المقاومة تهدر دم عصابة أبو شباب.. هل تتدخل إسرائيل لإنقاذ عملائها في غزة؟

في تصعيد غير مسبوق على الساحة الداخلية لقطاع غزة، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أن المدعو ياسر أبو شباب ومجموعته المسلحة “دمهم مهدور”، متهمة إياهم بالخيانة والعمل المباشر لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب وسائل إعلام أصدرت الغرفة المشتركة، التي تضم الأذرع العسكرية لأبرز الفصائل الفلسطينية،  بيانًا ناريًا اليوم الأحد، أكدت فيه أن “أبو شباب وعصابته منزوعو الهوية الوطنية وخارجون عن الصف الوطني الفلسطيني”، ووصفتهم بأنهم “ثلة مارقة شكلها العدو وسلحها لتأدية أدوار أمنية قذرة على الأرض”، متوعدة بملاحقتهم وتصفيتهم.

وأضافت أن هؤلاء “لن تنفعهم حماية الاحتلال”، مشددة على أن “مصيرهم سيكون كمن سبقهم من العملاء الذين تخلّت عنهم إسرائيل في محطات سابقة، ووصمة عار في صفحات التاريخ الفلسطيني”.

نتنياهو يعترف بتسليح ميليشيات أبو شباب

وفق تقارير فإن التطور الأبرز الذي أشعل الغضب في غزة كان الاعتراف الصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الخامس من يونيو الماضي، بتسليح مجموعات مسلحة داخل القطاع.

وقال في مقطع مصور بثته هيئة البث الإسرائيلية:”ما المشكلة في ذلك؟ هذا أمر جيد وينقذ أرواح جنودنا”، في تبرير واضح لتجنيد وتفعيل عصابات محلية لخدمة المصالح الأمنية الإسرائيلية في غزة.

عصابة أبو شباب.. ذراع إسرائيل القذرة في رفح

بحسب مصادر محلية في غزة، يتخذ أبو شباب من المناطق الشرقية لمدينة رفح جنوبي القطاع ملاذًا آمنًا، ويتحرك تحت غطاء عسكري إسرائيلي مباشر.

وتتهمه فصائل المقاومة بتشكيل مجموعة مسلحة تمارس دورًا استخباراتيًا وأمنيًا لصالح جيش الاحتلال، بما يشمل تعقب تحركات المقاومة وعرقلة توزيع المساعدات الإنسانية.

وكانت حركة حماس قد أمهلت أبو شباب 10 أيام لتسليم نفسه للجهات المختصة، تمهيدًا لمحاكمته بتهم تشمل الخيانة، والتخابر مع جهات معادية، وتشكيل عصابة مسلحة.

عصابات إجرامية بثوب أمني

وسائل إعلام إسرائيلية كشفت في وقت سابق أن معظم عناصر “عصابة أبو شباب” هم في الأصل مجرمون مدانون بقضايا تهريب مخدرات وسرقة وجرائم ممتلكات، وأن رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار هو من أوصى بتجنيدهم وتزويدهم بأسلحة متنوعة، بينها بنادق كلاشينكوف ومسدسات تم الاستيلاء عليها من حماس وحزب الله خلال الحرب الأخيرة.

وسبق واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة  “عصابات مسلحة مدعومة من الاحتلال” بنهب المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع عبر المعابر القليلة المتاحة، مؤكدًا أن هذه المجموعات المسلحة تستغل حالة الحرب والفوضى الأمنية لإحكام سيطرتها على بعض المناطق في الجنوب.

وثمنت الغرفة المشتركة في بيانها موقف العشائر والعائلات الفلسطينية التي رفضت دعم أو حماية أفراد هذه العصابة، مؤكدة أن “الشعب الفلسطيني يميز جيدًا بين الوطني والخائن، رغم المعاناة القاسية والحصار”.

وأكدت أن المقاومة لن تسمح بانهيار الجبهة الداخلية بسبب أدوات الاحتلال، مشددة في ختام بيانها أن هذه “الصفقة القذرة” لن تمر، وأن دماء الشهداء في غزة لن تُفرّط بها المقاومة، وأن “الخونة والعملاء” لن يجدوا مأمنًا لا داخل القطاع ولا خارجه، وأن الرد سيكون قاسيًا ورادعًا.

هل تتدخل إسرائيل لحماية أبو شباب ؟

وفق مراقبون فإن السؤال الأن هو مدى إمكانية أن تتدخل إسرائيل لإنقاذ عصابة أبو شباب بعد تهديدات المقاومة؟

فبينما تعتبر تل أبيب هذه العصابات وسيلة رخيصة لحماية جنودها وتخريب جبهة المقاومة من الداخل، فإن تورطها المباشر في حمايتهم قد يؤدي إلى انف.جار جديد في غزة، وفتح جبهة صراع داخلية قد تكون أشد تعقيدًا من المواجهات المباشرة مع حماس والجهاد الإسلامي.

اقرأ أيضا.. انف.جار داخل حكومة إسرائيل.. هل تجهض صراعات حلفاء نتنياهو هدنة غزة؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى