المغرب يفرض رسومًا باهظة على واردات بولي فينيل كلوريد المصرية لمكافحة الإغراق

في خطوة تُنذر بتصاعد التوترات التجارية، فرض المغرب رسومًا جمركية مؤقتة باهظة لمكافحة الإغراق على واردات بولي فينيل كلوريد المصرية (PVC).
وفقا لتقرير موقع موروكو ورلد نيوز، دخلت هذه الرسوم، التي تتراوح بين 74.87% و92.19%، حيز التنفيذ الأسبوع الماضي بعد تحقيق مُفصّل أجرته السلطات المغربية.
ويهدف هذا الإجراء إلى حماية صناعة بولي فينيل كلوريد (PVC) المحلية في المغرب مما يصفه المسؤولون بالممارسات التجارية غير العادلة، وخاصةً إغراق الأسعار من قِبل المصدرين المصريين.
صدر القرار رسميًا بموجب مرسوم مشترك من وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الاقتصاد والمالية المغربيين، ووفقًا لبيانات رسمية نُشِرت في هسبريس وموسكو وورلد نيوز، ستظل الرسوم الجمركية المؤقتة سارية لمدة أربعة أشهر، في انتظار نتائج التحقيق النهائي.
بدأ التحقيق بناءً على طلب المُنتج المحلي
جاء هذا الإجراء المغربي في أعقاب التماسٍ تقدمت به الشركة الوطنية للبولي فينيل كلوريد (SNEP)، أكبر مُنتج للبولي فينيل كلوريد في البلاد، والذي طالب بفتح تحقيق رسمي في ممارسات إغراق مُشتبه بها في نوفمبر الماضي.
بدأت السلطات تحقيقها في 27 نوفمبر 2024، مُركزةً على راتنج البولي فينيل كلوريد المُعلّق المُبلمر، وهو مادة أساسية لقطاعات البناء والبنية التحتية والتعبئة والتغليف.
كشفت النتائج الأولية عن ارتفاع كبير في واردات البولي فينيل كلوريد المصرية من حيث الحجم والحصة السوقية، مُتفوقةً على المُنتجين المحليين من خلال تقديم منتجات بأسعار أقل بكثير.
وجد المسؤولون أن هذا الانخفاض في الأسعار لم يُحدّ فقط من قدرة المُصنّعين المغاربة على تعديل أسعارهم، بل أدى أيضًا إلى تآكل هوامش الربح وحد من فرص الاستثمار والتحديث في الصناعة.
خلص تحليل الوزارة إلى وجود علاقة سببية مباشرة بين تدفق واردات بولي فينيل كلوريد المصرية منخفض السعر والانخفاض الحاد في الإنتاج المحلي المغربي ومبيعاته ومعدلات استغلال الطاقة الصناعية. واستُبعدت عوامل أخرى مُحتملة، مثل مشاكل الإدارة الداخلية أو انكماش الطلب، كأسباب رئيسية.
الإجراءات المستهدفة: الشركات والأسعار
الرسوم الجمركية الجديدة ليست موحدة. فواردات الشركة المصرية للبتروكيماويات (EPC) المملوكة للدولة، والتي تعاونت بشكل كامل مع التحقيق المغربي، تواجه معدلًا أقل قدره 74.9%.
أما المصدرون المصريون الآخرون – بما في ذلك شركة TCI Sanmar Chemicals S.A.E.، التي لم تقدم البيانات المتوقعة – فيخضعون لرسوم جمركية قصوى قدرها 92.2%.
ستحتفظ الجمارك المغربية بجميع المبالغ المحصلة بموجب إجراءات مكافحة الإغراق هذه، بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة المطبقة، حتى إشعار آخر. وتستهدف الرسوم تحديدًا الواردات الخاضعة لرمز التعريفة الجمركية 3904.10.90.00.
اقرأ أيضا.. صراع الضمير.. موظفو التكنولوجيا المسلمون يواجهون أزمة بسبب دعم شركاتهم لحرب غزة
التأثير على القطاع والنزاعات التجارية المستمرة
كانت الآثار المباشرة لهذه الإجراءات كبيرة على قطاع الإنتاج المغربي. وتُشير التقارير إلى انخفاض الإنتاج، وانخفاض المبيعات، وانخفاض ربحية مُصنّعي بولي فينيل كلوريد المحليين.
تُعدّ هذه الخطوة جزءًا من نمط أوسع نطاقًا: فقد فرض المغرب بالفعل قيودًا مماثلة على سلع مصرية متنوعة، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 35% على السجاد والطماطم المعلبة، وبدأ تحقيقات في واردات أخرى مثل الأسلاك المجلفنة وأجهزة تكييف الهواء.
تشهد الخلافات التجارية بين المغرب ومصر تصاعدًا. ففي وقت سابق من هذا العام، احتجز المغرب أكثر من 150 حاوية من البضائع المصرية في موانئه، في إطار محاولة أوسع لمعالجة ما تعتبره الرباط اختلالًا في العلاقات التجارية.
كما تسعى السلطات المغربية إلى زيادة وارداتها من مصر إلى 600 مليون دولار، وتستكشف المزيد من التعاون في قطاعات مثل مصايد الأسماك.
تُشكّل قضية مكافحة الإغراق سابقةً بارزةً في السياسة التجارية للمغرب، إذ تعكس استعداد الحكومة لمواجهة ما يُنظر إليه على أنه ممارسات تجارية عدوانية، والتزامها بحماية القاعدة الصناعية الوطنية مع الالتزام بالتزامات التجارة الدولية.