بعد رحيل بشار.. المسلحون السوريون يشعلون النيران في قبر حافظ الأسد
القاهرة (خاص عن مصر)- في عمل رمزي ومثير للصدمة، أضرم المسلحون السوريون النار في قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد المخلوع، في مسقط رأس العائلة القرداحة، وفقا لما نشرته بي بي سي.
يمثل هذا الحدث لحظة درامية في تاريخ سوريا المضطرب؛ حيث يحتفل من يزعمون أنهم الثوار بنهاية حكم عائلة الأسد الذي دام 54 عامًا.
حرق القبر وسط الاحتفالات
تُظهر مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي المسلحون والشباب المحليين وهم يهتفون بينما يحترق القبر في محافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية.
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القبر، إلى جانب قبور أخرى في الضريح – بما في ذلك قبر باسل الأسد، شقيق بشار الراحل – قد تم تخريبها وإشعال النار فيها. وتشير بعض التقارير إلى أن نعش حافظ ربما تم سحبه من قبره قبل حرقه.
هذا الفعل هو جزء من جهد أوسع نطاقا من قبل المتمردين لتفكيك رموز حكم عائلة الأسد الذي دام عقودا من الزمن. وقد تم إزالة تماثيل وملصقات حافظ وبشار في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضًا: مجموعة الدول السبع الكبرى تدعم الانتقال السوري وقطر تتواصل مع قادتها الجدد
فصل جديد في القيادة السورية
أعلن التحالف المتمرد الذي يقوده الإسلاميون، بقيادة هيئة تحرير الشام، محمد البشير رئيسا بالوكالة لسوريا. وفي حديثه من دمشق، أكد البشير للسوريين على مستقبل شامل.
وقال البشير، داعيا إلى عودة ملايين اللاجئين إلى ديارهم: “بالضبط لأننا إسلاميون، سنضمن حقوق جميع الناس وجميع الطوائف في سوريا”. وأكد على الحاجة إلى الوحدة في إعادة بناء سوريا، التي دمرتها حرب أهلية قتلت أكثر من 500 ألف شخص وشردت نصف السكان.
- المسلحون السوريون في قبر حافظ الأسد – بي بي سي
وعود المتمردين بالشمول
تعهد زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقًا، حينما كان عضوا عامل في تنظيم داعش ثم القاعدة وجبهة النصرة) بالتسامح مع جميع الجماعات والمجتمعات الدينية، وهو ما يمثل انحرافًا صارخًا عن ارتباط مجموعته السابق بتنظيم القاعدة. وفي اجتماع مع شيوخ في القرداحة، وقع زعماء المتمردين على وثيقة تؤكد على التنوع الديني والثقافي في سوريا.
في حين يخشى بعض العلويين – الذين دعموا تاريخيًا نظام الأسد – الانتقام، يعمل المتمردون على حشد الثقة بين مختلف المجتمعات. ودعا المراقبون الدوليون، بما في ذلك مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، إلى ترجمة هذه الرسائل الشاملة إلى أفعال ملموسة.
ردود الفعل الدولية
أعربت الولايات المتحدة عن دعم مشروط للحكومة الجديدة، شريطة أن تنبثق من عملية موثوقة وشاملة. وأكدت واشنطن على أهمية احترام الأقليات في المرحلة الانتقالية.
يمثل سقوط سلالة الأسد نقطة تحول بالنسبة لسوريا. ومع ذلك، فإن الطريق إلى الأمام محفوف بالتحديات. تواجه الحكومة الانتقالية بقيادة البشير مهمة هائلة تتمثل في إعادة بناء أمة ممزقة مع معالجة المخاوف والانقسامات العميقة الجذور.
بينما يحتفل السوريون بنهاية حكم الأسد، يراقب العالم ليرى ما إذا كان المتمردون قادرين على الوفاء بوعودهم بالوحدة والشمول، مما يمهد الطريق لعصر جديد من الأمل وإعادة الإعمار.