المعاناة مازالت مستمرة .. كيف احتفل الفلسطينيون بالذكرى الـ77 لـ النكبة؟

أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة الذكرى الـ77 لـ النكبة، في وقت يعيش فيه قطاع غزة حربًا مدمرة مستمرة منذ أكثر من 19 شهرًا، وسط تصعيد إسرائيلي ممنهج في الضفة الغربية يُهدد بتكرار مشهد التهجير القسري الذي شهده الفلسطينيون عام 1948.
تهديدات إسرائيلية بتكرار النكبة
تأتي الذكرى هذا العام في ظل تزايد الدعوات الإسرائيلية لفرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتهجير سكانه، وهي تصريحات أعادت إلى الأذهان فصول النكبة الأولى، في وقت يشهد فيه عدد من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية إفراغًا شبه كامل من سكانها بسبب العمليات العسكرية.
وفي مطلع مايو، وافق المجلس الأمني الإسرائيلي على خطة تهدف إلى “إعادة السيطرة” على القطاع و”نقل السكان”، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، ما أثار مخاوف جدية من تنفيذ سيناريو التهجير القسري.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه، إن الجيش الإسرائيلي “سيدخل قطاع غزة بكل قوته خلال الأيام المقبلة”.
أرقام الشهداء والنزوح
وبحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، استشهد ما لا يقل عن 52,928 فلسطينيًا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ 2023. ويُقدّر عدد سكان القطاع بنحو 2.4 مليون نسمة، اضطر معظمهم للنزوح مرة واحدة على الأقل منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
وقد تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ مطلع مارس/آذار، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية الصحية والخدمية، وانعدام الأمن الغذائي بشكل غير مسبوق.
فعاليات إحياء ذكرى النكبة
في مدينة رام الله، نُظّمت فعالية مركزية لإحياء ذكرى النكبة، حيث حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية ورايات سوداء كُتب عليها “العودة”، إلى جانب لافتات حملت أسماء القرى والمدن الفلسطينية التي هجّر منها السكان عام 1948.
وانطلقت الفعاليات بوضع أكاليل من الزهور عند ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وشاركت فيها وفود شعبية ورسمية، في وقت دُعي فيه موظفو القطاع العام وطلبة الجامعات والمدارس للمشاركة.
عملية “السور الحديدي” في الضفة
وفي الضفة الغربية المحتلة، تواصل إسرائيل منذ يناير تنفيذ عملية عسكرية واسعة أطلقت عليها اسم “السور الحديدي”، تستهدف بشكل رئيسي مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، وخاصة جنين ونور شمس وطولكرم، ما تسبب بنزوح عشرات الآلاف من سكانها.
وشهدت الضفة منذ بداية الحرب على غزة تصاعدًا غير مسبوق في عمليات الاقتحام والاعتقالات والهجمات الاستيطانية، فيما وثّقت منظمات حقوقية ميدانية استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة ثقيلة ومتفجرات في قلب المناطق المدنية.
النكبة مستمرة
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الفلسطينيين منتصف عام 2025 نحو 5.5 مليون نسمة داخل الأراضي الفلسطينية، في حين يُقدّر عدد الفلسطينيين في الشتات بعشرات الملايين.
وأشار الجهاز في تقريره بمناسبة الذكرى إلى أن عدد الفلسطينيين تضاعف خلال 77 عامًا بنحو عشر مرات، رغم التهجير والاحتلال والاستهداف الممنهج.
ويُحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة هذا العام وهم يواجهون حرب إبادة في غزة، وهجمة تهويد وتفريغ سكاني في الضفة، ما جعل كثيرين يرددون أن “النكبة لم تكن حدثًا واحدًا في 1948، بل هي مشروع مستمر”.
اقرأ أيضًا: في ذكراها الـ77.. ما أوجه الشبه بين نكبة 48 وحرب غزة 2023؟