المدرعة “فهد” فخر التصنيع العسكري المصري.. قصة نجاح منذ 4 عقود وآمال واعدة للتصدير
تُعد ناقلة الجند المدرعة المصرية “فهد 300” نموذجًا حيًا على التطور المتسارع الذي تشهده الصناعات الدفاعية في مصر، حيث تمثل المدرعة فخر الإنتاج العسكري الوطني، وقدرة حقيقية على المزج بين الابتكار المحلي والتكنولوجيا العالمية. في خطوة جديدة تعكس تطور الصناعة الدفاعية المصرية.
المدرعة المصرية فهد .. فخر الصناعة العسكرية للهيئة العربية للتصنيع
بفضل تصميمها العصري ومرونتها العالية في البيئات القتالية الوعرة، تُصنف “فهد 300” اليوم كواحدة من أفضل المركبات المدرعة متعددة المهام في المنطقة، بما تتمتع به من حماية باليستية متقدمة، وسرعة تكتيكية، وتعدد في التكوينات لتلائم مختلف السيناريوهات العملياتية، وهو ما جعلها خيارًا موثوقًا لدى العديد من الجيوش حول العالم.
وكشفت مصر مؤخرًا عن النسخة الأحدث من ناقلة الجند المدرعة محلية الصنع “فهد 300HL”، والتي صُممت وطُورت بأيدٍ مصرية بالتعاون بين الهيئة العربية للتصنيع والقوات المسلحة المصرية.
وتأتي هذه النسخة المطوّرة استجابةً للتهديدات غير النمطية وساحات القتال المعاصرة، حيث جرى تحسين الحماية الباليستية والقدرات الحركية، إلى جانب تجهيزات قتالية وإلكترونية متقدمة.
المدرعة فهد ليست فقط قصة تصنيع محلي، بل قصة نجاح في التصدير أيضًا، حيث وجدت طريقها إلى أكثر من عشر دول حول العالم.
خلفية تاريخية وتطور صناعي
بدأت مصر تصنيع المدرعة “فهد” عام 1985 بالتعاون مع شركة Thyssen الألمانية سابقًا (Rheinmetall حاليًا)، ثم تولّت مصنع “قادر” التابع للهيئة العربية للتصنيع مسؤولية التطوير الكامل والإنتاج المحلي.
ومنذ ذلك الحين، خضعت “فهد” لسلسلة تحديثات شملت أنظمة الدفع والتسليح والحماية، ما أهلها لتصبح حجر زاوية في منظومة العربات المدرعة المصرية ولعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز قدرات الأمن الداخلي، ومهام حفظ السلام، والعمليات العسكرية.
اقرأ أيضاً.. أمريكا تطلق مشروع “جوست” بـ100 مليون دولار.. هل هي الطائرة المسيرة الأقوى؟
مواصفات فنية للنسخة الأحدث “فهد 300HL”
المحرك والمنظومة الحركية:
المحرك: Cummins ISBe2 ديزل بقوة 300 حصان
ناقل حركة أوتوماتيكي
الدفع: رباعي 4×4 مع إمكانية العمل في الأراضي الوعرة
الأداء والمرونة:
المدى على الطرق الممهدة: 700 كم بسرعة قصوى 100 كم/ساعة
المدى على الطرق غير الممهدة: 500 كم بسرعة 65 كم/ساعة
القدرة على اجتياز المنحدرات حتى 60%
إمكانية العمل في درجات حرارة تصل إلى 55 درجة مئوية
الحمولة والطاقم:
الطاقم: سائق + قائد + من 7 إلى 10 أفراد
الحمولة: حتى 2 طن
الوزن الإجمالي: 17 طن
منظومات الحماية والتدريع
تم تطوير البدن السفلي للمدرعة بتصميم على شكل حرف V لتعزيز الحماية من الألغام والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى:
دروع جانبية وسفلية مقاومة للطلقات الخارقة للدروع حتى عيار 7.62×54 مم
حماية باليستية وفق المستوى B7 العالمي
منظومات تشويش وتشتيت ضد الصواريخ الموجهة بالليزر
نسخ متعددة لمهام مختلفة
قُدمت “فهد 300” بعدة نسخ تم الكشف عنها في معرض إيديكس للدفاع
نسخة الإسعاف الميداني:
قادرة على نقل طبيب، سائق، ومسعفين اثنين، إضافة إلى 2–4 مصابين
مزوّدة بتجهيزات طبية للإخلاء تحت النار
النسخة المضادة للطائرات المُسيّرة:
مزودة بنظام “حارس 2” المحلي المضاد للطائرات الصغيرة بدون طيار
تحتوي على منصة RWS للتحكم عن بُعد بالأسلحة
منظومة تشتيت ضد التهديدات الليزرية
نسخ أخرى تشمل: مركبة قيادة وسيطرة .. ومدرعة إصلاح وإنقاذ .. ومركبة نثر ألغام .. وناقلة هاون عيار 120 ملم .. ونسخة المشاة القتالية (IFV) المزودة بمدفع BMP-2 وصواريخ موجهة من طراز “فاجوت” و”كونكورس”
الدول التي اقتنت المدرعة المصرية “فهد”
على مدار عقود، تمكنت مصر من تصدير مدرعة “فهد” إلى أكثر من 12 دولة، شملت: الجزائر (نسخة فهد 240) .. والكويت (من أوائل المتعاقدين) .. والسودان .. والعراق .. وسلطنة عمان .. وبنجلاديش .. ومالي .. وجمهورية الكونغو الديمقراطية .. وفرنسا (لاستخدامها ضمن قوات حفظ السلام الأممية) .. وبوروندي .. وبوركينا فاسو
“فهد” فخر الهيئة العربية للتصنيع ومصنع قادر
تُنتج مدرعة “فهد” داخل مصنع قادر للصناعات المتطورة التابع للهيئة العربية للتصنيع، بالتعاون مع مراكز البحوث العسكرية.
وتُعد المدرعة نموذجًا للنجاح في التصنيع العسكري المصري، كما تعكس جهود مصر في بناء قاعدة صناعية دفاعية مستدامة.
السعر التقريبي والتنافسية
بينما لم يُعلن رسميًا عن سعر المدرعة، تُقدّر تكلفة النسخة الأساسية من “فهد” ما بين 250,000 إلى 350,000 دولار للوحدة حسب التجهيز والتسليح، ما يجعلها منافسًا قويًا في سوق العربات المدرعة متوسطة التكلفة، خاصة للدول النامية الباحثة عن حلول متعددة المهام وموثوقة.
مستقبل واعد لصادرات الدفاع المصرية
تمثل المدرعة “فهد” إحدى قصص النجاح البارزة في مجال الصناعات الدفاعية المصرية، ليس فقط على صعيد التصنيع المحلي، بل أيضًا في مجال الاختراق التصديري لأسواق متعددة في إفريقيا وآسيا وحتى أوروبا.
ومع استمرار تطوير النسخ الجديدة التي تواكب تحديات الحروب الحديثة، يبدو أن مستقبل “فهد” في الساحات القتالية والتصديرية أكثر إشراقًا، خاصة مع السعي المصري لتعزيز الاكتفاء الذاتي والتحول إلى مركز إقليمي لتصنيع الأنظمة الدفاعية.
اقرأ أيضاً.. “بلاك هوك”| مروحية المهام الصعبة.. التفوق الأمريكي في سماء الخطر
