرار القرارات الدبلوماسية على التدخل العسكري.

بعيداً عن الأمن، أسفر الاجتماع بين سيارتو وعبد العاطي عن اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية وتطوير البنية الأساسية. وتنظر المجر، التي تحرص على التعلم من تجربة مصر في مجال التنمية النووية، إلى هذه التعاونات باعتبارها ضرورية لتعزيز أهدافها في مجال استقلال الطاقة. كما تلعب الشركات المجرية دوراً متزايداً في البنية الأساسية في مصر، وخاصة في بناء السكك الحديدية وتركيب كابلات الألياف الضوئية.

أكدت زيارة سيارتو على العلاقة الاستراتيجية بين المجر ومصر، حيث تعمل على توحيد البلدين في القضايا الأمنية والاقتصادية الرئيسية. وأعرب الوزير المجري عن تفاؤله بأن التعاون السياسي سيستمر في تعميق العلاقات الاقتصادية بين الشركات المجرية والمصرية، وتعزيز شراكتهما.

 

زر الذهاب إلى الأعلى