تاريخ وتراث

المـوسيـقىٰ فـي مصر القـديـمة

كتب : إبراهيم عقرب

ظهرت الموسيقىٰ علي حسب الروايات التاريخيه و رُبما تكون أسطورية مثل ما ذكرها “ديودور الصقلي” أن أوزوريس كان مُحب للمرح والبهجة، وكان دايماً جنبه فرقة من الموسيقين من ضمنهم ٩ عذراوات “غالباً للرقص”

وعموماً الموسيقيٰ نشاط من الأنشطة الـ بيمارسها الإنسان في أي وقت وأي بيئة سواء كان مُستمع أو مُؤدي!كنا نتوقع أن المصري القديم شعب بسيط بدائي تماماً حيث يتوفر له بعض آلات الطرق وبعض الدرجات الموسيقية فقط!

لكن في عصور ما قبل التاريخ ظهرت آله “النـاي” علي بعض النقوش ؛ وعرفوا آله “الجنك” في الأسرة الرابعة كان المصريين القُدماء يستخدمون الموسيقىٰ في العمل والحفلات والطقوس الدينية ، كانت في البداية جماعية الأداء ومُرتبطة بالعمل!

مقابر الدولة القديمة حفظت لينا أغاني قصيرة منها أُغنيه “الرُعاة” الـذي كان ينشدوها الرُعاة أو الفلاح وهو بيرعي غنمة بعد إنتهاء الفيضان ليحرث الأرض.”أيُها الغرب من أين أتىٰ الراعي راعي الغرب /الراعي في الماء يتحدث إلي البُلطي”

ومن الأغاني المُسجلة علي جدران مقبرة “باحيري” في إدفو من عصر الدولة الحديثة ويُنادي أحد الفلاحين القائمين علي الحرث لـ صبي ويقول له “أسرع أيُها السائق استحث الثيران، أنظر الأمير يقف ويراقب إنه ليوم جميل الجسم رطب، والثيران تجر”

وتكونت الفرقة الموسيقية في الدولة القديمة من “عازف و مُغنٍّ” أما الفرق الكبيرة كان يوجد بها أكثر من عازف !و في مقبرة “ني عنخ خنوم و خنوم حِتب” في سقارة، تصوير لـ أكبر فرقة موسيقية في عصر الدولة القديمة.

المغنون

كان المغني هو العنصر الأساسي في الفرقة الموسيقية، وغالباً كان بيسقف بإيده، أو يعمل بعض الإشارات حسب خطوات الإنتقالات اللحنية!

والجدير بالذكر أن حركات الإيد الـذي كان يعلمها المُغني المصري القديم، تعتبر أحد الأصول الأولي لبدايات تدوين الموسيقي الـ أطلقوا عليها “لغة اليد أو الشيرونوميا- Cheironomie”واستخدمت أوروبا الإسلوب هذا سموه التدوين بالإشارات “Neumes”

حتي عالم موسيقي الألماني “Hickmann” قام بأجراء دراسة مُتعمقة لإشارات اليد للمغنيين في الدولة القديمة ووضح أن الإشارات كان ليها دلالات مُتعددة علي سبيل المثال تحديد الأوزان القوية والضعيفة للحن المُغني.

ومن الحركات المُميزة للمُغني أنه كان يضع إيده ورا أُذنه أثناء الغناء، أو ربما كان يضعها علي الأُذن نفسها مثل ما نراه في وقتنا الحالي “المؤذن أو قارئ القُرآن الكريم”ومن الأفراد الـ كانوا بيشاركوا ضمن الفرقة الموسيقية..

•”عازف الناي” وكان عددهم في الفرقة الواحدة يصل لـ ٥ أفراد، وربما يرجع السبب لـ هدوء ورقة صوت الناي والناي في مصر القديمة قريب جداً في الشكل من الناي في مصر حالياً، وحتي كان يتم العزف عليه بنفس الطريقة الحالية!

عازف المزمار

المزمار في مصر القديمة كان يشبه تماماً آله “الأرغول” الـ بتُستخدم إلي الآن في الفرق الشعبية، ولكن الفرق بينهم أن المستخدمه الان الأنبوبتين مُلتصقتين مع بعض..!

عازف الجنك

كان أشهر الأفراد في الفرق الموسيقية طول فترات التاريخ المصري القديم، والجدير بالذكر أن النساء كانت مُشاركة في العزف علي الجنك بخلاف الآلات التانية الـ شارك فيها النساء لكن بداية من عصر الدولة الوسطي!

الأمر المُهم جداً هنا أن أول الآلات الوترية الكاملة الصناعة والتركيب هي آله الجنك وظهرت في عهد الملك خوفو، وتُعد أول آله وترية حقيقية بالمعني المفهوم عرفتها البشرية

زر الذهاب إلى الأعلى