المغرب يختار المدفع الإسرائيلي ATMOS 2000 بدلًا من الفرنسي Caesar

في خطوة غير متوقعة، قرَّرت المملكة المغربية التعاقد مع شركة “إلبييت سيستمز” (Elbit Systems) الإسرائيلية لتوريد مدافع ذاتية الحركة من طراز ATMOS 2000، متجاوزةً بذلك خيار شراء دفعة جديدة من مدافع “سيزر” (Caesar) الفرنسية التي كانت تعمل ضمن القوات المسلحة الملكية المغربية. يأتي هذا القرار بعد مشكلات تقنية واجهها المغرب مع المدافع الفرنسية، مما دفعه للبحث عن بدائل أكثر موثوقية وكفاءة.
- المدفع الإسرائيلي ذاتي الحركة
المغرب يلغي صفقة “سيزر” الفرنسية لصالح المدفع الإسرائيلي
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية، كان من المتوقع أن تستمر الشراكة العسكرية بين المغرب وشركة “KNDS” الفرنسية، خاصة بعد التقارب السياسي بين البلدين في أواخر عام 2024. ومع ذلك، قررت القوات المسلحة الملكية المغربية التوجه نحو الصناعة الإسرائيلية، مفضلةً مدافع ATMOS 2000 التي أثبتت كفاءتها في الميدان.
وكان المغرب قد حصل في عام 2020 على الدفعة الأولى من مدافع “سيزر” الفرنسية، لكن المشاكل التقنية التي واجهتها هذه الأنظمة أثرت على قرار الرباط بعدم المضي قدمًا في شراء دفعة إضافية، خاصة مع تباطؤ استجابة الشركة الفرنسية لمطالب الصيانة والإصلاح.
- المدفع الإسرائيلي وجها لوجه مع المدفع الفرنسي في المناقصة المغربية
أسباب استبعاد المدفع الفرنسي “سيزر”
أشارت التقارير إلى وجود مشاكل فنية متكررة في مدافع “سيزر” التي حصل عليها المغرب، مما دفع القوات المسلحة الملكية إلى تقديم شكاوى عديدة لشركة “KNDS”. ورغم محاولات الشركة الفرنسية لمعالجة بعض المشكلات، إلا أن بعض المدافع ظلت غير صالحة للتشغيل، ما أثار استياء الجانب المغربي.
إضافةً إلى ذلك، كان المغاربة يتوقعون عروضًا تجارية مرنة وتخفيضات سعرية من الجانب الفرنسي، وهو ما لم يحدث. وبسبب هذا الإحباط، استغلّت شركة “إلبييت سيستمز” الفرصة وقدمت عرضًا تنافسيًا أدى إلى توقيع الصفقة بين الطرفين.
مواصفات المدفع الإسرائيلي ATMOS 2000
يُعد ATMOS 2000 أحد أنظمة المدفعية الحديثة التي تم تطويرها بواسطة شركة سولتام سيستمز (Saltam Systems) الإسرائيلية، والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من مجموعة “إلبييت سيستمز”. يتميز النظام بالخصائص التالية:
– عيار المدفع: 155 مم/52
– المدى الأقصى:
– 41 كم باستخدام قذيفة ERFB-BB طويلة المدى
– 30 كم باستخدام قذيفة HE L15 القياسية للناتو
– 24.5 كم باستخدام القذيفة M107 HE التقليدية
- قذائف مدفعية متعددة عيار 155 مم
– التنقل والمرونة: يتم تثبيته على شاحنة “تاترا” التشيكية، مما يمنحه سرعة حركة وقدرة على العمل في مختلف التضاريس
– أنظمة التحكم والاتصال مجهز بأنظمة تحكم أوتوماتيكية تتيح دقة في الاستهداف والتنقل السريع
تأثير الصفقة على العلاقات العسكرية المغربية الفرنسية
يعتبر اختيار المغرب للمدفع الإسرائيلي بديلًا عن المدفع الفرنسي مؤشرًا على إعادة تقييم الرباط لشراكاتها العسكرية. فقد كانت فرنسا تاريخيًا أحد أبرز موردي الأسلحة للمغرب، لكن هذه الصفقة قد تؤثر على التعاون العسكري بين البلدين مستقبلًا، خاصة مع تنامي العلاقات العسكرية المغربية-الإسرائيلية منذ توقيع اتفاقيات التطبيع عام 2020.
دلالات الصفقة على مستوى التسلح الإقليمي
يؤكد هذا التوجه المغربي على تنوع مصادر التسلح واعتماد تقنيات جديدة لتعزيز جاهزية الجيش المغربي. كما أن هذه الصفقة تعكس الدور المتنامي للصناعات الدفاعية الإسرائيلية في السوق العالمية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
اقرأ أيضًا: المغرب والإمارات يعززان قدراتهما الدفاعية بأنظمة إسرائيلية متطورة
تحول الاستراتيجية المغربية
يمثل قرار المغرب بالتخلي عن المدفع الفرنسي “سيزر” لصالح المدفع الإسرائيلي ATMOS 2000 تحولًا مهمًا في استراتيجيته الدفاعية. فمع المشاكل التي واجهها مع السلاح الفرنسي، فضل المغرب البحث عن بديل أكثر كفاءة وموثوقية، وهو ما وجده في التكنولوجيا الإسرائيلية. تعكس هذه الخطوة أيضًا التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، حيث يتجه المغرب إلى تنويع مصادر تسلحه وتعزيز شراكاته العسكرية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على فرنسا.