المسيرات بالأجواء والتوتر في المنطقة.. كيف يتحمل الأردن تبعات صراع لا يعنيه؟
تشهد المملكة الأردنية، منذ أيام، تكرارا لحوادث سقوط طائرات مسيرة وأجسام طائرة مجهولة في مناطق متفرقة، بالتزامن مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.
ورغم أن تأثير هذه الحوادث على المستوى الأمني العام ما يزال محدودا، إلا أن الجهات المختصة تتابعها بحذر وجدية.
حوادث محدودة ومعالجات فورية
فقد أكدت مديرية الأمن العام، صباح اليوم السبت، تلقيها عدة بلاغات حول سقوط مسيرات وأجسام مشبوهة، موضحة أن الأضرار اقتصرت على منزل ومركبة في منطقة الذنيبة بالرمثا، دون تسجيل إصابات بشرية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
وتمكنت الأجهزة الأمنية والعسكرية من التعامل الفوري مع المواقع المتأثرة، وبدأت التحقيق في ملابسات هذه الوقائع.
وفي الجنوب، أكد شهود عيان سقوط طائرتين مسيرتين في منطقة القطرانة، غير المأهولة، دون وقوع أضرار أو إصابات. وعلى الفور، استجابت الأجهزة الأمنية وعملت على تأمين الموقع والتنسيق مع الجهات الفنية المعنية.
إصابات طفيفة وأضرار في مناطق محدودة
وقبل يومين، شهدت محافظة إربد إصابة مدنيين اثنين نتيجة سقوط مسيرة تم اعتراضها، ما أدى إلى أضرار مادية في منازل ومركبات.
وطوقت الأجهزة الأمنية الموقع ومنعت الدخول إليه حتى انتهاء الإجراءات الأمنية.
كما سُجل سقوط جسم مشبوه على سطح مدرسة في محافظة المفرق، دون تسجيل إصابات لكون المبنى كان خاليا من الطلاب وقت الحادث، وتم اتخاذ إجراءات احترازية من قِبل الكادر الإداري.
الأمن العام: لا خطر شامل ولكن الحذر واجب
ورغم أن الحوادث الأخيرة لم تسفر عن أضرار كبيرة، فإن مديرية الأمن العام شددت في بياناتها على ضرورة عدم الاستهانة بالأجسام المشبوهة التي قد تحتوي على مواد خطرة، سواء كانت متفجرة أو سامة.
ودعت المواطنين إلى عدم الاقتراب من مثل هذه الأجسام، والإبلاغ عنها فورا عبر الرقم 911.
وأكدت المديرية على أهمية التعاون المجتمعي لضمان الاستجابة السريعة والسليمة، مشيرة إلى أن الفرق المختصة مستمرة في مراقبة الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة حسب مقتضى الحال.
موقف ثابت.. أمن المملكة أولا
وفي ظل هذا الوضع، أعاد الأردن تأكيد موقفه الرافض لتحويل أراضيه إلى ساحة نزاع لأي طرف إقليمي.
وأشار الملك عبد الله الثاني، في خطاب له أمام البرلمان الأوروبي، إلى مخاوف من اتساع رقعة المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، لكنه شدد على أهمية تجنب التصعيد الذي قد يؤثر على استقرار دول المنطقة.
وأغلق الأردن، من جانبه، مجاله الجوي مؤقتا في أكثر من مناسبة كإجراء احترازي، وتعاملت دفاعاته الجوية مع أي تهديد محتمل بما يضمن أمن المواطنين والمجال السيادي.
مراقبة مستمرة دون تضخيم
ويؤكد الخبراء أن الأردن، رغم قربه الجغرافي من بؤر التوتر، ما يزال في منأى عن الانخراط المباشر في الصراع، وأن طبيعة الحوادث الأخيرة لا تشير إلى تهديد شامل أو دائم.
ومع ذلك، فإن المتابعة الدقيقة والتأهب الأمني ضروريان لتفادي أي تطورات غير متوقعة.
اقرأ أيضا.. بعد انتهاء موسم الحج 2025.. عودة تأشيرات الزيارة العائلية في السعودية بشروط محدثة وتحذيرات رسمية
ويضيف محللون أن التعامل الرسمي مع هذه الحوادث يعكس توازنا واضحا بين التحوط الأمني وعدم التهويل، مع استمرار التواصل مع الجهات الإقليمية والدولية لتجنب مزيد من التصعيد.
ولا يستدعي الوضع في الأردن، كما تؤكده الوقائع، القلق العام، لكنه يتطلب وعيا شعبيا وتعاونا مستمرا مع الأجهزة الأمنية. فالحوادث الأخيرة، وإن كانت محدودة في نطاقها، تستوجب الحذر دون خلق حالة من الذعر أو المبالغة.
وهذا ما أكدت عليها السلطات في رسالة واضحة مفادها أنه: “لا خطر شامل، ولكن الحذر واجب، والتعاون مسؤولية وطنية”.