خاص عن العالم

المستقبل بيد دول مجموعة البريكس والدولار سيفقد موقعه أقرب مما نتصور

مجموعة البريكس ليست تحالفاً مناهضاً للغرب بل هي تحالف غير غربي، يهدف إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي

القاهرة (خاص عن مصر)- في مقالته المثيرة والمنشورة بموقع بو ريبورت، يدرس تيري إيتام المشهد العالمي المتطور وتداعيات توسع ونمو مجموعة البريكس وأهميتها المتزايدة، على الرغم من الافتقار الملحوظ إلى الاهتمام من جانب وسائل الإعلام الغربية.

الثروة المعلوماتية وتداعياتها

يشير إيتام إلي أن الاقتصاد البوليفي الذي يحتل المرتبة 93 عالمياً، ومع ذلك يتطلع شعبه إلى نوعية حياة أفضل وصوت في الشؤون العالمية. لذا فإن رغبة بوليفيا في الانضمام إلى مجموعة البريكس ترمز إلى اتجاه أوسع بين الدول التي تسعى إلى إنشاء تحالفات مستقلة عن النفوذ الغربي والبعد عن هيمنة الدولار الأمريكي علي الاقتصاد العالمي.

وبحسب المقالة، أوضح رئيس وزراء الهند، إن مجموعة البريكس ليست تحالفاً مناهضاً للغرب بل هي تحالف غير غربي، يهدف إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي. ويتحدى هذا المنظور فكرة أن الدول الغربية تملي السياسات العالمية وحدها ويسلط الضوء على تطلعات الدول النامية.

أقرا أيضا.. المواجهة الوشيكة مع إسرائيل.. العد التنازلي لضربات عسكرية محتملة على إيران

المشهد الاقتصادي

ينتقد إيتام الهوس الغربي بالتحول في مجال الطاقة مع تجاهل العناصر الأساسية اللازمة للنمو المستدام. ويؤكد أن أهداف الغرب الطموحة المتمثلة في تحقيق صافي انبعاثات صفري، إلى جانب الاعتماد على التصنيع الصيني في التقنيات الحيوية مثل البطاريات، تقوض أمن الطاقة والمرونة الاقتصادية.

ويفترض المؤلف أن دول مجموعة البريكس، التي اعتادت على ندرة الطاقة، تعطي الأولوية للوصول إلى الطاقة وموثوقيتها على المساعي الإيديولوجية.

ومن خلال هذه العدسة، يتضح أن دوافع أعضاء مجموعة البريكس متجذرة في التجارب الحية لشعوبها، الذين لم يعودوا على استعداد لقبول وضع الدرجة الثانية في التسلسل الهرمي العالمي. ويتقاسم المليارات من الناس الشوق إلى وسائل الراحة الحديثة والبنية الأساسية المستقرة، مما يكشف عن تناقض صارخ مع الرضا الغربي.

الإدراك والواقع لأهمية البريكس

يؤكد إيتام على الانفصال بين كيفية إدراك الغرب لمجموعة البريكس وحقائق نفوذها المتزايد. إن تركيز وسائل الإعلام الغربية على الأخبار المثيرة، وإهمال المناقشات الجوهرية حول البريكس في كثير من الأحيان، يقلل من إمكانية فهم أهمية هذا التحالف.

كما يلاحظ، فإن وسائل الإعلام الكبرى تعطي الأولوية للقصص التافهة بينما تهمل التغطية ذات المغزى لأنشطة البريكس وتداعياتها على الجغرافيا السياسية العالمية مشيرا أن المستقبل بيد دول البريكس سواء أحب الغرب ذلك أم لا.

وأشار المقال إلي أراء خبراء مثل فيلينا تشاكاروفا التي قدمت رؤى نقدية حول الشراكات الاستراتيجية التي تتشكل داخل البريكس، مؤكدين على أهمية هذه التحالفات في مواجهة الروايات الغربية. وعلاوة على ذلك، تسلط ملاحظات خافيير بلاس حول اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية الضوء على تعقيدات الترابط الجيوسياسي المتبادل التي تتحدى وجهات النظر التبسيطية لديناميكيات القوة العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى